عبرت الطاحونة الهولندية للمباراة النهائية للمرة الأولى منذ 32 عاماً بعد فوزها الصعب على أوروغواي 3-2 في اللقاء الذي جرى على ملعب “غرين بوينت” في كاب تاون ضمن الدور نصف النهائي لكأس العالم لمونديال جنوب إفريقيا افتتح جيوفاني فان بروكهورست التسجيل في الدقيقة ال 18 وعادل دييغو فورلان في الدقيقة ال 41 ثم سجل ويسلي سنايدر الهدف الثاني في الدقيقة ال 70 وعزز اريين روبن النتيجة في الدقيقة ال 73 إلى 3-1 ثم قلص ماكسيمليانو بيريرا إلى 2-3 في الدقيقة ال 90+2. هذا النهائي الأول الذي تبلغه هولندا منذ عام 1978 والثالث عموماً وهي تبحث عن لقب عالمي أول في تاريخها في حين كانت أوروغواي تبحث عن لقب ثالث ونهائي أول منذ 60 عاماً. ورفع سنايدر رصيده في البطولة لخمسة أهداف ليتشارك مع الإسباني دافيد فيا بصدارة ترتيب الهدافين، علماً أنه مرشح بقوة لنيل جائزة أفضل لاعب في المونديال مع فيا نفسه إلى جانب توماس مولر مهاجم ألمانيا، في حين بات رصيد دييغو فورلان أربعة أهداف. عموماً، لم تكن المباراة سهلة على الإطلاق واتسم أداء الهولنديين بالواقعية في حين أدّت أوروغواي بقوة وندية وصعّبت الأمور على منافستها، إلا أن اللياقة البدنية والعجز الهجومي، خصوصاً مع غياب نجمها لويس سواريز، وامتلاك هولندا لنوعية لاعبين عالميين أمثال سنايدر وروبن وكاوت صنعت الفارق. وتواجه الفريقان مرة واحدة في بطولات العالم، كان ذلك في مونديال ألمانياالغربية عام 1974. حينها لعب في المباراة بابلو فورلان، والد دييغو إلا أن الأب كان مدافعاً بخلاف ابنه، وانتهى اللقاء وقتها برتقالياً بنتيجة 2-0، علماً أن هولندا بلغت نهائي النسخة المذكورة قبل أن تسقط أمام المضيفة 1-2. وسبق لأوروغواي أن فازت باللقب مرتين عامي 1930 و1950 في حين خاضت هولندا مباراتين نهائيتين عامي 1974 و1978 وخسرت كليهما. ولم يذق المنتخب البرتقالي طعم الهزيمة في مباريات ال25 الأخيرة (رقم قياسي محلي)، كما حقق فوزه العاشر على التوالي في العرس القاري منها ستة في مونديال جنوب إفريقيا. دي زيوف في المستشفى بعد إصابته نُقل لاعب وسط منتخب هولندا، ديمي دي زيوف، إلى المستشفى بعد الركلة العنيفة التي وجهها له مدافع أوروغواي مارتن كاسيريس خلال مباراة الفريقين في نصف نهائي مونديال جنوب إفريقيا. ويتخوف الأطباء أن يكون فك دي زيوف قد تعرض لكسر، ما سيحرمه من احتمال المشاركة في نهائي المونديال المقرر الأحد المقبل. وكانت النتيجة تشير إلى تقدم هولندا بهدف دون مقابل عندما حاول كاسيريس تسديد كرة أكروباتية، لكنه ركل بقوة وجه دي زيوف الذي كان قد حل بديلاً لنايجل دي يونغ الموقوف. وأظهرت الفحوصات أن دي زيوف (27 عاماً) لاعب أياكس أمستردام قد فقد أحد أسنانه، وهو عاد إلى متابعة اللقاء بعد تلقيه الإسعافات الأولية، لكن الإصابة بدت على وجهه وشفتيه، فقام المدرب بيرت فان مارفيك باستبداله بين الشوطين بلاعب ريال مدريد الإسباني رافاييل فان در فارت. فان مارفييك ”الصعود للنهائي لا يعني شيئا”ً طالب مدرب المنتخب الهولندي لكرة القدم، بيرت فان مارفييك، لاعبيه بالمحافظة على تركيزهم لأن التأهل إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 32 عاماً: “لا يعني أننا فزنا بأي شيء”. واعتبر فان مارفييك أن على رجاله الفوز بالمباراة النهائية الأحد المقبل إذا أرادوا أن يدونوا أسماءهم في تاريخ الكرة الهولندية، مضيفاً “ما حققناه بعد 32 عاما يعتبر فعلاً أمراً مميزاً، لكننا لم نحقق شيئا بعد وهناك مباراة أخرى نتطلع إليها”. ورأى مدرب فيينورد روتردام السابق أن فريقه يتمتع بروح جماعية قوية، رافضاً أي تلميح بشأن أنانية أو تعجرف اللاعبين ومؤكداً بأنهم يفكرون حصراً بالمباراة التالية التي تنتظرهم، مضيفا “ما حصل قبل وصولي لا أعيره اهتماماً مع فائق احترامي. قمت بالأشياء على طريقتي، نلعب كرة جيدة وفي بعض الأحيان كرة جميلة، لكن في الماضي كنا نفوز ثم نبالغ في ثقتنا بالنفس. سأحاول أن أقول للاعبي فريقي بأنه سيكون هناك دائما مباراة تالية. أحاول أن أمنحهم المزيد من الثبات من خلال تعليمهم كيفية الدفاع بطريقة صحيحة، أعشق الكرة الهجومية، لكن يجب أن نستحوذ على الكرة”. في المونديال الحالي، المنتخب الهولندي برع بنظامه وانضباطه داخل الملعب أكثر من اعتماده على الكرة الجميلة والاستعراضية، وقد أعطت هذه الخطة ثمارها ونجح منتخب “الطواحين” في الوصول إلى النهائي بعد غياب 32 عاماً. وأكد فان مارفييك أنه بدأ العمل على أسلوب اللعب وروحية المنتخب منذ عامين، وأشاد بلاعبيه الذين لم يفقدوا رباطة جأشهم رغم نجاح الأوروغويانيين في تقليص الفارق في الثواني الأخيرة من اللقاء، مضيفا “بدأنا بشكل جيد وكنا منظمين بشكل ممتاز، ثم أصبحنا أكثر ثقة وتمكناً من اللعب بتحرر أكبر وبشجاعة أكبر. خسرنا السيطرة في وسط الملعب لكننا صححنا هذا الأمر خلال استراحة الشوطين. كان الوضع سيئا بين فترة وأخرى لكننا أخذنا المبادرة بشكل أكبر وعندما سجلنا هدف التقدم 2-1، أصبحت واثقاً بشكل تام”. فان بيرسي يحلم بدور “البطل” في صورة مارادونا يحلم روبن فان بيرسي، مهاجم هولندا بالفوز بالمونديال من أجل التقاط صورة وهو يحمل الكأس كالتي يضعها في غرفته لدييغو أرماندو مارادونا. وكشف فان بيرسي لوسائل الإعلام الهولندية “صورة مارادونا وهو يحمل كأس العالم 1986 معلقة على جدران غرفتي منذ صغري، كان يمسك الكأس بابتسامته الكبيرة وزملاؤه يحملونه على الأعناق”. وتابع “لا أعرف شعور الفوز بالمونديال، فطالما شاهدت الفرق الأخرى تلعب نهائي كأس العالم، ولكن هذه المرة سأكون هناك في قلب الحدث، وأحلم بالحصول على صورة رائعة مثل الخاصة بمارادونا”. وتأهلت هولندا إلى نهائي كأس العالم 2010 بعد غياب 32 عاما بعدما تفوقت على أورغواي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الدور نصف النهائي لتنتظر الفائز من مواجهة ألمانيا وإسبانيا. وأكد فان بيرسي أن المباراة النهائية لن تكون سهلة خاصة أن فريقه لن يواجه فقط منافسا عنيدا ولكنه سيقاتل ضد “الذكريات الحزينة” على حسب وصفه. وقال مهاجم أرسنال البالغ من العمر 26 عاما “الضغوط علينا كبيرة، خاصة أنه عليك مواجهة الذكريات المؤلمة في 1974 و 1978”. وأضاف فان بيرسي “لقد كان هناك لاعبين رائعين في هذا الجيل، ولكنهم لم يحققوا الإنجاز، والآن لدينا الفرصة للحصول على كأس العالم للمرة الأولى”. وأكمل مازحا “ربما نصبح أفضل منهم، فقد تربيت على الاستماع لتعليمات هذا الجيل من اللاعبين، وربما يأتي يوم يستمع فيه الجميع إلى ما أقوله”. الحكم الأوزبكي ايرماتوف يعادل الرقم القياسي في عدد إدارة المباريات في المونديال عادل الحكم الأوزبكي رافشان إيرماتوف الرقم القياسي في عدد المباريات التي يديرها أي حكم في “نسخة واحدة” من كأس العالم لكرة القدم بعد أن أدار مباراة هولندا والأوروغواي. وحقق ايرماتوف بالتالي الرقم القياسي الذي يتقاسمه الحكمان المكسيكي، بينيتو ارتشونديا، والأرجنتين، هوراسيو ايليزوندو، وكلاهما نجح في تحقيق هذا الإنجاز في النسخة الأخيرة من كأس العالم 2006 في ألمانيا. أما إيرماتوف فأشرف على مباريات هامة في المونديال الحالي باقتدار وهي المباراة الافتتاحية التي جمعت جنوب إفريقيا مع المكسيك وكذا لقاء إنجلترا مع الجزائر، إضافة إلى مواجهة الأرجنتين واليونان وأخيرا مقابلة ألمانيا والأرجنتين في ربع النهائي. رحلات جوية إضافية إلى جوهانسبورغ بعد تأهل الطواحين فرحة كبيرة بهولندا والكل يحتفل باللون البرتقالي عمّت الفرحة شوارع أمستردام عقب تأهل المنتخب الهولندي إلى المباراة النهائية لكأس العالم. وتجمّع 45 ألف شخص في العاصمة لمتابعة المباراة على أكبر شاشة عملاقة متحركة في أوروبا، وبمجرد إطلاق الحكم الأوزبكستاني، رافشان إيرماتوف، لصافرته معلناً نهاية المباراة، انطلقت الجماهير الهولندية في احتفالاتها بالتأهل إلى المباراة النهائية للمرة الأولى منذ عام 1978 والثالثة في التاريخ بعد عام 1974، علماً بأن هولندا خسرت المباراتين أمام الدولتين المضيفتين الأرجنتين وألمانياالغربية على التوالي. ورفع المشجعون الهولنديون أياديهم إلى السماء معبرين عن فرحتهم وقام البعض الآخر بالارتماء على الأرض، وآخرون أطلقوا العنان لأبواق سياراتهم ومزامير الفوفوزيلا. وبلغت مساحة الشاشة العملاقة 88 متر مربع ووضعت أمام رييكموزيوم أحد أكبر المتاحف في هولندا، على أرضية عشبية على غرار الملاعب، وذلك بالقرب من متحف فان غوغ. وارتدى أغلب المشجعين ملابس برتقالية اللون وأكسسوارات المنتخب الهولندي شعر مستعار وقبعات وأحياناً في شكل بزة الأسد، الرمز الوطني ونظارات الشمس وقلادة من الزهور البلاستيكية وأحذية مزينة بأجراس. وتجمّع خمسة وعشرون ألف شخص بحسب الشرطة في آيندهوفن، حيث تم تثبيت شاشة عملاقة ثالثة إلى جانب الشاشتين اللتين كانتا موجودتين في دور ربع النهائي الجمعة ضد البرازيل (2-1). كما أعلنت شركة الخطوط الجوية الهولندية إطلاق رحلات إلى جنوب إفريقيا اعتباراً من السبت المقبل لنقل ألف مشجع هولندي إضافي لحضور المباراة النهائية المقررة الأحد على ملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ.