511 عائلة لم تر الشمس منذ 30 سنة الحساسية والربو يفتكان ب 90 بالمائة من السكان ”صدقوني، حتى وإن أعطيت مفاتيح شقة من ثلاث غرف ومطبخ وحمام وباب أفتحه متى شئت وأغلقه متى شئت، فسأبقى طيلة سنة وأنا أتخيل أنني ضيفة في بيت الناس وليس بيتي، لأن الحصول على شقة بعد ثلاثين سنة من العيش في قبوالعمارة ومع رائحة الرطوبة والعيش مع الجرذان، أصبح حلما مستحيل المنال، بهذه العبارات وصفت لنا إحدى السيدات معاناتها وهي تقول بصراحتها والدموع تنهمر من عينيها: ”نعيش في الظلام ولا نرى النور·· بل قالت إنها إن ماتت ستكون مذنبة في حق فلذات كبدها الذين كبروا وصاروا في سن الزواج ولكنهم ينامون بالتداول وحتى ابنتها التي تزوجت قبيل رمضان خرجت من ”القبو” وهي عروس··· بتلك العبارة نطقت تلك الأم للتعبير عن معاناتها وهي تبكي، وتتكلم وفي لسانها الذي نطق كلمات ممزوجة بالمرارة قالت إنها تقطن في قبو بعمارة من عمارات حي 08 ماي ,45 المعروف بحي ”سوريكال”، ببلدية باب الزوار بالعاصمة، منذ أزيد من 28 سنة· زارتها ”البلاد” في تحقيق ميداني لتقتفى آثار مواطنين يعيشون في الأقبية أو”لاكافات” ونحن في سنة ,2011 ونفتخر ببناء آلاف السكنات· الظلام طوال اليوم من يسكنون تحت العمارات، أو كما وقفنا عليها، أنهم يعيشون في الظلام منذ ثلاث عشريات كاملة· وهي الزيارة التي تكررت ثلاث مرات في عدد من العمارات في هذا الحي، زيارات لم تكن بالسعيدة رغم أن أصحاب تلك البيوت استقبلونا بحفاوة كبرى، لكن في الحقيقة كانت الزيارات صعبة على القلب لأنها نقلتنا إلى معاناة سنوات طويلة لا يمكن لأي إنسان تحمل أكثر منها طيلة تلك المدة· فلو كان بإمكاننا نقل رائحة الرطوبة وقلة الهواء أو انعدامه في الكثير من تلك البيوت المشكلة من أمتار تحت كل عمارة لفعلنا، ولو كان بإمكاننا نقل تلك الصرخات التي نطقت بها حناجر النسوة والرجال وحتى الأطفال لنقلناها أيضا، وحمّلنا سكانها ”أمانة” أن نفعل ما يمكننا فعله لنقل صرختهم عبر الجريدة، صرخة عنوانها أخرجونا من ”القبور” فنحن أحياء لم نمت بعد فلم تدفنوننا في الحياة ”· نعم أقل وصف يمكن تقديمه لمثل تلك الصور أنهم يعيشون في قبور، الشيء الوحيد الذي تختلف فيه عن القبور أن فيها مرحاضا يستعمل للاستحمام أو لتغيير الملابس، ويمكن أن يقع في وسط الغرفة· ابنتي خرجت عروسا وفرحتها أنها ودّعت الرطوبة والجرذان ”نحن نسكن تحت الأرض” عبارة تكررت على مسامعنا منذ ولجنا ذلك الحي، وكما يقال ”يالمزين من برا وشحالك من داخل”، الظاهر شيء والباطن شيء آخر، الحي جميل، ومزين بالأشجار وأمام كل عمارة مجموعة من الأشجار، ويقع في بلدية باب الزوار التي كانت عبارة عن مشروع للمدينة الجديدة لاحتوائها على جامعة العلوم والتكنولوجيا، لكنها مع مرور الزمن تحولت إلى حي للنوم فقط· هناك في حي الثامن ماي ,1945 أو سوريكال، 511 عائلة تعيش معاناة لا يمكن التعبير عنها بالكلمات، فالصور تعبر أصدق تعبير عن تلك المعاناة· ونحن نخرج من قبو إلى آخر، شعرنا وكأننا نخرج من الغار إلى الهواء النقي، أو من الظلام إلى النور· إحداهن زفت ابنتها الكبرى التي تجاوزت ال28 سنة قبيل شهر رمضان المعظم، لقد أخرجتها من القبو إلى بيت زوجها، بيت محترم على الأقل في غرفة تدخلها الشمس والهواء النقي وفيها نافذة ولها حمام ومرحاض مفصولان ومطبخ، ويمكنها إغلاق باب بيتها دون مشكلة· لقد أخرجت السيدة زكية التي أفنت عمرها في هذا القبو، ابنتها من ”النار إلى الجنة”، كما قالت، خصوصا أنها كانت تعيش مع ستة إخوة ينامون بالتناوب، فيما تلجأ الأخت الصغرى إلى جدتها حتى تجد مساحة ولو صغيرة فارغة لتضع فوقها بساطا أو فراشا لتنام مثل جميع البشر وليس انتظار دور النوم أو النوم بطريقة مكدسة وخصوصا في سن 22 سنة ومع إخوتها الذكور· آلام السيدة زكية ليست في أنها تسكن في قبو العمارة ولكنها آلام متضاعفة، يحز في نفسها وهي ترى أولادها الذكور قد بلغوا سن الزواج ولكنهم لا يستطيعون أن يفكروا أصلا في الزواج· قالت ”إن أعطوني مفتاح شقة من ثلاث غرف فسأبقى طيلة سنة وأنا أشعر أنني مجرد ضيفة عند الناس، لأن الحصول على سكن أصبح حلما بعيد المنال، وحتى وإن حصل فإنها ستصاب بالجنون أوبالاعتقاد بأنها تسكن عند الغير وليس في شقتها”· ورغم أن الإنسان المؤمن على حد تعبيرها ”يتمسك بالله عز وجل، إلا أن ظروف سكنها وهي ترى أولادها قد أذنبت في حقهم بتركهم يعيشون في هذا المكان ”القذر” على حد تعبيرها، جعلها تدخل في جهل أيضا· فهي تتعاطى المهدئات حتى تنسى آلامها وتنسى أنها تعيش في ظلام دامس حتى وإن أشعلت النور، فنور الشمس لم تره منذ ثلاثين سنة كاملة” · لكل حالة حكاية ولكن كلهم يقولون: ”ضاع شبابنا” كل ساكن في تلك الأقبية من العائلات ال511 الموجودة في عمارات حي ”08 ماي ”1945 بسوريكال في باب الزوار، له حكاية، وكل واحد من تلك العائلات وجد ضالته في البداية في تلك الأقبية، حيث يعود أول بناء بيت في قبو بالعمارة الى 30 سنة خلت، حيث يترك بعض أفراد الأسرة الكثيرة العدد ذويها القاطنين في سكنات وشقق في العمارات، ليبنوا بيوتا في الأقبية بالنظر إلى ضيق مساحة الشقق التي ولدوا فيها أو بسبب كبر الأسرة بعد أن يكبر الأولاد وهنا تبدأ المعاناة في انتظار التفات السلطات إليهم· كثيرة هي المشاكل التي يعانيها سكان أقبية، وكثيرة هي أطوار تلك المعاناة اليومية،إذ لفت انتباهنا بيت لا يمكن للزائر أن يبقى فيه خمس دقائق من فرط الروائح الكريهة بسبب قنوات صرف المياه القذرة التي تمر بجانب الغرفة المشيدة بالطوب وبسبب الرطوبة وانعدام النوافذ للتهوية· قبيل دقائق من وصولنا إلى المكان تم نقل الوالدة إلى المستشفى بسبب ضيق التنفس، وهو المرض الذي تعانيه منذ أزيد من 15 سنة، حسب رواية ابنها الأصغر الذي أكد أنه سئم الوضعية هنا ويريد أن يهاجر إلى ما وراء المتوسط على أن يرى والدته تنقل أكثر من أربع مرات إلى المستشفى بسبب ما تعانيه من المرض، ويشاهد والده وهو يشتغل في جمع القمامة عن طريق رافعة من الحديد كانت موضوعة أمام مدخل صغير للبيت الذي يمكن أن نقول عنه أنه باب المسكن· وهنا يتدخل الوالد فيقول ”سمعت أن هناك من تم ترحيلهم من سكناتهم نحو شقق في بئر التوتة ورفضوا الرحيل، أنا أطالب بأن يرحلوني إلى أي مكان المهم أن أكمل بقية حياتي في بيت محترم”· ورغم ضغط الحياة وعمل هذا الرجل الذي تحدث بألم كبير ل”البلاد” وإعاقته، إلا أنه يصارع الحياة يوميا ويشتغل ويكد ليل نهار· وقد انتهز فرصة وجودنا ليطالب رئيس الجمهورية والسلطات المعنية بضرورة النظر في وضعيتهم وترحيلهم من هذه ”القبور”، على حد تعبيره· في قبو بعمارة أخرى يقطن السيد ”ح·ز” (56 سنة)، لديه ستة أولاد، والده مجاهد· ومباشرة بعدما دخلنا بيته المشكل من غرفة ومرحاض يستعمل لمختلف الأغراض حتى الاستحمام وتغيير الملابس، فتح لنا دفترا فيه مجموعة هائلة من الأوراق الشخصية والخاصة أغلبها بطلبات السكن سواء في وكالة عدل أو السكن الاجتماعي، أما التساهمي فعبر بصراحة عن أنه لا يمكنه أن يدفع مبلغا لأجل الحصول على سكن بهذه الصيغة· وأكد أنه بالفعل أتت لجان مختصة لتقييم وضعية السكان في الأقبية ووعدتنا بالنظرفي وضعيتهم لكن دون رجعة ودون جدوى· ومنذ أزيد من 27 سنة وهو يقطن في هذا القبو· هذا الرجل يتحسر على شبابه الذي ضاع تحت العمارة، رغم طول أمله وصبره كما قال، إلا أنه وهو يقلب تلك الأوراق المكدسة في ملف أخضر أخرج بطاقة ابن مجاهد، ورغم ذلك فهو لم يستفد من سكن محترم· وخلال حديثه ل”البلاد” يمسك برأسه ويقول ”متى أعيش في سكن له باب عادي وأتنفس هواء نقيا؟” في إشارة منه إلى مرحاض البيت الذي أصبح متعدد الأغراض· ومن جهتها أكدت إحدى السيدات التي تقطن هي الأخرى في قبو العمارة أن لها خمسة أولاد أربعة منهم مرضى بالحساسية· وبالنسبة لأكبرهم أصبح مريضا بالربو ويبلغ من العمر 14 سنة· أما أصغرهم وسنه ثمانية أشهر فتقوم بتهريبه إلى بيت والدتها يوميا حتى لا يصاب هو الآخر بهذا المرض المزمن بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة في القبو· والكثير من الحالات التي عاينتها ”البلاد” تؤكد أن الحياة الزوجية الحميمية في خبر كان، خصوصا أن مختلف الأقبية توجد فيها غرفة واحدة لا يمكن لأي زوجين أن يعيشا فيها بشكل طبيعي وسط أولادهم؟! ”البرّاكة” تساوي الحصول على شقة في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة ومن ورائها وزارة السكن على تنفيذ العشرات من المشاريع السكنية لإنجاز الآلاف من السكنات وتوزيعها على المواطنين، هناك الكثيرون يعانون في صمت لأنهم ”لم يقدموا على إنجاز ”بيوت قصديرية لتمكينهم من الحصول على سكن لائق”· هذه الفرضية جاءت على لسان الكثير من سكان الأقبية في حي سوريكال، حيث أكدوا ل”البلاد” أن الكثيرين ممن أنجزوا بيوتا بالقصدير، تمكنوا من الحصول على شقة في إطار حملات الترحيل التي طالت الآلاف من سكان الأحياء القصديرية ومازالت لليوم تلك الحملات، في حين أن سكان الأقبية لم تطلهم عملية الترحيل إلى أجل مسمى· حقيقة مرة ولكنها واقع معيش، فالفرضية أصبحت قاعدة يسير عليها الكثيرون ممن يريدون الحصول على سكن لائق، وعليه فإن المرور ببناء سكن قصديري هو الطريق الأصوب في نظر الكثيرين للحصول عل سكن، حيث يتم تسجيلهم في إحصاء السكان الذين يجب ترحيلهم وإلا سيفرض على المواطن النسيان وسيبقى كذلك في طي سنوات أخرى مثل حال سكان الأقبية الذين يرفضون السكن في بيت قصديري مثلما أكده بعض السكان في تصريحات متفرقة ل”البلاد”· المرحاض·· للاستحمام وتغيير الملابس الحاجة أم الاختراع، هي حكمة تنطبق على هؤلاء ممن لم يسعفهم الحظ لسنوات طويلة في أن يجدوا مكانا واسعا للعيش فيه، حيث جعلوا من المرحاض مكانا لأغراض كثيرة أهمها الاستحمام فيه وتغيير الملابس فيه أيضا، المهم بالنسبة لهؤلاء أن يؤدي الغرض أو كما وصفت إحدى السيدات معيشتهم في الأقبية بأنها معيشة ب”الحيلة” وإلا لن تكفي المساحة لعائلة متكونة من خمسة أو ستة أو سبعة أفراد· لكن المثير في الأمر أنه لا يمكن للشخص أن يبقى في غرفة محاذية للمرحاض، بالنظر إلى الروائح الكريهة، فضلا عن أنابيب الصرف الصحي التي تمر من سقف تلك الأقبية وكثيرا ما تتساقط قطرات تتحول إلى سيول في الشتاء على أصحاب الأقبية مما يهدد سقف القبو بالسقوط وتشكيل شقوق في الحائط وهو ما يخيف سكانها من تهديدات محتملة يوميا من سقوط السقف رغم التجديد فيه وطلائه أكثر مرة سنويا، على حد تأكيد عدد من سكان الأقبية الذين تحدثت إليهم ”البلاد”· كما لجأت العديد من العائلات إلى شراء أسرة من نوع خاص في النهار تستعمل كأريكية وفي الليل تستعمل كسرير، نظرا لضيق المكان ولكن حدث ولا حرج عن المطبخ الذي أخذ حيزا ضيقا أحيانا يكون بهوا صغيرا للعمارة خصوصا في فصل الصيف، حيث يتعذر على عائلات ”الأقبية” أن تطبخ في مساحة صغيرة أمام ارتفاع درجات الحرارة· أطباء الحساسية·· مصائب قوم عند قوم فوائد الملفت للانتباه عند زيارتنا لحي ”سوريكال” انتشار عدد من الأطباء المتخصصين في الحساسية والربو وهي التفاتة لمسناها من خلال واقع لا نزايد عليه، والطبيعي أنه شيء جميل أن يجد المواطن طبيبا يعالج عنده ومتخصص في مرض من الأمراض، لكن من خلال أسئلتنا التي ضلت عالقة منذ دخولنا إلى تلك الأقبية، ففي كل مرة ندخل فيها غرفة ونجد فيها أطفال، نسمعهم يسعلون ويكحون، بل وأكثر من ذلك نلاحظ أنهم لا يستطيعون التنفس· فيما لم نتمكن نحن أن نبقى دقائق في بعض الأقبية التي تفتقر للتهوئة وتشعر الفرد بالاختناق، خصوصا في مثل هذه الأيام من نهاية شهرالصيف وفي منطقة فيها نسبة الرطوبة عالية، فمابالك في أماكن لا تتواجد فيها منافذ لدخول الشمس أو يدخل منها الهواء النقي الذي ينعش الرئتين، وهو ما أعطانا الإجابة دون عناء عن وجود عدد من أطباء الحساسية والربو في سوريكال· وصحيح تنطبق مقولة أن مصائب سكان الأقبية هي فوائد للأطباء الذين وجدوا مكانا يمارسون فيه مهنتهم النبيلة، وينقذون ما يمكن إنقاذه في هذا الحي الكبير، وخاصة عندما تكون حالات استعجالية· وعند دخولنا لأول مرة للحي سمعنا أن إحدى السيدات مريضة ب”الضيقة” أو ”الربو” قد نقلت إلى المستشفى وهي زوجة أحد سكان الأقبية يتم نقلها ثلاث مرات في الأسبوع إلى المستشفى، حيث لا يمكنها التنفس بل وأكثر من ذلك تأتيها أزمة الربو خصوصا في الليل، حيث لا تتمكن من التنفس· ولكن المصيبة هنا في ”سوريكال” أن في كل عائلة من العائلات 511 يوجد أكثر من90 بالمائة من السكان مرضى بالربو والحساسية والسكري وضغط الدم، وهناك حتى من يتعاطى المهدئات بسبب القلق من ضيق المكان وهي صورة مأساوية يعيشها أطفال صغار في عمر الزهور مثلما وقفنا عليه حسب أكياس الأدوية وملفات الوصفات الطبية الذي يملكها أحد السكان لأولاده الخمسة وهي صورة بقيت في الذاكرة ونحن نودع أهل الحي، الذين يأملون في ترحيلهم إلى شقق محترمة حتى خارج إقليم ولاية الجزائر، المهم أن يعيشوا بكرامة· في انتظار دورهم في الترحيل: الوصاية تقترح عليهم 10 سكنات اجتماعية ·· فرفضوها لحل هذه المعضلة الكبيرة والتي تهدد صحة 511 عائلة شرعت مصالح ولاية الجزائر، منذ بداية السنة الجارية بالتنسيق مع اللجنة المكلفة بالسكن على مستوى المجلس الشعبي البلدي لباب الزوار، في إعادة إحصاء والتحقيق في وضعية العائلات القاطنة في أقبية 08 ماي ,1945 استنادا لسعي الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء، لمعالجة وضعية سكان أقبية العمارات، وبالفعل تم إحصاء 511 عائلة ولكن منذ ذلك الوقت أصبحت العائلات القاطنة بأقبية العمارات· وتدخل تلك المساعي حسب القائمين على الملف بباب الزوار ضمن مساعي عامة للسلطات والحكومة في حل مشاكل السكن على المستوى الوطني وتخصيص حصص سكنية لإعادة إسكان المواطنين المتضررين ومنح السكنات الاجتماعية حسب ملفات طلبات السكن المتواجدة على مستوى كل بلدية· وعليه أقدم السكان على تنظيم أنفسهم وتشكيل لجنة سميت بلجنة سكان أقبية عمارات الحي أصبحت تتحدث وتدافع عن قضية السكان منذ أزيد من ستة أشهر لتطالب بحقوق السكان، إلا أن احتجاجاتها المتكررة سواء أمام وزارة الداخلية أو أمام مقر الوالي المنتدب للدار البيضاء أو ولاية الجزائر لم تجد نفعا· وأكدت لجنة عن سكان الأقبية بحي سوريكال أن الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء اقترح خلال جدول أعمال معهم منح حصة سكنية متكونة من 10 سكنات اجتماعية ضمن 60 مسكنا مخصصا لبلدية باب الزوار لفائدة سكان الأقبية بحي 08 ماي ,1945 لكنهم رفضوا العرض مقدمين شكرهم للمسؤول المحلي ولكن يرون مثلما تحدث مندوب عن أعضاء اللجنة ل”البلاد” أن هذا الاقتراح لا يلبي مطالب سكان ”الأقبية” البالغ عددهم .511 كما رفض السكان هذا العرض جملة وتفصيلا خصوصا وأنهم رفضوا أيضا إجراء عملية القرعة ويطالبون بمعالجة خاصة لمطلبهم وتخصيص حصة كاملة لترحيل كل سكان ”الأقبية” وعليه تسلمت ”البلاد” وثيقة ”احتجاج” رفعتها الجمعية المعنية والتي تحمل خاتما تسلم من الأمانة العامة لمكتب التنظيم العام لولاية الجزائر ومؤرخة في السادس من سبتمبر الجاري وموقعة من أعضاء عن سكان لجنة الأقبية بالحي المذكور وعددهم ثمانية أعضاء·· الوثيقة تحمل تذمر السكان من عدم إدراجهم ضمن المستفيدين في الدفعة الأخيرة من إعادة الإسكان والمقدر بأزيد من 3200 سكن اجتماعي رغم الوعود المقدمة من طرف الوالي المنتدب الذي طمأنهم عقب جلسة استماع· وقال السكان المعنيون إن حالتهم مزرية منذ ما يزيد عن ربع قرن بسبب الأمراض والأوساخ، معبرين عن أملهم في إسكانهم وترحيلهم ضمن برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فيما يتعلق بترحيل سكان الأقبية والأسطح والبنايات الهشة والقصديرية·