اشتهرت الكثير من المناطق بتربية وترويض الكلاب، ومنها غابات بوشاوي وبينام، وغيرها من الغابات التي، وكلما مررت منها، إلاّ وعثرت على مجموعة من الأشخاص تربي كلابا وتروّضهم، مثل عادل (25 سنة) وهو مربي كلاب، قال لنا: "تربية الكلاب عمل صعب وشاق، ويحتاج إلى الكثير من الصبر والتركيز، ولا تستغربوا إن قلت لكم أنّ هذا العمل ليس مجرد مصدر لالتقاط الرزق بالنسبة لي، بل إنها هواية أقبل عليها بحب وشغف شديدين، لأني أحب الحيوانات وخاصّة الكلاب، كما أجد متعة لا تضاهيها متعة في الاعتناء بها، حيث يحضرها الزبون لي صغيرة، لأشرف عليها وأروضها في مدة لا تقل عن الثلاثة أشهر، حتى أنني قد اعتاد عليها فأقوم بشرائها من صاحبها واحتفظ بها لنفسي"، وعندما سألنا عادل عن التمارين التي يستعملها لترويض كلابه، قال: "تمارين تربية الكلاب معروفة، حيث استمد وسائلي من الخبرة التي اكتسبتها طوال السنين الماضية، كما أنني على اتصال دائم بالطرق المستحدثة والتي أتابعها على شاشة التلفاز او استخرجها من الانترنيت، لكن وكما لكل مهنة أسرار، فإننا معشر المربين نحتفظ أيضا ببعض الأسرار حول كيفية ترويض الكلاب والتي لا نبوح بها لأحد"، ثمّ سألنا عادل عن الثمن الذي يأخذه مقابل هذه المهنة، فقال لنا أن المبلغ يتراوح بين الثمانية إلى الخمسة عشر ألف دينار، أي انه قد يتعدى سعر الكلب نفسه". أما سمير فحدثنا عن مهنته التي ورثها عن أبيه، وصارحنا أنّ هذه المهنة ازدهرت في السنوات الأخيرة، بعد أن اقبل المواطنون على اقتناء الكلاب، وحاجتهم بالتالي إلى تدريبها، كما أضاف محدثنا أن الكثير من المواطنين لا يستعملون تلك الكلاب للحراسة وإنما فقط للتباهي بها، كما التقينا احد المواطنين الذي كان يتنزه مع كلبه من نوع "بيرجي بالج"، وبعد حديثنا معه، علمنا انه قام بترويض كلبه حديثا، وأنه اشتراه بعشرة آلاف دينار ، وروضه وبين مصاريف تلقيحه ودواءه وأكله وشربه، دفع أكثر من ثلاثة ملايين كاملة، لكنه مع ذلك لم يشتكي إلينا من تلك المصاريف، خاصة وأنه أحب الكلب وتعلق به كما لو كان ابنه-وصفه محدثنا- ثم راح يثني عليه وعلى أصالته، وهكذا فان المواطنين ، او البعض مولوعين بالكلاب، بتدريبها، وكذا تربيتها وترويضها وتوفير لها كل ما تحتاجه، رغم أن المبالغة في الاعتناء بالكلب قد تكون سيئة، خاصة وان جاءت على حساب الوقت الثمين، وان كان فيا تبذير كبير، وهو الأمر الذي يتغافل عنه البعض ويستمرون في الاعتناء بكلابهم إلى درجة تجعلهم يتلهون بها عن العمل والدراسة، وحتى عن أنفسهم وعن الأصدقاء و الأقارب، ويجعلونهم فعلا الصديق الوحيد لهم.