يعقد مجلس الأمن الدولي غدا الاثنين جلسة مشاورات أولى حول طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة، على ما أعلن السفير اللبناني نواف سلام للصحافيين. وأوضح سلام الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن سبتمبر أنه نقل الطلب الفلسطيني إلى الدول الأعضاء ال14 الآخرين بعدما تسلمه من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. من جانبها دعت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط الفلسطينيين والإسرائيليين لاستئناف المفاوضات في غضون شهر والسعي لاتفاق سلام بنهاية 2012.وكانت المفاوضات قد توقفت قبل عام.بسبب إصرار إسرائيل على تنفيذ مشاريعها الاستيطانية الواسعة في القدس والضفة الغربية لتهويدهما وفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين. ودعت الرباعية، التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والأممالمتحدة لاجتماع الطرفين في غضون شهر للاتفاق على جدول أعمال تفاوضي والالتزام بالوصول إلى اتفاق "في موعد لا يتجاوز نهاية 2012". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أكد في كلمته الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه تقدم "بطلب عضوية دولة فلسطين على كامل الأراضي التي احتلتها فلسطين عام 1967 وعاصمتها القدس". وقال إنه لا أحد "لديه ذرة ضمير" يمكنه رفض عضوية كاملة لفلسطين في الأممالمتحدة. وعقب كلمة عباس بوقت قصير، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة إنه "يمد يده إلى الشعب الفلسطيني؟!"، لكنه حذر من أن "السلام لن يتحقق من خلال قرارات الأممالمتحدة". وأضاف أن "الحقيقة هي أن إسرائيل تريد السلام والحقيقة أنني أريد السلام؟!" على حد زعمه، واستدرك قائلاً: "ولكن لا يمكننا تحقيق السلام من خلال قرارات الأممالمتحدة بل من خلال التفاوض". وقد طلب عباس من أعضاء مجلس الأمن التصويت لصالح عضوية فلسطين في الأممالمتحدة. وقال إن "المؤسسات الدولية تؤكد جاهزية الفلسطينيين لقيام دولة". وأضاف أنه "حان الوقت كي يعيش الفلسطينيون أحراراً فوق أرضهم بعد عقود من العذاب". واتهم الرئيس الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية بنسف جهود السلام، داعياً الإسرائيليين إلى صنع السلام. وقال عباس إن "جهودنا ومساعينا للسلام كانت دائماً تتحطم على صخرة الحكومة الإسرائيلية"، مؤكداً استعداده للتفاوض "على الفور" مع إسرائيل على أساس حدود 1967 ووقف الاستيطان. من جانبه، أدان حزب الله في لبنان موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما من عزم السلطة الوطنية الفلسطينية الحصول على عضوية كاملة في الأممالمتحدة. وقال الحزب في بيان له نشر أمس السبت "إن حزب الله إذ يدين المواقف المعادية لأمتنا والتي تصدر عن الولاياتالمتحدة التي تدعي الحرص على الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإنه يضع هذه المواقف برسم الذين يزايدون في الحديث عن دعم الإدارة الأميركية لمبادئ الحق والعدل". واعتبر الحزب ان الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما من على منبر الأممالمتحدة "تضمن انحيازا مطلقا للكيان الصهيوني في موضوع إعلان الدولة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن ذلك "لم يكن مفاجئا". وأضاف "إن الصدمة وخيبة الأمل، وغيرها من التعابير المماثلة، هي مشاعر الذين كانوا يتوقعون من الإدارة الأمريكية موقفا مختلفا من موضوع يمثل أقل القليل من حقوق الشعب الفلسطيني.. أما أبناء الأمة الذين يعرفون طبيعة النظام الحاكم في الولاياتالمتحدة وتماهيه مع المشاريع الصهيونية، فهم كانوا يتوقعون مثل هذه المواقف المتبنية بالكامل للعدوان الصهيوني المتواصل على شعوبنا ومنطقتنا". وقال الحزب في بيانه "إن مواقف السيد اوباما هي تكرار لمواقف سابقة لا تخطئها العين الواعية، وهي خير مؤشر على حقيقة الموقف الأمريكي من الثورات العربية والزعم بدعم مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والتحرير والاستقلال، لأن الموقف من القضية الفلسطينية ومن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم هو الاختبار الحقيقي لكل من ينادي بالعدالة والديمقراطية".