* مختصون يطالبون بقوانين تمنع تربية الكلاب الخطيرة والتجوال بها تتنامى ظاهرة تربية الكلاب المتوحشة المصنّفة من النوع الخطير »البيت بول« التي تشكل خطرا كبيرا على المارة وحتى على مربّيها، في الوقت الذي تمنع الدول الغربية تربية هذا النوع من الكلاب، بل تعاقب مرافقيها، تراها تتجول في شوارع الجزائر حرّة طليقة دون الاكتراث لما قد تشكله من خطر مميت، لأنها حسب المختصين كلاب مصمّمة للقتل * تحولت تربية ومصاحبة كلاب »البيت بول« في الجزائر إلى موضة تستهوي الشباب وحتى المراهقين والأطفال الذين يجعلون من هذا الكلب المتوحش مصدرا للتباهي وحتى التهديد وفي بعض الأحيان والمقامرة، بحيث تدار عملية رهان حول كلب فائز في صراع مع كلب آخر وهو صراع دائم يحضره المقامرون لاحتمال استفادتهم من مبالغ مالية في حالة الفوز. هذا الصراع يدار في الغالب في مناطق خالية بعيدا عن اكتظاظ المدينة، وهناك من يسعى من وراء تربية »البيت بول« إلى أن يعينه في مزاولة عمله أثناء الحراسة، كما يعتمده البعض في السرقة والابتزاز والتعرّض للمارة، والبعض الآخر يتخذ من تربيتها تجارة تدر الكثير من المال عند بيعها بثمن قد يصل إلى 10 ملايين سنتيم. * لكن مهما تعددت الأغراض التي يعتمد فيها على كلاب »البيت بول«، فإن خطورتها تبقى قائمة، حسب السيدة حورية ياناس، رئيسة الجمعية الجزائرية للحيوانات الأليفة، التي انتقدت بشدة لامبالاة السلطات المعنية لتنامي ظاهرة تربية الكلاب المتوحشة والقاتلة والتي باستطاعتها قتل شاب بالغ في زمن لا يتعدى 15 دقيقة. * وتضيف المتحدثة، أنها لاحظت مؤخرا تناميا رهيبا لظاهرة التجوال رفقة هذه الكلاب التي منعت في أوروبا، نظرا لما تسببه من أخطار قاتلة. والغريب في الأمر، حسبها، أنها عاينت كلابا في حالة يرثى لها بعد استعمالها في المقامرة، مما دفعها إلى مطالبة المصالح المعنية بتنظيم حملات تحسيسية وسنّ قوانين جديدة تمنع تربية هذا النوع من الكلاب، خاصة في المدن المكتظة بالسكان، لأن هذه الكلاب تتعرض في بعض الأحيان إلى حالة قلق وهيجان يصعب التحكم فيها وتوجيه تصرفاتها، فقد تلجأ إلى مهاجمة كل من تصادفه في طريقها، وفي بعض الأحيان تهاجم مربيها إذا كانت في حالة جوع شديد. كما تكمن الخطورة أيضا في وجود ديدان طفيلية تعرف باسم »توكساكار اكانيس« والشائعة حسب دراسات أجريت في بريطانيا والتي تسبب فقدان البصر والعمى للإنسان، خصوصا عند ملامستها ومداعبتها، أين تنمو هذه الديدان خلف العين. لذا تنصح المتحدثة بغسل اليدين قبل الأكل وبعد مداعبة الكلاب وتحديدا هذه الأصناف التي تتميز بمعايير مورفولوجية تتطلب أن يكون مظهر الكلب قويّا، وبالأخص الفكين وعضلات الفخذين وعلو الجسم يصل إلى 50 و65 سنتيم ووزنها يتجاوز 50 كيلوغراما. وفي الأخير تتساءل المتحدثة عن الهدف من اقتناء هذه السلالات الخطيرة وكيف دخلت إلى بلادنا، رغم أنها منعت في البلدان الأوروبية؟ وهل ستتخذ إجراءات قانونية واحترازية لمنع تجولها في الجزائر؟ * ومن جهتها، انتقدت البيطرية هيفاء رزاقي التجوال بهذه الكلاب دون كمامات وفي الساحات العمومية، مما يجعلها مصدر إزعاج وتهديد، خاصة إذا ما لم تكن ملقحة. وفي هذا المجال، سجلنا تذمرا كبيرا وسط المواطنين، حيث تحولت العديد من المساحات الترفيهية على غرار بوشاوي وميناء الجميلة وسيدي فرج إلى مرتع لهذه الكلاب المتوحشة دون اكتراث بالمواطنين، والغريب أن هذا الأمر يحدث على مرأى أعوان الأمن. * وفي حديثنا مع بعض مربي الكلاب، أكد محمد، من بئر خادم، أن تربية الكلاب هي هوايته الأولى منذ 10 سنوات واليوم تحولت هذه الهواية إلى مصدر رزقه، حيث يبيع ويشتري الكلاب من مختلف الأصناف. وفيما يخص »البيت بول«، أكد المتحدث أنه بات مطلوبا بشكل غير مسبوق، خاصة من المراهقين الذين يستعملونه للحراسة في بيوتهم وللتباهي أمام أصدقائهم. وبالنسبة لسعره، فهو يتراوح بين 5 ملايين و10 ملايين سنتيم. وانتقد المتحدث الأشخاص الذين يستعملون هذه الكلاب للمبارزة والمقامرة