تقاسمت ملايين العائلات الجزائرية أمس جوّا من الفرح والابتهاج بعد الإعلان عن نتائج البكالوريا عبر متعامل الهاتف النقّال »موبيليس«، والذي تكون مصالحه قد اختزلت فترة الإعلان عن النتائج وتسبيقها بيوم كامل نظرا لإتمام عملية التصحيح المبرمجة قبل الوقت المحدّد لها، ممّا جعل العديد من الممتحنين للموسم الدراسي 2010/2009 يتسابقون نحو خدمات »موبيليس« للاستفسار عن النتائج بوضع رمز الممتحن، ليكون الجواب ب »ناجح« أو »راسب«. في الوقت الذي أشار فيه بيان وزارة التربية إلى أن نسبة النّجاح الوطنية بلغت 61.23 بالمائة. وأوضح بيان وزارة التربية أن هذه الدفعة تتكوّن من 212.555 ناجحا من بينهم 73.64 بالمائة من الإناث، واصفا هذه النتيجة بالتطوّر النّوعي الذي لم يعرفه قطاع التربية الوطنية من قبل، حيث تمّ تسجيل تحسّن ملحوظ من النّاحية النّوعية لنتائج الامتحان. وقد بلغ عدد النّاجحين بتقدير امتياز 49 طالبا مقابل 3 سنة 2008 التي تعتبر السنة الأولى التي يتحصّل فيها على تقدير امتياز. أمّا بخصوص التقديرات، فقد أشار ذات المصدر إلى أن 5.172 ناجحا تحصّلوا على تقدير »جيّد جدّا«، وتحصّل 23.636 آخرون على تقدير »جيّد« فيما نال 63.575 ناجحا على تقدير »قريب من الجيّد«، مؤكّدا في ذات الوقت أن مجموع 92.432 ناجحا تحصّلوا على تقدير، وهو ما يعادل نسبة 49.43 بالمائة من مجموع المترشّحين، علما أن نسبة النّجاح في البكالوريا لسنة 2009 قدّرت ب 05.45 بالمائة و53 بالمائة في 2008، والتي اعتبرت وقتها كنتيجة استثنائية مقارنة بالنتائج المسجّلة قبل الإصلاح. **** فرحة وزغاريد وتبعا لهذه النتائج، فقد علت الزغاريد وانتشرت أجواء الفرح صبيحة أمس عبر مختلف بيوت العائلات الجزائرية التي تضمّ أفرادا منهم امتحنوا في البكالوريا للموسم الحالي، بعد تسجيل فوز العديد من التلاميذ حسب ما كان متوقّعا من طرف وزير القطاع الذي كان قد أشار خلال تصريحاته الأخيرة إلى أن نتائج البكالوريا هذا الموسم ستعرف تقدّما ملحوظا خلال المدى المتوسّط لتصل إلى غاية 70 بالمائة. وإن كانت النّسبة أقلّ بقليل من توقّعات بن بوزيد إلاّ أنها وحسب المعطيات الأوّلية تعتبر أحسن نسبة من السنوات السابقة، ممّا يدلّ على أن إصلاحات الوزارة تسير وفق ما تمّ برمجته نظرا لتغيير جملة من المعطيات في عالم التربية الوطنية، ليكون بذلك التلميذ أوّل المستفيدين من العملية التي من المفترض أن تشملها إصلاحات أخرى. هذا، وكان من المفترض أن يتمّ الإعلان عن نتائج »الباك« ليلة السابع من الشهر الجاري في »موبيليس«، على أن يتمّ تعليق النتائج الختامية في الثانويات صبيحة اليوم الموالي، أي الثامن من جويلية حسب ما صرّح به بن بوزيد مؤخّرا، إلاّ أن الانتهاء من عملية التصحيح جاءت قبل الوقت المحدّد لها لتفسح المجال لنشر قوائم النّاجحين عبر الهاتف النقّال ل »موبيليس" الذي اعتادت مصالحه الإعلان عن نتائج »الباك« يوما واحدا قبيل تعليقها في المؤسسات التربوية لتكون السبّاقة إلى إسعاد العائلات الجزائرية، وذلك على مدار السنوات القليلة الماضية. وحسب المعطيات الأوّلية، تكون نسبة لا بأس بها من التلاميذ الممتحنين قد نجحوا في هذا الامتحان الذي سيحدّد مستقبلهم العلمي وبعده المهني، وذلك بدليل تسجيل تفوّق بنسبة أعلى من السنوات الماضية والمسجّل عبر مختلف ولايات الوطن قد تتراوح بين 50 و60 بالمائة كنسبة إجمالية وأكثر من 65 بالمائة بولاية تيبازة حسب ما وقفت عنده »أخبار اليوم«، وهي الولاية التي تكون قد سجّلت في المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية تيزي وزو التي تربّعت على عرش الولايات في نسبة النّجاح. **** ارتفاع نسبة النّجاح في كلّ الشعب يذكر أن مختلف الشعب عرفت ارتفاعا في نسب النّجاح، تتقدّمها الفروع الأدبية التي شهدت معدّلات جيّدة عكس ما كان عليه سابقا، ثمّ تليها الفروع العلمية والرياضية. هذا، وكانت »أخبار اليوم« قد تحدّثت في أعدادها السابقة عن المرحلة الأخيرة من تصحيحات أوراق البكالوريا الذي جنّدت له الوزارة الوصية أزيد من 33 ألف أستاذ مُصحّح تمّ استدعاؤهم لتصحيح أوراق البكالوريا من قِبل الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، على أن لا يتجاوز عدد الأوراق المصحّحة لكلّ أستاذ 500 ورقة كي يتمكّنوا من التركيز أكثر في التصحيح. هذا، وكانت عملية تصحيح أوراق أجوبة البكالوريا قد انطلقت يوم الأحد الموافق ل 20 من الشهر المنصرم، وذلك بعدما انتهت مراكز التجميع والإغفال البالغ عددها تسع مراكز من تشفير جميع أوراق أجوبة مترشّحي البكالوريا لإعادة إرسالها تحت حراسة الأمن إلى 48 مركز تصحيح عبر التراب الوطني، من أجل انطلاق عملية تصحيح الإجابات التي مرّت عبر ثلاث مراحل. وكان الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات قد خصّ 48 مركزا للتصحيح، من بينها إنشاء مراكز للتصحيح بولايات الجنوب من أجل تمكين أساتذة التصحيح بالولايات الجنوبية من العملية.