عادت الهزات الاحتجاجية بقوة لتزلزل قطاع التربية من جديد هذا الموسم الذي لم يمر على انطلاقه سوى أقل من شهر واحد، بسبب الإضرابات التي دعت إليها نقابات القطاع والمصادفة للاحتفالات باليوم العالمي للمعلم، حيث يستمر إضراب الاتحادية الوطنية لعمال التربية التربية المنضوية تحت لواء المركزية النقابية، اليوم ليومه الثالث على التوالي مسجلا استجابة فاقت حسب منظميه ال70 بالمائة، في حين ينتظر أن تدخل نقابات التربية الأخرى "الإينباف" و"الكنابست" في إضراب وطني مفتوح يشمل جميع عمال القطاع بتاريخ 10 أكتوبر المقبل نظرا لعدم أخذ الوزارة الوصية مطالب هؤلاء على محمل الجد، حسبهم· يحتفل المعلم الجزائري هذا الموسم وعلى خلاف أقرانه عبر العالم، على وقع الاحتجاجات والإضرابات التي لا تزال تؤرق التلاميذ وأوليائهم الذين باتوا من أي وقت مضى متخوفين على مستقبل أبنائهم خاصة مع عودة الاضطرابات من جديد إلى قطاع التربية التي لا يزال يشهد المد والجزر بين الوزارة الوصية ونقابات القطاع المتمسكة بمطالبها التي تراها شرعية في الوقت الذي تتماطل الوزارة الوصية في إيجاد حلول لها، لتبقى المعادلة مستعصية ومفتوحة إلى غاية الخروج بحلول ترضي الطبقة العمالية· ** المعلمون في عيدهم العالمي: "لسنا على ما يرام" أبدى جل المعلمين بقطاع التربية تحسرهم من الواقع المزري الذي يتخبطون فيه، مؤكدين أنهم ليسوا على ما يرام في يومهم العالمي الذي يصادف تاريخ الخامس من أكتوبر من كل سنة، حيث عبر كل واحد عن معاناته منها الاجتماعية، الاقتصادية وحتى الصحية بما فيها الضغوطات النفسية التي يعيشها المعلم في ظل انعدام بوادر التقدم والانطلاقة الحقيقية للقطاع الذي لا يزال يسير بعقليات قديمة قدم المهنة التي تعد الأنبل على وجه الأرض نظرا للخدمات الجليلة التي يقدمها هذا الأخير خاصة منهم ذوي الضمائر المهنية التي لا تنام وعيناها مقفلتان· اليوم العالمي هذا لم يكن للمعلم الجزائري سوى ذكرى تمر عليه شان المناسبات العادية الأخرى، فالكل يردد بحسرة أن مكانة المعلم لم يعد لها قيمة في الوقت الراهن فلا مطالب تحقق، ولا ضغوطات تجد من يهدئها ولا حتى خدمات اجتماعية تليق بالأستاذ الذي كاد أن يكون رسولا حتى أن الإدارة لا تنصفهم وتزيد من الضغط عليهم، هي مشاكل وأخرى يسردها حتى الأساتذة التعاقدين والمستخلفين والمقتصدين والتربويين وغيرهم علها تجد بعد إضراب 10 أكتوبر حلول جذرية وسريعة لمطالبهم من اجل استرجاع مكانة المنظومة التربوية· ** تواصل إضراب "الاتحادية"·· والوزارة تخصم من أجور المضريين يتواصل اليوم إضراب الاتحادية الوطنية لعمال التربية، يومه الثالث على التوالي بعدما تم تسجيل استجابة فاقت ال70 بالمائة على المستوى الوطني، فتشير البيانات إلى أن العاصمة والبليدة سجلتا نسبة 50 بالمائة في حين بلغت النسبة 70 بالمائة في وهران، 55 بالمائة بقسنطينة و65 بالمائة بالبويرة و80 بالمائة في تيسمسيلت، وقد مس الإضراب في يومه الأول والثاني المؤسسات التعليمية الابتدائية على وجه الخصوص في الوقت الذي هدد فيه المدراء الولائيين كافة الأساتذة المضربين بالخصم والعقوبات· من جهتها قررت وزارة التربية خصم أيام الإضراب الذي شرعت فيه اتحادية عمال التربية للمركزية النقابية، أمس الأول، من رواتب منخرطيها، حيث شددت في مراسلة إلى مديري التربية على التنسيق مع رؤساء المؤسسات التعليمية لضمان تمدرس التلاميذ في ظروف عادية· ** "الإينباف" تتهم الاتحادية بمحاولة كسر إضراب 10 أكتوبر اتهم الاتحاد الوطني لعمال التبة والتكوين، المحاولة التي اتبعتها الاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين في الإعلان عن إضراب الثلاثة أيام انطلاق من 04 إلى غاية 06 أكتوبر الجاري، من اجل التشويش وكسر الإضراب الذي اجتمعت مختلف نقابات التربية أن يكون بتاريخ 10 أكتوبر، منتقدة وفي الوقت ذاته التصريحات التي أطلقتها الاتحادية والتي تتهمها بمحاولة "الإينباف" الاستحواذ على أموال الخدمات الاجتماعية· وأضاف الصادق الدزيري من خلال بيانه الأخير أن الأسرة التربوية واعية وراشدة وتعرف من يتبنى انشغالاتها بصدق، بل هذه الادعاءات هي من ممارساتهم المعهودة فهمهم الوحيد هو الخدمات الاجتماعية لا غير إذ لم يستسيغوا تخليهم عن تسييرها بعدما هيمنوا عليها واغتصبوها بالتعيين لا بالصندوق الشفاف طيلة 17 سنة كاملة يضيف البيان الذي يحذر من خلاله الأسرة التربوية بجميع فئاتها وأسلاكها بمن فيهم المقتصدون من الانصياع وراء إضراب المركزية النقابية المزعوم التحسيسي - كما سموه - يوم 04/10/2011 ولمدة 03 أيام فقط رغم أنهم رفعوا فيه قائمة طويلة وعريضة لانشغالات الأسرة التربوية لإيهامها بالدفاع عنها والتي يستحيل تحقيقها بإضراب تحسيسي، وقد تساءلت " الانباف" عن أين كانت هذه المطالب أم أنها كانت مجمدة ؟ فالهدف واضح وليس تحقيق المطالب بل هو تشكيل ضغط على وزارة التربية من أجل ملف الخدمات الاجتماعية لا غير، وتكسير إضراب يوم 10/10/2011 انتقاما من الأسرة التربوية المتخندقة مع من تبنى انشغالاتها بصدق على حد ما جاء بالبيان·