يواجه سكّان عمارة تقع في حي (علي نافي) بحجّوط في ولاية تيبازة، استفزازات يومية وتهديدات علنية بالقتل الجماعي من طرف أحد الجيران الذي لم يتقبّل فكرة أن يرفض السكّان فكرة بنائه الفوضوي الملاصق للعمارة، وبالتالي لشرفاتهم، إضافة إلى الرّوائح الكريهة المنبعثة من هذا البناء كونه خصّص للحمّام والمرحاض، حيث بدا وكأن هناك مشكلة في مدّ قنوات الصرف الصحّي، ما انعكس سلبا على الجيران الذين صاروا لا يستطيعون فتح نوافذهم بسببها· وتطوّرت المشاكل التي بدأت بسيطة قبل نحو خمس سنوات، لتصل إلى حدّ هجوم المعني بالأمر على الجيران بالحجارة ليلا وتكسير نوافذهم وإدخال الرّعب إلى قلوبهم، إضافة إلى تهديدات علنية للجيران الذين يسكنون فوقه مباشرة بالقتل، مع تلويحه بسلاح أبيض في إحدى المرّات والاشتباك المباشر، وكذا الاستفزازات اللّفظية التي تتناول الجيران في سمعتهم وشرفهم· وتقول إحدى الجارات وهي أستاذة فيزياء تقيم وحدها في الشقّة التي تعلو بيته مباشرة، إن سطح البناء الفوضوي الذي أقامته هذه العائلة ملتصق مباشرة بشرفتها، حيث يزعجها تواجد رجال من أفراد العائلة الذكورة على السطح يوميا بحجج مختلفة، مثل تصليح الهوائي المقعّر أو فتح خزّان الماء الموجود هناك أو جمع الغسيل أو أيّ سبب أخر، وذكرت أن العائلة أرادت إحاطة الشرفة بسور صغير ليتمكّنوا من الجلوس هناك، وهو الأمر الذي رفضه الجيران كافّة كون نساءهم سيصبحن محرومات من استخدام شرفاتهن وفتح نوافذهن بسبب تواجد رجال العائلة يوميا على السطح الملاصق تماما لشرفات شقق الطابق الأوّل من العمارة· وعند معاينة الجريدة للبناء اتّضح أنه يلاصق الشقّة العلوية إلى درجة أن تلك السيّدة محرومة من فتح 03 نوافذ في تلك الجهة، كما أن البناء سيحجب تلك المنافذ نهائيا في حال قيام تلك العائلة ببناء سور صغير على محيط السطح، إضافة إلى منع تلك العائلة سائر الجيران العلويين من نشر غسيلهم بحجّة أنها تقطر مباشرة على (بيتهم) و(حديقتهم) التي اقتطعوا لها مساحة معتبرة من الأرض المتاخمة للعمارة دون ترخيص من أيّ جهة قانونية. كما أهملت مصالح الشرطة الشكاوى المتكرّرة من الجيران عن البناء الفوضوي والتهديدات وكأن شيئا لا يحدث، إلاّ في آخر لحظة وبعد فوات الأوان· وكعيّنة عن سكّان العمارة التضرّرين، والذين تسلّمت الجريدة شكواهم وإمضاءاتهم، تقول إحدى قاطنات العمارة: (بعثنا بشكاوى عديدة إلى مفتشية التعمير والبناء وإلى رئيس دائرة حجّوط ورئيس الأمن بها لكن الأمور القانونية لم تأخذ مجراها الطبيعي، فقد اكتفت سلطات البلدية بتغريمهم مبلغا بسيطا بدلا من قرار الهدم الذي يوجبه القانون في هذه الحالة)، وتضيف: (لقد هدّدني الابن بالقتل إن لم أتنازل عن الشكوى، ثمّ عاد وهدّدني بالتعويق لأقضي بقّية حياتي في كرسيّ متحرّك، وفي كلّ مرّة أنشر غسيلي أفاجأ بهم يرمونه من على الحيل إلى الأرض، وكنوع من الاستفزاز يظلّون جميعا حتى الرّجال منهم فوق السطح يوميا، أي على مقربة من شرفتي بحوالى متر واحد، وصرت أسمع كلّ أنواع الإهانات والشتائم البذيئة من الأمّ والبنات، في حين ينتظرني الابن الأكبر خارجا ليسمعني أفظع أنواع الإهانات، فتوجّهت إلى المحكمة)· جار آخر دفع ثمن صدقه حين أخبر المحقّقين بما رآه دون زيادة أو نقصان، في حين كانت تلك العائلة تريده أن ينحاز إليهم نظرا لعلاقة الصداقة التي بينهما، فصار يسمع يوميا شتائم في شرفه وشرف عائلته، وتمّ رشق بيته بوابل من الحجارة مرّتين يومي 7 و29 جوان المنصرم وتكسير نوافذه وإرعابه مع عائلته بعد قطع التيّار الكهربائي عن الحيّ، وذلك لمنعه من الإدلاء بشهادته في المحكمة خلال الشهر الجاري·