انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    قانون المالية: المحكمة الدستورية تصرح بعدم دستورية التعديلات الواردة على المواد 23 و29 و33 و55    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    تقليد المنتجات الصيدلانية مِحور ملتقى    اللواء سماعلي قائداً جديداً للقوات البريّة    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    أكثر من 500 مشاركاً في سباق الدرب 2024    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الملفات التي تمس انشغالات المواطن أولوية    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    "صفعة قانونية وسياسية" للاحتلال المغربي وحلفائه    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل الطلاق هو الحل الأنسب دائما لحل الخلافات الزوجية؟
لغة الأرقام تكشف حجم الكارثة داخل الأسر الجزائرية..

أبغض الحلال عند الله لا يزال ينهي العلاقات الزوجية لأتفه الأسباب
يعد الطلاق من بين الظواهر التي استفحلت في مجتمعنا بشكل كبير، ولعل القضايا والملفات المودعة في المحاكم التي تخص هذا الجانب تأخذ نسب عالية جدا، فهناك من الزوجات من لم تمض داخل أسرتها الجديدة إلا أياما تعد على الأصابع ليقرر بعدها زوجها التخلي عنها، إما إرضاءً لأهله، وإما لأنه اكتشف أنها لا تناسبه البتة وإما بسبب خلافاتها معه أو مع أهله وإما وإما..، وهناك من هن من تمضي كل عمرها خادمة له وأًمًا لأولاه غير أنه وفي لحظة ما، وفي موقف يغيب فيه الحلم والتعقل في المناقشة والحوار، تتفكك الأسرة وينحل الرباط الزوجي الذي جمعهما بعد أن بلغا منا الشيب عُتيا، والاحتمالات تبقى مفتوحة، لكن الأرقام المخيفة التي تحصيها الجهات الوصية تنذر باللاتوازن على الصعيد الاجتماعي، والأكيد في كل الأحوال أنه لابد من إعادة النظر في الحسابات لضمان استقرار الحياة الزوجية مهما كانت الفجوة خاصة إذا كان الضحية والخاسر الأكبر في هذه المعالة هم شريحة البراءة.

14 ألف حالة طلاق لمتزوجين حديثا

وإذا ما تحدثنا بلغة الأرقام نقول أن المحاكم الجزائرية تسجل سنويا نحو 14 ألف حالة طلاق لزواج لم يتعد ثلاثة أشهر وتكون فيه الدعوة منفردة من طرف الزوج، وفي معظم الأحيان تتراوح مدة العشرة بين فصلي الصيف والشتاء، لتصح بذلك المقولة الشهيرة التي يتداولها اللسان الجزائري"في الصيف القاطو وفي الشتاء بوقاطو"، في حين تسجل 10 آلاف حالة قوامها التراضي بين الطرفين مقابل 3500 حالة خلع، حسب ما كشفت عنه إحصائيات وزارة العدل، وكلها في العموم تكشف وتؤكد أن معدلات الطلاق في تنامٍ وهو ما يستدعي منا دق ناقوس الخطر عسانا ننقذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تصير تقليدا أو عرفا أو ما شابه، والمؤسف في الأمر أن الطلاق لحق أيضا فتيات ما دون العشرينيات من أعمارهن، وتبع ذلك الانتشار غير المسبوق لخلافات النفقة والحضانة بين الأزواج الجدد داخل المحاكم.

90 بالمائة من المشاكل الاجتماعية المرفوعة تخص قضايا الطلاق
وحسب الإحصائيات دائما فإن 90 بالمائة من الشكاوى والمشاكل الأسرية التي تستقبل على مستوى الجمعيات ذات الصلة تتعلق بظاهرة طلاق الأزواج الجدد، لتبقى العدالة في نهاية المطاف خيار الكثيرات في محاولة منهن لاسترجاع بعض حقوقهن المهضومة وإعادة الاعتبار لكرامتهن المهضومة من طرف شباب جعلوا من الزواج لعبة ومغامرة يمكن تلخيصها فيما أسموه ب"المتعة الجنسية" لا غير، وفي حالة نشوب خلاف بسيط أو مشكلة يتنكرون لمسؤولياتهم ويهرعون إلى طلب الطلاق دون الاكتراث بمصير الزوجة التي عادة ما تكون في مقتبل العمر، وإذا ما أنجبت بعد ذلك تراها تتسول في المحاكم طلبا لحقها وحقوق أبنائها في النفقة والإيواء.
الطلاق مسؤولية من؟

من بين أسباب خروج الزوجان غير المتفاهمان بقرار حتمي يفيد بضرورة انفصالهما بصفة نهائية عدم اهتمام المرأة ببيتها وأطفالها وزوجها، إلى جانب انشغالها بصالونات التجميل ومتابعة آخر الموضة بالأسواق وكثرة الزيارات الخاصة للصديقات بشكل يجعلها تهمل بيتها وتنفر زوجها منها، ثم إن كثيرات منهن يعتمدن في هذا الزمان على المربيات في شؤون الأسرة فتجد الرجل لا يقوم بخدمته سوى هذه المربية من حيث الأكل والشرب والاهتمام بالملبس وغيره، فالرجل يتمنى ويحب أن تكون زوجته على الأقل هي من تقدم له بيدها الطعام أو الشراب أو الملابس بعد تجهيزها من قبل الخادمة، يضاف إلى ذلك غياب الجانب الرومانسي بينهما، واستهتار بعض النساء في المسؤولية الملقاة على عاتقها وواجب المحافظة على سمعة وشرف العائلة وهذه مسؤولية كبيرة وعظيمة جدا، هذا كما أن لتدخل الأهل في أمور وعلاقة الزوجين دور في انحلال الرباط المقدس الذي يجمعهما، ذلك أ مثل هذه التدخلات لا تزيد إلا من تعقيد الخلافات بينهما رغم أنها قد تكون بسيطة للغاية ولا تستدعي كل ذلك، فتدخل أم الزوج أو الزوجة يؤدي إلى مشاحنات قائمة على قدم وساق.
ومن الأسباب أيضا قلة التفاهم بين الزوجين، بحيث يتكلم الاثنان معاً ولا يسمع أحدهما ما يقوله الآخر فتجد الزوج يشتم ويسب من جهة والزوجة كذلك دون أن يتحقق الإصغاء، إلى جانب قلة الخبرة بالزواج حيث يفاجئان بواقع متطلبات لم تخطر على بالهما فينعكس على العائلة ككل، كما تؤكد الوقائع الحياتية من المجتمع أن إصرار الزوجة على الخروج للعمل واعتقادها أن الحياة تبدلت تجعلها تخسر أسرتها فلا تعي حجم الكارثة إلا بعد فوات الأوان، وبعض الرجال لا يعجبهم هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يشعرون بأنهم ليسوا بحاجة إلى تلك المساعدة، وإن كانت تسعى إلى ضمان مستقبلها، ولكن ما يجب أن تعرفه في هذا الصدد هو أن التفاهم هو سيد الموقف في هذه الحالة، ومن الأسباب أيضا الغيرة القاتلة ومراقبة الرجل في كل حركاته وسكناته وتقليب ملابسه ومراقبة نظراته سواء كان في الأسواق أو مشاهدة التلفاز أو نحوه، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بينهما لتكون النهاية ب"الطلاق".
للمرأة يد في هدم بيت الزوجية
هناك وسائل وطرق تقوم بها الزوجة من حيث لا تشعر فتهدم بيتها بيدها دون أن تعي ما تقترفه في حق نفسها وزوجها وأطفالها، فالمرأة بطبعها هينة وسهلة الانقياد، غير أن وسوسة نفسها تغير ما يميزها من خصال، ومن أبرز ما يفسد طباعها وسائل الإعلام التي ما دأبت تحرض على الإفساد بين الزوج وزوجته، وتصور الرجل أنه ظالم ومستبد والحقائق تؤكد في كثير من الصور المجتمعية إفسادها للود وقطع علائق المحبة بين زوجين بعد أن جعلتها تكره زوجها، ثم إن الجلسات الفارغة مع بعض الصديقات والزميلات في حصص الفراغ أو حتى مع الجيران يد طولى في ذلك على اعتبار أنها تحمل في طياتها تحريضا للتمرد على عش الزوجية، ومما يهدم البيوت ويفرق الأسر الكبِر من قبل الزوجة وبواعث الكبر والعجب كثيرة في مقدمتها الجاه، المال، الشهادة، الجمال وغيرها مع قلة العقل وقصر النظر، يضاف إلى ذلك استبداد الزوجة وتسلطها لاسيما إذا كانت شخصية رجل ضعيفة ومتسامحة، إذ يقودها ذلك إلى التعنت والقفز على قوامة الرجل فتفسد نفسها وأسرتها على السواء.
ومن أسباب الطلاق أيضا عدم قناعة المرأة بمفهوم الزواج بعد إجبارها على الزواج من شخص لا تريده، زيادة على سوء الخلق مثل كثرة الكلام، الجدال، رفع الصوت وما شابه، والإفراط في الغيرة الزائدة، والتقصير في العناية بشؤون البيت أو العناية بالأطفال وإكثار الخروج من البيت، أو كثرة المطالبة بالكماليات والأمور المالية أو عدم الصبر على قلة الوضع المالي والوضع الصحي والوضع الوظيفي، هذا وإن إغفال الإشباع العاطفي للزوج إفشاء الأسرار إلى خارج المنزل معصية الزوج عدم المعرفة بآثار الطلاق وعواقبه.

علامات تنذر بانهيار العلاقات الزوجية

من أعظم الفوائد التي توصلت إليها الأبحاث مؤخرا هي القدرة على تحديد العلامات التحذيرية المبكرة التي تنذر بانهيار العلاقات الحميمة بين اثنين، وعبرها يستطيع الباحثون بناء على هذه العلامات التنبؤ بدرجة عالية من الدقة وبنسبة 90بالمائة بشأن العلاقات المحتمل أن تنهار خلال سنين قليلة، هذه المعلومات هامة للغاية ذلك أنها تمكن الطرفين من الوقت الذي تصبح فيه علاقتهما بحاجة ماسة إلى المزيد من الاهتمام والمساعدة، وقد حددها الباحثون في أربعة علامات مرتبة حسب درجة خطورتها:
وفي مقدمتها مهاجمة أحد الطرفين الطرف الآخر، حيث يعمد إلى وضع اللوم على شخصيته وسلوكه ويوجه إليه أقوالا مثل "أنت شخص أنانيّ لا يهمك شيء" أو نحو ذلك، ثم إن اللجوء إلى أقوال يقصد بها الإساءة إلى الطرف الآخر وإهانته نفسانيا مثل القول:" أنت أحمق أو غبي" له وقعه السلبي على العلاقة الزوجية بين اثنين، ثالث تلك العلامات عدم رغبة أحد الشريكين في سماع ما يريد الشريك الآخر قوله خشية أن يهاجمه أو يسيء إليه، أما رابعها فقد لخصها هؤلاء الباحثون في مصطلح المراوغة والتي تكون بتجاهل أحد الشريكين للشريك الآخر بقصد تجنبه والابتعاد عنه.
ومن العلامات الأخرى التي أضافها باحثون آخرون استهانة الشريكين ببعضهما وعدم محاولة كل منهما فهم وجهة نظر الآخر، ثم إن التفسير السلبيّ للأحداث قد تكون عادية قد يأخذ معنى العدوانية أو السلبية في التفكير وهذا لن يقود إلى ما يحمد عقباه .

الخاسر الأكبر في المعادلة أطفال أبرياء

إن المشاكل الناتجة عن أبغض الحلال لا يقع في مصيدتها إلا الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ابتلوا بأبوين لا يدركان المخاطر التي تهدد أطفالهما ولعل هذه الأسطر رسالة موجهة للآباء والأمهات الذين ينتظرون دورهم للحاق بركب المطلقين والمطلقات الذين قرروا الانفصال دون الاكتراث بمصير هؤلاء الضحايا، من المؤلم جدا أن تجد قلوب صغيرة محطمة تمشي على الأرض لا تعرف الاستقرار أو الراحة تعيش في كنف أب لاه في حياته الجديدة وأم تخلي مسؤوليتها من أطفالها تتخل كلي وكل ذلك انتقاماً من أبيهم، وبين هذا وتلك تتيه البراءة في معمعة الحياة الصاخبة وتحول بعضهم إلى أدوات إجرامية تهدد سكينة المجتمع وأمنه واستقراره. وهناك شريحة قادتهم أقدارهم إلى المؤسسات العقابية وأخرون أصيبوا بأمراض نفسية وعصبية خطيرة.
إذا حلت الكارثة بالأسرة ووقع الطلاق بين الزوجين فإن مهمة تخفيف آثاره على نفس الطفل تقع على عاتق الأقارب والمعلمين، ويتحقق هذا الهدف من خلال السعي الدؤوب إلى الإنصات للطفل وإفساح المجال أمامه ليتحدث بحرية من أجل تمكينه من إفراغ الشحنات التي تعتمل في داخلة لكي لا تتحول إلى انحرافات، كما أنه عليهم أيضا عدم ترك الطفل وحيداً والعمل على تعويضه بفيض من حنان الطرف المتبقي لديه مع إحاطته بنخبة من أحب أصدقائه إليه في الآن نفسه، إلى جانب ذلك عليهم أيضا التقرب من الطفل ومحاولة فهم مكنون شعوره لتفريج كربه وتحرير نفسه مما يثقلها من هموم وأحزان.
الطلاق يحطم نفسية الرجل أكثر من المرأة

جملة من الموروثات الثقافية الخاطئة تحمل المرأة السبب الأول في فشل الزواج وانحراف الأبناء، وتتيح للرجل فرصة الزواج مرة ثانية وثالثة، بحجة أنه الأسرع في التأقلم مع الحياة من جديد بينما تفشل المرأة في ذلك لأنها الأضعف! ولكن الحقائق العلمية أجهضت صحة تلك المعتقدات الخاطئة، فقد أثبتت دراسة علمية حديثة أن الرجال هم المتضررون من الطلاق في المقام الأول، وليست النساء كما يعتقد، حيث أشارت دراسة أن شملت 10 آلاف رجل إلى تزايد نسبة الرجال المطلقين الذين يعانون أمراض جسدية ونفسية، كما أفادت أيضاً أن الإقبال على الانتحار لدى هؤلاء يفوق مرتين ونصف معدل الرجال المتزوجين.
هذا كما فند مختصون الفكرة الشائعة في المجتمع والتي تقول بأن الرجل أسرع على التأقلم بعد الطلاق، بل إن ذلك حسبهم ما هو في الأصل إلا انعكاس لموروث ثقافي خاطئ، لأن الرجل مثله مثل المرأة يتأثر بالحدث حسب عدة عوامل، أهمها تاريخه الشخصي، كيفية نمط حياته، والأمور التي تعرض لها وواجها، بالإضافة إلى الثقافة والبيئة، ثم إن معظم الرجال الذين سبق لهم وخاضوا تجربة الزواج وفشلوا فيها، معرضون للإصابة بالاضطرابات النفسية جراء هذا الفشل، وغالباً ما يعانون من عدم القدرة على التكيف اجتماعياً بعد الطلاق، ما يجعلهم يعزفون عن خوض التجربة مرة أخرى باعتباره رجلاً له ماض، ويضيف المختصون أن السبب الآخر الذي يضايق الرجال بعد الطلاق ليس فقط فقدان دورهم كأزواج، ولكن خسارتهم لدورهم كآباء، فالأم تلعب بعد الطلاق دور الأب والأم معاً أما الزوج فيخسر دوره كأب، وما يزيد الأمر تعقيداً أن الرجال يحملون أنفسهم مسؤولية الطلاق، فالرجل يفاجأ في نهاية الأمر بأنه خسر كل شيء سواء من خلال دوره كزوج، كأب.

5 نصائح لتفادي الطلاق وآثاره

كثير من حالات الطلاق كان من الممكن تفاديها لو أن الزوجين صبرا قليلا، وقررا إيجاد حل عملي لما يواجههما من مشكلات، فلو كان الزوجان اللذان وصلا إلى قرار الانفصال قد توفرت لديهما الوسائل العملية والمفيدة لحل مشكلاتهما بدلا من تحليل كل جملة قالاها لبعضهما أثناء الخلاف والغضب لما وصلا إلى نقطة الفراق واللاعودة، ولأجل تفادي الوقوع في الطلاق حدد باحثون خمس قواعد لتقوية دعائم العلاقة الزوجية وحمايتها من التأثيرات السلبية، ومنها ألا تتكلم الزوجة هكذا هباءً، ذلك أنه كثيرا ما تتساءل النساء عما يمكن أن يفعلنه من أجل إنعاش العلاقة مع الأزواج، وللرد على هذا السؤال يقول الخبراء أن هناك حاجة إلى التصرف العملي إلى جانب التعبير الكلامي، وعادة ما نلاحظ أن النساء يملن إلى الكلام فيما يميل الرجال إلى الفعل، لهذا يستحسن أن تلجأ المرأة إلى العمل الإيجابي وليس الكلام فقط، هذا كما عليها أن تسعى إلى تحقيق أعمال إيجابية وفعالة، ومن ثمة فإنه ينبغي التوقف عن ممارسة الأعمال التي لا فائدة منها، والإكثار من الأعمال التي تحقق نتائج إيجابية طيبة، فإذا كانت أسعد الأوقات تظل عادة مع الزوج فإن على الزوجة الذكية أن تسأل نفسها: متى تكون هذه الأوقات؟ وكيف يكون أسلوب الكلام مع الزوج؟ وما هي الأشياء البسيطة التي تسعد الزوج وتنعش العلاقة؟
ثم إن أفضل ما يمكن أن تقوم به الزوجة هو أن تقضي وقتا أطول مع الزوج قدر ما أمكنها، فالصداقة والمودة تتكونان عندما يجلس كل من الزوجين مع الآخر، والخروج معا في نزهة أو اللقاء ليلا في مكان رومانسي حسب موعد مسبق، أو ممارسة هواية مشتركة، أمور تقرب بين الزوجين وتدعم أواصر العلاقة المقدسة بينهما.
من النصائح أيضا والتي يتوجب على الطرفين الانتباه إليها وأخذها في الحسبان التقليل من الأعمال غير الإيجابية فعلى كل طرف منهما الابتعاد عن تكرار الأعمال التي لا تحقق نتائج مفيدة مع الزوج ما دامت من الأمور غير المستحبة، فالزوجة قد تجد زوجها عنيدا متعصبا في مواقفه في بعض الأحيان، والسبب في الغالب لا يرجع إليه وإنما إلى الزوجة نفسها لأنها لم تضرب على الوتر الحساس، ولم تتبع الأسلوب -أو التكتيك- المناسب، ولهذا فإنه إذا شعرت الزوجة بأن عليها أن تتكلم مع زوجها بشأن موضوع يشغلها أو مشكلة ملحة تؤرقها فإن عليها أن تقف قليلا وتسأل نفسها: هل العبارات التي ستقولها له عبارات لائقة ومناسبة للموقف؟ وهل الكلمات التي ستنطقها ستحقق الهدف المنشود؟ وهل ما ستقوله أو تفعله هو أنسب شيء للتقريب بينهما وتدعم العلاقة الطيبة بينهما، وإذا رأت الزوجة أن ذلك الكلام أو ذلك التصرف لم يحقق الغاية المطلوبة فإنه من الضروري التوقف وإتباع أسلوب مختلف، وما ينطبق على المرأة هنا ينطبق أيضا على الزوج وكطل ذلك من أجل الحفاظ على الرباط الزوجي بينهما، ومن النصائح التي نوجهها للمتزوجين أنه عليهما تذكر الأسباب التي من أجلها اختار كل منهما الآخر، ويقول خبراء العلاقات الزوجية أنه عندما يكون أحد الطرفين غاضبا فإنه يركز تفكيره فقط على الأخطاء بدلا من التفكير في الأشياء الطيبة المشتركة واسترجاع الذكريات الجميلة وزيارة الأماكن التي تذكر الزوجين باللقاءات السابقة العزيزة على النفس والتي تعاهدا فيها على العيش معا حتى نهاية العمر، خامس وآخر تلك النصائح، المحافظة على مشاعر الحب حتى في أصعب الأوقات، فزوجات كثيرات يقلن أحيانا: "لقد أحببته.. لكنني لا أحمل له نفس الشعور الآن!" ولمثل هؤلاء الزوجات نقول أن أسعد الزيجات تتعرض أحيانا لضغوط وتجارب صعبة، وهذه هي طبيعة الحياة، ويقول الخبراء أن عهد الحب والوفاء لابد أن يستمر بصفة يومية، وهذا يحتاج إلى قرار من الزوجين، وهذا يعني أن استمرار الحب يعتمد على نية الزوجين وإرادتهما، وهما اللذان يقرران القيام بالتصرفات التي تقربهما من بعضهما البعض باستمرار، والزوجان اللذان يفقدان مشاعر الحب هما اللذان قررا ذلك، وجعلا الأمور تتدهور بينهما إلى درجة فقدان السيطرة، دون أن يحرصا على منح العلاقة المشتركة الأولوية المطلوبة في جدول الاهتمام، ونقول لهؤلاء الأزواج أن الذين يقررون إنهاء الحب قادرون على إعادة اكتشافه والاهتمام به مرة أخرى!
العمل بمقولة "الوقاية خير من العلاج" الحل الأنجع

إن الزوجين اللذين يدركان الآثار المدمرة للطلاق على مستقبل أبنائهم يتجملان بالصبر ويحرصان على كل ما من شأنه أن يحفظ بيتهما من الدمار، ويعينهما على ذلك التمسك بالقيم والتحلي بفضائل الأخلاق والابتعاد عن الظن السيء ومواطن الشبهات، إلى جانب الحرص على تعزيز الثقة المتبادلة بين الزوجين من جهة وضبط النفس وعدم التسرع واللجوء إلى الحوار والإقناع بالحجة من جهة أخرى، هذا إلى جانب اعتماد رقة الحديث وانتقاء الألفاظ التي توحي بالود وتشعر وبالاحترام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.