تفاءلت النقابات المنظمة لإضراب 8 أكتوبر والذي سيدوم أسبوعا كاملا قابلا للتجديد بالنسب المحققة في اليوم الأول خاصة على مستوى الثانويات، حيث أكد المنسق الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان في ندوة صحفية عقدت أمس، أن نسبة استجابة الأساتذة للإضراب تراوحت بين 90 و100 بالمائة في كل الولايات عبر الوطن، مما يعكس رفض هؤلاء للحالة التي آلوا إليها في ظل عجز وزير التربية على اتخاذ قرارات لصالح عمال التربية• وأكد المتحدث أن النجاح المحقق جاء بعد توحيد الجهود بين النقابات المستقلة، مضيفا أن النسب المسجلة لم يشهدها القطاع منذ ,2003 محملا السلطات العمومية السلبيات التي سيدفع ثمنها التلاميذ خاصة، داعيا بالمناسبة الوزير الأول إلى مراجعة تعليمته الأخيرة بخصوص المنح والعلاوات، مع العمل على تحسين المستوى المعيشي لعمال القطاع• هذا وسرد مريان مجمل المطالب المتمثلة في أموال الخدمات الاجتماعية وطب العمل وملف التعويضات، مركزا على ضرورة افتكاكها مهما كانت التضحيات، حتى إن تم خصم أجورهم طيلة أيام الإضراب، حيث قال إنه لن تفشل عزيمتهم وسيواصلون تجديده خلال الأسبابع المقبلة إلى غاية إيجاد حل لانشغالاتهم• من جهته أكد المنسق الوطني ل''الكناباست'' نوار العربي أن أستاذة التعليم الثانوي استجابوا بقوة للإضراب، بنسبة تعدت 90 بالمائة، مما تسبب في شلل شبه كامل للثانويات• وفي المقابل أكد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في بيان له على نجاح الإضراب الذي فاق كل التوقعات، معتبرا إياه الاحتجاج الأنجح في ظل التعددية النقابية، بعد أن وصل صداه إلى برج عمر إدريس في أدنى الجنوب• وسجلت بدورها نقابة ''لنباف'' نسبة تراوحت بين 70 و90 بالمائة على مستوى كافة الأطوار، وحسب الولايات تصدرت خنشلة المقدمة ب98 بالمائة، ورقلة والطارف بنسبة 95 بالمائة، لتليها البويرة ب92 بالمائة وتيزي وزو ب90 بالمائة، وسجلت أدرار 30 بالمائة• وندد الاتحاد بالضغوطات الممارسة على موظفي القطاع، ومغالطات مدريات التربية لإحصاء المضربين، وهو ما شهدته ولاية تبسة وعبر العديد من مؤسساتها التعليمية كثانوية بكارية التي أقدم مسيرها على تهديد الأساتذة المضربين، باللجوء إلى القوة العمومية في حالة عدم التحاقهم بمناصب عملهم• كما عرفت متوسطة صوالحية السعد بتبسة فوضى عارمة عند خروج التلاميذ الذين قاموا برشق المؤسسة بالحجارة وقارورات الزجاج، مما انجر عنه إصابة تلميذة وأستاذ، وهو ما عاشته جل المؤسسات التربوية من فوضى واعتداءات عند خروج التلاميذ من المؤسسات• وزارة التربية تؤكد أن نسبة الإضراب لم تتجاوز 35 بالمائة على صعيد آخر كان لوزارة التربية الوطنية رأي مخالف، حيث أعلنت أن النسب لم تتجاوز 17,33 بالمائة في الثانوي، وبحدود 9,19 بالمائة في المتوسط، فيما لم تفق 11 بالمائة في الابتدائي، وذلك بمجمل 368 ألف و786 مضرب بين الأساتذة والمعلمين• هذا وكشفت الجولة التي قادت ''الفجر'' لمختلف المؤسسات التربوية على مستوى العاصمة تباينا في الاستجابة للإضراب، حيث شلت عدة مؤسسات على غرار ثانوية الإدريسي الواقعة بأول ماي، ومدرسة محمد مادة• ونفس الأجواء عرفتها مقاطعة باش جراح، حيث قاطع الأساتذة التدريس بكل من مدرسة ابن الرشد ومتوسطة مصطفى شرشالي وثانوية مناوي، بينما عرفت مؤسسات أخرى شللا نسبيا مثل مدرسة الصومام بباب الوادي وثانوية عقبة• وعرفت مختلف هذه المؤسسات تسريح التلاميذ منذ الساعات الأولى من الصبيحة رغم قرار وزير التربية الذي حث على إبقاء التلاميذ في الأقسام تحت حراسة المساعدين التربويين• وينتظر أن تلتحق اليوم مؤسسات أخرى بالإضراب تلبية للنداء الصادر عن نقابات مجلس ثانويات الجزائر ونقابة السناباب وستاف، في حين قاطعت النقابة الوطنية لعمال التربية الحركات الاحتجاجية التي ستدوم أسبوعا، وفضلت الدخول في إضراب ليوم واحد بتاريخ 16 من هذا الشهر، بينما رفضت الفيدرالية الوطني لعمال التربية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين اللجوء بتاتا للاحتجاج، داعية إلى تقديم مصلحة التلاميذ بالدرجة الأولى خصوصا وأن اختبارات الثلاثي الأول على الأبواب•