لم يكف بعض أصحاب "الكلوندستان" تعديهم على القانون بل راحوا إلى حد إزعاج المسافرين على مستوى المحطات بنزولهم ولفهم ودورانهم حول المسافرين الواحد تلو الآخر لعرض خدماتهم وهم يتلفظون بعبارة "طاكسي.. طاكسي" الذي ضجر من سماعها المواطنون، وتكون بغاية الانقضاض على جيوب المواطنين بالنظر إلى انتهازية البعض في فرض مبالغ خيالية لمشوار لا يتعدى بضعة كيلومترات. الهام. ب وفاقت تصرفاتهم أطرها المعقولة وصاروا يتخذون من خدماتهم كطريق للتحرش بالنسوة ومعاكستهن على مستوى المحطات التي باتت ملاذهم المفضل أين يكون فيها المسافرون على عجالة فيفرضون عليهم تسعيرات خيالية ويغتنمون الفرصة من اجل الانقضاض على جيوب المواطنين. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المحطات التي باتت تعرف انتشار هؤلاء بشكل واسع في الوقت الذي تغيب عنها سيارات الأجرة مما يدفع المواطنين إلى استعمالها جبرا لاسيما في مواقيت العمل وفي المشاوير المستعجلة التي لا تقبل التأخير، إلا أن الأمور التي باتت تصدر منهم أضحت تزعج اغلب المواطنين خاصة وأنهم أصبحوا ملحاحين بحيث ينزل اغلبهم على مستوى المحطات بعد أن يركنوا بمحاذاتها سياراتهم ويقتحموا ذلك الاكتظاظ الحاصل في المحطات حتى يوشكوا أن يلتصقوا بالمسافرين هناك، لعرض خدماتهم عليهم مع ترديدهم عبارة "طاكسي" عدة مرات التي يضجر ممن سماعها الكل إلى جانب حملهم للمفاتيح التي يحدثون بها وقعا يزعج المسافرين. فعلى العموم بات بعضهم مصدر إزعاج للمسافرين لاسيما المتواجدين على مستوى المحطات الثانوية والرئيسية بحيث ينزل جميعهم ويذهبون في إحداث تلك الفوضى بمحاذاة المحطات، ناهيك عن مضاعفة الازدحام الذي يحدثه رَكن سيارتهم على حواف الطرقات بمحاذاة المحطات، وما زاد من بلة الطين هو تجرؤ بعضهم على القيام بسلوكات لا أخلاقية بحيث يتخذون من عرض خدماتهم مطية للتحرش بالنسوة وإزعاجهن، ومن ثمة خدش حرمة العائلات، فمن المؤكد أن حتى نزولهم من سياراتهم والاحتكاك بالمسافرين هو أمر غير لائق البتة وكان عليهم أن يمكثوا بسياراتهم ليفد إليهم من هو بحاجة إلى خدماتهم من باب المنطق، لا أن يلحوا على المسافرين . وهو الأسلوب الذي بات يعمده بعضهم على مستوى اغلب المحطات، والأكثر من ذلك أنهم أضحوا يتحرشون بالنسوة في إطار عرض خدماتهم عليهن لاسيما وان هناك من النسوة من يرعبن ويتهربن من استعمال تلك السيارات خوفا من المصير المجهول الذي يعقب الركوب مع أشخاص غرباء يمارسون عملهم في إطار غير شرعي، لكن ومع ذلك بات بعضهم ينزل من سيارته ويقرب النسوة ليلح عليهن بمرافقته إلى المشوار المقصود بثمن معقول، حيث يزيد من حوم الشكوك حولهن فيرفضن الأمر في الحال، وهو ما روته لنا أغلبية النسوة اللواتي تذوقن الأمرين مع بعض الأصناف التي لا تستحي ووجدت في الحرفة طريقا للتعدي على حرمات العائلات. تقول السيدة خديجة التي وجدناها على مستوى محطة "لاكوت" ببئر مراد رايس أنها كرهت ذلك الاتجاه بفعل الأفعال الصادرة من طرف سيارات "الكلوندستان" هناك بحيث باتوا يحاصرون المسافرين في كل جانب من المحطة التي تعرف ازدحاما كبيرا على مر الوقت، ويلحون عليهم الركوب معهم بترديد لفظ "طاكسي" مرات عدة، إضافة إلى الفوضى التي يحدثونها بمفاتيحهم، ودون هذا وذاك أضحى البعض منهم يتجرأ على التعدي على حرمة النساء بمعاكستهن واتخاذ حرفتهم كمطية للتحرش بالنسوة بحيث يعرضون عليهم مشاوير بأثمان مغرية للانسياق من ورائهم وأضافت انه حدث وان اصطدمت بذلك الصنف إلا أنها أحفظته درسا لن ينساه أبدا ونزلت في الحال من سيارته. وانتشرت تلك الآفة على مستوى اغلب المحطات بحيث ذهب بعضهم إلى اصطياد النسوة بدل اصطياد الأرزاق ولقمة العيال، وهي الأمور التي لم يتقبلها المسافرون على مستوى محطات النقل وصارت تزعجهم كثيرا ورأوا انه من الضروري وضع حد لهؤلاء على مستوى المحطات بالنظر إلى التصرفات التي باتت تصدر من بعضهم.