تتواصل المساعي الفلسطينية والدولية لنيل الاعتراف الدولي بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين وسط تهديدات من جانب إسرائيل وضغوطات من واشنطن باستعمال حق "الفيتو" لعرقلة هذا الاستحقاق الشرعي الذي سيتم التصويت عليه في الجمعية العامة الأممية هذا الأسبوع. وتشهد العديد من المدن الفلسطينية تظاهرات وفعاليات شعبية للمطالبة بنيل عضوية في الأممالمتحدة عشية تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب الحصول على عضوية كاملة لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة المقبل. وكان عباس قد أكد أنه لا يسعى إلى مواجهة مع الولاياتالمتحدة أو أي دولة أخرى من خلال تقديمه المقرر طلبا للأمم المتحدة لقبول انضمام فلسطين كدولة مستقلة كاملة العضوية في المنظمة الدولية . وقال عباس في تصريح صحفي "أن من حق الشعب الفلسطيني أن تكون له دولة معترف بها في المجتمع الدولي وان هذا حق قانوني لرفع المعاناة الطويلة عن الشعب الفلسطيني" لافتا إلى أنه سيقوم بالمطالبة أيضا بحقوق الشعب الفلسطيني لدى المجتمع الدولي. وأكد بدوره عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن الرئيس الفلسطيني يطلب من نظيره الأمريكي باراك أوباما خلال اجتماعهما اليوم في نيويورك "تفهم" أن التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة هدفه تثبيت حل الدولتين للسلام مع إسرائيل. وقال عريقات في تصريح نقلته إذاعة (صوت فلسطين) " نأمل بكل جهد ممكن أن يتفهم العالم أن المسعى الفلسطيني لحصول على العضوية في الأممالمتحدة هو لتثبيت مبدأ السلام على أساس الدولتين على حدود عام 1967". ومن المقرر أن يلتقي عباس مع أوباما خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم . وأضاف عريقات أن "هذا المسعى لا يتعارض مع القانون الدولي ولا مع الشرعية الدولية ولا يتناقض مع استئناف المفاوضات" معتبرا أن هذا التوجه "سيفتح طريق البداية لإقامة الدولة الفلسطينية التي تحظى بإجماع دولي". وكشف عريقات النقاب عن لقاءات منفصلة عقدها مع المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل والمبعوث الخاص للجنة الرباعية توني بلير على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مشيرا إلى أن تركيزهم هو على بيان سيصدر عن اللجنة الرباعية الدولية. وتابع عريقات "قلنا للأمريكيين ولبلير أنه لا تعارض ما بين مسعانا بالتوجه إلى الأممالمتحدة وبين بيان يصدر عن اللجنة الرباعية ولكن نرجو أن يؤكد أي بيان يصدر عن الرباعية على حدود 1967 ووقف الاستيطان فهذا هو مطلبنا من أجل استئناف المفاوضات". من جهته وصف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الأفكار التي تسلمها الجانب الفلسطيني من الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية الدولية بشأن استئناف محادثات السلام بأنها "غامضة وبعضها مرفوض وبعضها لا يلبي الحاجات". وقال أبو ردينة في تصريحات نشرتها صحيفة (الأيام) المحلية أن العالم استوعب الآن الموقف الفلسطيني بالتوجه إلى الأممالمتحدة وهو يسعى حاليا للاستفادة منه وبلورة ما يمكن البناء عليه". وبخصوص المواقف الدولية المؤيدة للمسعى الفلسطيني اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان روسيا عضو دائم فى مجلس الامن الدولي سوف تدعم "بالتأكيد" طلب انضمام دولة فلسطين الى الاممالمتحدة. و كان السفير الروسي في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين قد اعلن في 12 سبتمبر ان روسيا ستدعم المبادرة الفلسطينية مهما كان نوعها. كما بعث الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز يوم الثلاثاء برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون أعرب فيها عن دعم بلاده الكامل للمسعى الخاص بالإعتراف بدولة فلسطين في الأممالمتحدة. وقال تشافيز في رسالته أن الحكومة الفنزويلية توصي بالإعتراف بفلسطين كدولة ذات حقوق مطلقة في إطار المنظمة العالمية الرائدة. وأكدت كل من الصين والهند دعمهما للمسعى الفلسطينى للحصول على عضوية الأممالمتحدة باعتباره "حق لا يمكن التهاون فيه بالنسبة لفلسطينيين وشرطا مسبقا للتعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل" . و يحتاج الفلسطينيون الفوز بتسعة أصوات من أصل 15 صوتا في مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على الاعتراف بدولتهم. ومن المقرر ان تعبر رئيسة البرازيل ديلما روسيف اليوم في خطاب افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة, عن دعمها للفلسطينيين للحصول على عضوية كاملة في الأممالمتحدة. وكانت البرازيل قد اعترفت بفلسطين دولة في ديسمبر 2010. وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو جدد يوم امس دعم بلاده الكامل للطلب المقدم من السلطة الفلسطينية الى الاممالمتحدة بشغل مقعد كامل العضوية. ونقلت وكالة انباء (اناضول) التركية عن داود اوغلو بعد اجتماع بين داود اوغلو ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في نيويورك قوله ان "تركيا تدعم بالكامل المساعي الفلسطينية الرامية للحصول على اعتراف دولي ومقعد كامل العضوية في الجمعية". وابلغ الوزير التركي نظيرته الأمريكية أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة من شانه ان يعطي دفعة قوية لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد أشارت تقارير إعلامية الى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة الأممية في ال23سبتمبر الماضي كانوعد وعد بمنح الفلسطينيين دولة وقال "اتمنى ان يأتي اجتماع العام القادم وتكون الدولة الفلسطينية القادمة ذات سيادة قد انضمت الى الأممالمتحدة كعضو كامل". وقالت صحيفة (واشنطن بوست) اليوم إن الرئيس أوباما يواجه حاليا تحديا دبلوماسيا محيرا بعد أن أعرب عن أمله العام الماضى فى إقامة دولة فلسطينية بينما يعارض ذلك بشدة هذا العام . وذكرت الصحيفة - فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى إن أوباما تحدث العام الماضى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مناشدا الذين يدعمون حل إقامة دولتين ومعربا عن "أمله فى أن يتم إقامة دولة فلسطينية مستقلة" وهى القضية التى كانت من أولوياته منذ توليه الرئاسة الأمريكية عام 2008. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان قول أوباما "عندما نأتى العام المقبل , يمكننا أن نتوصل إلى اتفاقية تقودنا لعضو جديد فى الأممالمتحدة , دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تعيش فى سلام بجانب إسرائيل".