ضرب وخلع ملابس وحرق مشاهد الجحيم من اقتحام مستشفى كمال عدوان يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على غزّة لليوم ال449 على التوالي وسط قصف عنيف يؤدّي إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى يومياً إذ خلّفت الحرب أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 11 ألف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين. بينما قال مسؤولون صهاينة وأمريكيون منخرطون في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة إن الشكوك تساورهم بتضاؤل إمكانية إبرام اتفاق قبل عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في جانفي المقبل. ق.د/وكالات تحت نظر العالم كلّه يمعن الاحتلال في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة من دون أي رادع. وآخر جرائمها حرق مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزّة واحتجاز طاقمه الطبي والجرحى والمدنيين بعدما أخرجتهم منه في طقس بارد واجبرتهم على خلع ملابسهم وكانت قتلت خمسة من أعضاء الكادر الطبي في المستشفى من بينهم طبيب. وزعم جيش الإحتلال أن المستشفى يُعتبر بمثابة مركز ل حماس في شمال قطاع غزّة والذي عمل منه مسلحون طوال فترة الحرب . لكن ماهر شامية الوكيل المساعد لوزارة الصحة في غزّة أعرب خلال مؤتمر صحافي عن قلقه الشديد بشأن مصير عدد كبير من الكوادر الصحية والمرضى الذين انقطعت جميع سُبل التواصل معهم وطالب ب توفير بدائل تضمن استمرار تقديم الخدمات الطبية في شمال القطاع . وفجر امس أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد عدد من الكوادر الطبية حرقاً بالنيران التي أضرمتها قوات الاحتلال في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزّة. وجاء ذلك بعد أن قالت وزارة الصحة في غزّة ليل الجمعة - السبت إن قوات الاحتلال اقتادت العشرات من طواقم مستشفى كمال عدوان بما في ذلك مدير المستشفى حسام أبو صفية إلى مركز للتحقيق قبل أن تؤكد لاحقًا اعتقاله رسميًا. وعمدت قوات الاحتلال إلى إحراق مبان من مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزّة تحديداً في محافظة شمال غزّة بعدما اقتحمته وأجبرت الطواقم الطبية والمرضى ومرافقيهم على إخلائه والتوجّه إلى ساحته الخارجية. وفي تعليق على ما ترتكبه قوات الإحتلال أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأنّ صمت العالم إزاء جرائم الاحتلال المتكرّرة هو ما أغراه ودفعه إلى ارتكاب مزيد من الجرائم وتدمير مستشفى كمال عدوان بعد تدمير مستشفى بيت حانون والمستشفى الإندونيسي . *ناجيتان ترويان مشاهد الرعب تروي فلسطينيتان إحداهما ممرضة تعمل بمستشفى كمال عدوان تفاصيل مروعة عن ظروف احتجازهما في المستشفى الذي أقدمت قوات الاحتلال على إخلائه قسرا من المرضى والأطباء وحرقه وتدميره بمحافظة شمال غزّة حيث تعرضتا برفقة نسوة ورجال آخرين لضرب وإهانة وتجريد من الملابس. وقطعت النساء اللواتي وصلن إلى مدينة غزّة الأقرب إلى شمال القطاع مسافة تزيد على 8 كيلومترات سيرا على الأقدام في ظروف قاسية. وقالت الممرضة الفلسطينية شروق الرنتيسي التي أُجبرت على النزوح من مشفى كمال عدوان بعد اقتحام جيش الإحتلال تفاجأنا بحصار الجيش للمستشفى وإقدامه على حرق الأرشيف حيث امتدت النيران إلى باقي الأقسام . وأضافت أبلغنا الجيش بإخلاء المستشفى وطُلب من المصابين الذين يستطيعون المشي مغادرة المكان خرجنا لاحقا مع جزء من الكادر الطبي وسرنا مسافة طويلة جدا على الأقدام . ولفتت إلى أن الجيش فصل الرجال عن النساء ثم أخذونا على شكل مجموعات وأجبرونا على خلع ملابسنا ومن كانت ترفض خلع ملابسها تضرب كما صادروا الهواتف المحمولة. وتابعت أن الجنود أجبروا النساء على خلع ملابسهن كما فعلوا مع الرجال في مشهد مليء بالسخرية والاستهزاء. وأكدت الطبيبة أن الجنود أجروا عمليات تفتيش دقيقة ثم أعادوهن للجلوس لمدة بين ساعة وساعتين قبل السماح لهن بالسير مسافات طويلة. وأكملت كانت هناك مراقبة مستمرة من جيب عسكري أمامنا وآخر خلفنا حتى تركونا في منطقة قريبة من مدينة غزّة . ولفتت إلى أنها لا تعلم شيئا عن بقية الأشخاص الذين كانوا في المستشفى لكن هناك حوالي 25 إلى 30 شخصا طلبهم الجيش ولم يعد أحد يعرف مصيرهم . في حين تصف المواطنة مها مسعود ما جرى قائلة مع منتصف الليل بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية في محيط المستشفى وعند بزوغ الفجر اقتحمه الجنود وأجبرونا على الخروج منه تحت تهديد السلاح . وقالت إن جنود الاحتلال بدؤوا من داخل دباباتهم بالمناداة على الدكتور حسام أبو صفية مدير المستشفى لإخلاء المكان من المرضى والطواقم الطبية والنازحين . وأضافت مها النازحة داخل المستشفى طلبوا من الجميع الخروج إلى الساحة دون أي مراعاة لظروفنا الإنسانية . وأوضحت أن المستشفى تم إخلاؤه بالكامل حيث نقل الموجودون إلى منطقة قريبة تحت ظروف قاسية وفي ظل البرد الشديد. وتابعت لم يراعوا حالتنا الإنسانية بل تعاملوا معنا بوحشية الجنود اعتدوا علينا وطلبوا من النساء خلع الحجاب وجردوا الرجال من ملابسهم واعتدوا عليهم دون أي رحمة . وعن خروجهم من شمال القطاع أشارت مها إلى أن الدبابات ظلت ترافق النازحين طوال الطريق منذ خروجهم من المستشفى وحتى وصولهم إلى أقرب نقطة على مشارف مدينة غزّة. وقالت إن الجنود حذرونا من الالتفات إلى الخلف خلال المسير . وأضافت مها في طريق الخروج كان هناك أطفال ومعاقون ومصابون يبكون من شدة الألم وصعوبة الوضع لكن الجنود لم يكترثوا لحالتهم ولم يقدموا لهم أي مساعدة . *الصحة العالمية تنعى آخر مستشفيات الشمال من جهاها أكدت منظمة الصحة العالمية أن التفكيك المنهجي للنظام الصحي في قطاع غزّة يعد حكما بالإعدام على عشرات الآلاف من الفلسطينيين المحتاجين إلى الرعاية الصحية موضحة أن الاقتحام لمستشفى كمال عدوان وحرق أجزاء منه أدى إلى خروج آخر منشأة صحية رئيسية في شمال قطاع غزّة عن الخدمة. وقال بيان صادر عن المنظمة تعليقا على اقتحام جيش الإحتلال لمستشفى كمال عدوان إن بعض الأقسام المهمة قد تعرضت لحروق شديدة وتدمير أثناء الاقتحام مضيفا أن 25 مريضا في حالة حرجة و60 من العاملين في مجال الرعاية الصحية ما زالوا في المستشفى في حين تم نقل مرضى في حالة متوسطة وخطيرة إلى المستشفى الإندونيسي الذي تعرض للتخريب ولا يتمكن من تقديم الخدمة. واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة هذا الهجوم جريمة حرب مكتملة الأركان محذرا من أن هدفها القضاء التام على النظام الصحي في غزّة كجزء من سياسة الإبادة الجماعية التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني في حين زعم جيش الإحتلال أن المستشفى يُعتبر بمثابة مركز لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزّة الأمر الذي نفته الحركة. وقالت الحركة في بيان: ننفي نفيا قاطعا وجود أي مظهر عسكري أو وجود مقاومين في المستشفى سواء من كتائب القسام أو أي فصيل آخر فالمستشفى كان مفتوحا أمام الجميع والمؤسسات الدولية والأممية التي تعرف المستشفى جيدا.