الخلافات الزوجية هي همّ يعاني منه الأزواج، المرتبطون حديثا، او حتى هؤلاء الذين أمضوا سنوات مع بعض، ولعل من بين الأسباب المباشِرة للطلاق، وللخلافات الزوجية، هو ما تقوم به بعض الزوجات حين يبحن بأسرارهن للغير، فحتى اقرب المقربين من الطرفين لا يحق له التدخل في الأمور الخصوصية. م. مهدي كذلك عاشت بعض النساء تجارب قاسية مع الأزواج، مثل سعاد (28سنة، أم لطفل) التي كانت تبوح لأسرتها ولأمّها خاصّة بكل ما يحدث لها مع زوجها الأوّل ثم الثاني بأدّق التفاصيل، تحكي لنا سعاد عن تجربتها قائلة: "لقد ارتبطت في سن الثامنة عشر من العمر برجل يكبرني بعشر سنوات، ولأني كنت لا أزال صغيرة وساذجة، فقد كنت اعتمد في كل كبيرة وصغيرة على نصائح وتوجيهات أمي، وليتني لم افعل، لأنّ نصائحها كانت نابعة من حبّها وتعلقها بي، وليس من عقل او حكمة، أماّ أنا فكنت أشجعها على ذلك، وكنت اروي لها عن كل التفاصيل التي تحدث بيني وبين زوجين حتى منها الأكثر خصوصية، ولم أتفطن إلاّ متأخرة أنّ الأزواج يجب أن يحتفظوا ببعض الأسرار لأنفسهم، وألاّ يبوحوا بها حتى لأقرب الناس إليهم، وراحت أمي تزورني بين الحين والآخر، وتحدث زوجي بتفاصيل لا تحدث إلا بيننا، فتفطن زوجي بعد ذلك إلى أنّ تصرفاتي وأقوالي كلّها نابعة من نصائح أمي وأوامرها ونواهيها، فحدث الطلاق بيننا". خديجة هي الأخرى سيدة متزوجة منذ أكثر من عشر سنوات وأم لثلاثة أطفال، صارحتنا انّه لا يمضي عليها يوم إلاّ وتشاجرت فيه مع زوجها، وقد تصل الأمور بينهما إلى درجة تقاذف الشتائم الجارحة، وقد يضربها أحيانا، لكنها-تضيف لنا- لم تفكر يوما في أن تبوح بمشاكلها الزوجية إلى أهلها، او أنّها صارت مع الوقت تتفادى ذلك، لأنّها تدرك أنّه سيزيد في الوضع تأزما، بل تفضل السكوت ومجابهة واقعها بنفسها، او حتى البوح لصديقاتها بمعاناتها، لينصحنها ويرشدنها فقط، على أن تقحم أفراد أسرتها في علاقتها المتوترة بزوجها، وتعترف لنا خديجة قائلة: "في بداية زواجنا كنت انزعج كثيرا من معاملة زوجي السيئة لي، ولم أكن احتمل الشجارات الدائمة بيننا، وكنت استعين بإخوتي لتهدئة الأوضاع، فكنت كمن يصبّ الزيت على النار، حيث أنّ إخوتي يفتقرون إلى الحكمة في معالجة حالات مماثلة، فهم لا يؤمنون بالحلول السلمية، بل في كل مرة كنت اشتكي لهم فيها من زوجي، كانوا يطلبون مني الانفصال عنه، او كانوا يعتدون عليه بالضرب، فكنت اخسر مرّتين بدل الواحدة، حيث يلومني زوجي أني اشتكيته إلى إخوتي، ويعتب عليّ إخوتي بقائي معه، فقررت حينها ألاّ أقحم أحدا في مشاكلي الزوجية، وان أحلّها وأجابهها بمفردي خاصة بعدما أنجبت ولدي الأوّل، ثم الثاني والثالث، فصار كل تصرف متهوّر قد يؤدي إلى الطلاق، وهي النهاية التي طالما كنت احرص على تجنبها".