نجحت في حماية الأصول الليبية المجمّدة نشاط قوي للدبلوماسية الجزائرية الجزائر تدعو روسياوأوكرانيا إلى إنهاء الحرب س. إبراهيم واصلت الدبلوماسية الجزائرية نشاطها القوي في الآونة الأخيرة وحققت خلال جلسة مجلس الأمن المنعقدة يوم الخميس إنجازا مهما على الساحة الدولية حيث تمكنت من انتزاع موافقة تاريخية تسمح للمؤسسة الليبية للاستثمار بإعادة استثمار الأصول الليبية المجمدة في المنظمات المالية الدولية. ويمثل هذا القرار الذي اعتمد بفضل الدور الفاعل للجزائر في مجلس الأمن خطوة كبيرة نحو حماية هذه الأصول من التآكل وضمان الحفاظ على قيمتها وعوائدها بما يخدم مصالح الشعب الليبي. كما يعد هذا الإنجاز خطوة إيجابية تمهد الطريق لمزيد من التعاون بين الدول وإشراك السلطات الليبية في معالجة القضايا المتعلقة بالأرصدة والأصول المجمدة في البنوك الدولية. وأسفرت الجهود الجزائرية أيضا عن قرار آخر يلزم لجنة العقوبات حول ليبيا بإبلاغ السلطات الليبية مستقبلا بكل المراسلات المتعلقة بالأصول المجمدة مما يمنح ليبيا فرصة أكبر لتتبع مصير أموالها بشكل دقيق وواضح. ويعكس هذا النجاح التزام الجزائر بالدفاع عن حقوق الدول الشقيقة ودعم قضاياها العادلة ويؤكد قدرة الدبلوماسية الجزائرية على تحقيق اختراقات ملموسة في الملفات الحساسة. ومن خلال هذا الإنجاز تعزز الجزائر مكانتها كشريك قوي يعمل لصالح الاستقرار والتنمية في المنطقة. وتعيد البراغماتية التي اتسم بها أداء الدبلوماسية الجزائرية وتجندها الفعلي لمرافقة الأشقاء في ليبيا على مختلف الأصعدة ولاسيما للدفاع عن مصالح الشعب الليبي التأكيد على الدور الوازن والفاعل للجزائر في القضايا الإقليمية والدولية. من جهة أخرى جدّدت الجزائر يوم الجمعة دعوتها لكل من أوكرانياوروسيا إلى وضع حدّ للحرب. أتى ذلك برسم مداخلة لممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة عمار بن جامع. وتترأس الجزائر مجلس الأمن الدولي على مدار جانفي الجاري. وفي اجتماع خُصّص لمسألة الحفاظ على السلام والأمن في أوكرانيا رافع بن جامع لإنهاء الحرب المستمرة منذ فيفري 2022. وقال بن جامع: نجدد دعوتنا للطرفين من أجل المشاركة في حوار حقيقي ومفاوضات بهدف وضع حد لهذه الحرب . وأضاف: يتعين على روسياوأوكرانيا والمجتمع المدني اعطاء فرصة حقيقية لحوار شامل وبناء لتحقيق نتائج . وأكد بن جامع: نشجّع الطرفين على توجيه جهودهما نحو حل عادل ومستدام على أساس مبادئ ميثاق الأممالمتحدة . وأشار إلى أنّ هذا الحل من شأنه الاستجابة للانشغالات الأمنية لجميع الأطراف. أولوية تأمين المدنيين حث بن جامع الطرفين على تحقيق تقدم نحو وقف تصعيد التوترات داعياً إياهما إلى ضمان أمن السكان المدنيين كأولوية. وقال بن جامع: ندعو مرة أخرى طرفي النزاع إلى وقف الأعمال العدائية دون أي شروط . وأكد بن جامع: الجزائر تجدّد دعوتها لروسياوأوكرانيا إلى الوفاء كلياً بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي . بما في ذلك القانون الإنساني الدولي. وتابع: يتعين تجنب استهداف المدنيين والمنشآت المدنية في جميع الظروف . وأضاف بن جامع: حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية لكلا الطرفين . وأوضح: من الضروري عكس هذا الاتجاه والتحرك نحو تهدئة التوترات . واعتبر أنّ التصعيد لم تكن له حتى الآن سوى نتائج سلبية على السكان المدنيين . وأعرب بن جامع عن أسفه للتدهور المستمر للوضع ميدانياً مؤكداً: لا نرى شيئاً ملموساً حتى اليوم في اتجاه وقف التصعيد . واسترسل: رغم النداءات العديدة للمجتمع الدولي لوقف التصعيد وضبط النفس والشروع في الحوار فإنّ الوضع يظل مقلقاً جداً . وذكر ممثل الجزائرالأممي أنّ هذه الحرب أودت بحياة أرواح بريئة وتسببت في معاناة كبيرة ونزوح السكان وتدمير منشآت مهمة . وانتهى إلى أنّ الانعكاسات الاقتصادية باتت تظهر آثارها على الصعيد العالمي خاصةً في البلدان النامية.