لم يعد هدف العديد من العائلات من اللجوء إلى قاعات الأعراس يتبلور فقط في البحث عن شساعة المساحة وكذا حفظ نظام البيت وإنما فرت إليها لتقي نفسها من بعض أفعال السحر التي يتجرأ عليها بعض الحاقدين لأجل أهداف معينة كربط العروسين أو أي فعل آخر يكون بهدف الإضرار بالعروسين وتعكير صفو حياتهما. نسيمة خباجة لذلك وجدت العديد من العائلات الحل في إقامة أعراسها بقاعات الحفلات لكي لا يسهل وضع أي نوع من أنواع السحر على غرار الأحجبة وغيرها من المستلزمات المستعملة التي تخفى بأمكنة بعيدة عن الأنظار والعياذ بالله لنغص فرحة الزفاف على عائلتي العروسين وكانت قاعات الزفاف الحل لاتقاء شر أعمال السحرة. طالما شكلت حنة العروس كابوساً لدى اغلب العائلات الجزائرية والأفعال التي باتت تطالها أدت إلى إلغاء تلك العادة الحميدة، أو ربطها للعريس أو للعروس في حدود العائلة بين اقرب المقربين لتفادي تلك الأفعال التي باتت تطالها للإضرار بالعروسين وفشل الزواج وانفكاكه بعد مدة قصيرة. هي الأمور التي أدت بالعائلات إلى الاحتياط أكثر لإفشال تلك المخططات الجهنمية التي يرسمها الحاقدين أو الحاسدين، ومنهم من راح إلى إلغاء عرف الحناء برمته لاتقاء كل ما ينجر عنه من إفرازات سلبية أدخلت العديد من العائلات في مشاكل لا نهاية ولا بداية لها فهي لن تسلم مهما اتخذت من الحلول، من تلك المطاردات بين الأهل والأقارب خصوصا إذا قيدت حيز ربط الحناء بين اقرب المقربين واشترطت عدم خروجها عن أفراد العائلة. وإضافة إلى الحناء راحت العائلات تفر إلى قاعات الأعراس لتجنب بعض أفعال السحر التي من المحتمل أن تصدر من بعض الحاقدين على مستوى البيت، ولم تعد قاعة الحفلات بهدف الاستفادة من اتساع مساحتها وكذا ضمان نظام البيت والابتعاد عن الفوضى التي تحصل فيه من جراء التقاليد والأعراف التي تطبع الأعراس الجزائرية، بل لأهداف أخرى قصد إبعاد الأجانب عن البيت سيما وانه من المحتمل أن تصدر منهم أفعالا قد تؤذي العريس أو العروس نتيجة الحسد والبغض الذي يكنه احد الأطراف للعروس أو العريس. وهي فعلا الأمور التي وقعت على مستوى البيوت مما أدى بالعائلات إلى الاستنجاد بقاعات الحفلات كونها تبعد عنهم البلاء والوقوع في شر الأعمال والمراهنة بمستقبل العروسين، منهم السيدة نصيرة التي قالت أن في عرس ابنتها التي أقامته بساحة المنزل ودعت إليه الأحباب والأقارب لتقاسم الفرحة معهم لم تلبث وان وجدث حجابا مغروسا بالغرفة التي كانت تفد إليها ابنتها من اجل تغيير ملابس التصديرة وقالت انه بالفعل عرفت ابنتها في بداية مشوارها العديد من العراقيل التي كادت تخرب بيتها كونها تعرضت إلى نوبات صرع في أيامها الأولى إلا أنها شفيت بعد الخضوع إلى حصص الرقية الشرعية وكان السبب ذلك الحجاب الذي وضع بين شراشف الفراش. سيدة أخرى حكت لنا عن ماساتها في عرس ابنتها حيث عولت على إقامة العرس بالمنزل بالنظر إلى اتساعه دون أن تجد حاجة إلى اللجوء إلى قاعة الزفاف ودفع الملايين لكنها لم تظن أن ذلك سيؤدي بها إلى المراهنة والإضرار بحياة ابنتها حيث اكتشفت أمر قريبتيها اللتان كانتا في وسط البيت يقومان بأفعال لم تفهمها تبعتها تمتمات ورمي مسحوق ابيض في ذلك المكان، وللحفاظ على أجواء العرس لم تصدر أي رد فعل في تلك الأثناء واستعانت في اليوم الموالي مباشرة براقي جلبته على مستوى البيت ليفك ذلك السحر خاصة وان قريبتاها تحقدان كثيرا على ابنتها وختمت بالقول أنها لو تيقنت من حصول ذلك لدفعت عشرات الملايين وفرّت بجلدها إلى قاعات الزفاف. هذا وتلجأ العديد من العائلات إلى التزود بالماء المرقي من باب الاحتياط في الكثير من المناسبات السعيدة مادام أن زماننا باتت تملاه شياطين الإنس الذين يهدفون إلى الإضرار بالغير دون أية فائدة تذكر.