على غرار ابني »رامي« البالغ من العمر ستّ سنوات، والذي لا يعرف من الوجه الآخر لكرة القدم أيّ شيء، فرحنا معا لخروج منتخب غانا. ابني ناصر الأورغواي عن طواعية، أمّا أنا فناصرت هذا الأخير ودعوت اللّه أكثر من مرّة أن يكون التأهّل حليف زملاء دييغو فورلان على الغانيين، وكدت أطير فرحا بعد اصطدام كرة جيان بالعارضة الأفقية التي أبقت باب التأهّل قائما للمنتخب الأورغواياني في بلوغ المربّع الذهبي من المونديال. فرحتي لبلوغ الأورغواي الدور نصف النّهائي على حساب غانا منبعها أن هذا الأخير يضمّ في صفوفه بعض اللاّعبين المتعاطفين مع الكيان الصهيوني، إلى درجة أن أحد اللاّعبين قالها وبصريح العبارة قبل اللّقاء إنه في حال بلوغهم الدور نصف النّهائي سيهدي الفوز لشعب إسرائيل، متجاهلا أن شعب هذا الكيان اليهودي لعنة اللّه عليهم إلى يوم الدين، يرتكب في حقّ إخواننا الفلسطينيين أبشع الجرائم التي لم تشهدها المعمورة حتى إبّان الحكم النّازي والفاشي والفرعوني وما شبه ذلك من طواغيت الأرض. أقول استبشرت خيرا بخروج غانا، كما استبشر الآلاف من الفلسطينيين بخروج هذا المنتخب من المونديال الإفريقي على يد منتخب الأورغواي، وفرحة هؤلاء الفلسطينيين تجسّدت في تلك الرّاية التي كتب عليها عقب نهاية اللّقاء »هذا جزاء من يناصر إسرائيل«. فرحتي وفرحة ابني وفرحة الآلاف من الفلسطينيين لخروج منتخب غانا جسّدها كذلك داعية جنوب إفريقي الذي حمد اللّه على إقصاء غانا، ففور انتهاء اللّقاء تقدّم هذا الداعية بالشّكر والدعاء للّه عزّ وجلّ بتكبيله لأقدام الغانيين في ضربات الجزاء وفي ضربة الجزاء التي حصل عليها المهاجم جيان في آخر دقيقة من الوقت الإضافي. لكن ماذا لو تأهّلت غانا وقام البعض من لاعبيه بحملهم الرّاية الإسرائيلية ليجوبوا بها ملعب جوهانسبورغ، على غرار ما قام به بعض من لاعبي هذا المنتخب في مونديال ألمانيا الأخير؟ أنا على يقين من أننا سنصاب في الوتر الحسّاس وتتحوّل فرحة الكثيرين بتأهّل غانا إلى نقمة، كما أن التأهّل سيتحوّل إلى استهجان وردّ فعل قوي من طرف المسلمين والعرب. فمرّة أخرى نقول وسنظلّ نقول شكرا لك يا ربّ الذي خذلت الغانيين أمام الأورغواي.