بعض سائقي الأجرة لا يتوفرون على الحد الأدنى من الاحترام لزبائنهم، فلا يتوانون من التصرف بطريقة لا أخلاقية في حضورهم، ويتفوهون بكلمات تخدش حياء المواطن، ويعتبرون ذلك عاديا، بل غير العادي أن يحتج المواطن، خاصة وأنهم يحسبون أنّ الزبون، وبما انه يسمع كل تلك الألفاظ في الشارع، فانه لا يمكن أن يحاسبه عليها. أما آخرون فتكون المخدرات عندهم هي السبب في جعلهم لا يحترمون، او لا يدركون أنهم أساءوا إلى زبائنهم، حيث أنهم يحملونها معهم، ويكونون تحت تأثير المخدرات وهم يعلمون، وهو الأمر الذي يجعلهم لا يتحكمون فيما يتفوهون به، هذا بالإضافة إلى ما يمكن أن يسببوه من حوادث في الطريق، وهم يتعاطون المسكرات، ويفقدون بالتالي التحكم في السيارة، او يكادون، وهو ما وقع لنا ونحن نستقّل سيارة أجرة من ساحة الشهداء إلى الرايس حميدو، حيث أنّ السائق، ومنذ أن صعدنا لم يتوقف عن شتم ولعن كلّ شيء، وكان حديثه لا يخلو من كلمات فاجرة، راح يتفوه بها دون أدنى احترام، وان كان البعض يكتفي بتوجيه الملاحظة لهؤلاء السائقين فان آخرين لا يتمالكون أنفسهم من الشجار معهم، وقبل حتى أن تتوقف السيارة تجدهم ينهالون على السائق ضربا، وقد يؤدي ذلك إلى وقوع حوادث مرور، وما وقع لنسيم يشبه هذا، حيث انه استقل سيارة أجرة من شوفالي إلى باب الواد، وقد فوجئ بالسائق يدخن سيجارة حشيش، في البداية لم يلاحظ ذلك، ولكنه ما إن صعد حتى راح يشتم رائحة غريبة، هي رائحة المخدرات، فلم يتفوه بكلمة، ولكن السائق يبدو انه كان قد دخن أكثر من سيجارة، حيث انه راح يتفوه بكلمات فاجرة جعلت نسيم يستاء منه ومنها، ووصل بينهما الأمر إلى درجة أن شتمه السائق، فلم يجد نسيم من بد من أن ينهال على السائق ضربا، وكانت السيارة لم تتوقف بعد، وكادت أن ترتطم بالرصيف، لولا أن رفع نسيم المكبح اليدوي، فتوقفت، وانتهى الأمر بينهما يتدخل المواطنين الذين حالوا بينه وبينه، وهي الحادثة التي قال لنا نسيم عنها أنها أدهشته، خاصة وان سائقا في مثل تلك الحال يعرض حياته وحياة الآخرين معه إلى الخطر، وهو، وبالإضافة إلى كونه وقح، فانه مجرم، أما سائق آخر، فقد مرّ على مدرسة يوغرطة بالجزائر الوسطى، في بداية السنة، وصادف ذلك خروج الأطفال، ولما أحدثوا ازدحاما، راح يشتمهم، امام الاولياء والقائمين على المدرسة والجميع، ولما التف هؤلاء لهم حوله، اتضح لهم انه شرب الكثير من الخمر والتي جعلته يتفوه بما تفوه به، فلم يدركوا هل يؤدبوه، أو يتركوه لشأنه، أو يبلغوا عنه الشرطة، خاصّة وأنه سائق سيارة أجرة، وأن رجلا آخر، بدا أنه راكب، كان معه، و قد انتقد هو الآخر تصرف السائق.