احتج نهار أمس أكثر من 100 عامل متعاقد أمام مقر المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، على إثر تسريحهم وإحالتهم على مقعد »البطالة« من جديد، وهو ما أثار غضب وسخط العمال، الذين طالبوا السلطات الوصية بالتدخل من أجل إلغاء هذا القرار الإرتجالي- على حد قولهم -. المحتجون الذين كانوا متعاقدين يعملون بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببوسعادة، تجمعوا داخل المؤسسة الكائن ب حي الباطن ببوسعادة، ينتظرون توضيح من طرف الإدارة غير أن كل المحاولات باءت بالفشل، وما زاد الطين بلة هو اختفاء طاقم الإدارة بالرغم من تحديد موعد مسبق لتدراك الوضع وتحديد أسباب التوقيف، المحتجون أكدوا ل »أخبار اليوم« بأنه لا توجد أي وثيقة تنص على قرار التوقيف كما يقولون، مطالبين في نفس الوقت بصرف رواتب 06 أشهر من العمل بحجم ساعي فاق ذلك المنصوص عليه في عقود العمل، وهو الإشكال الذي تعرفه أغلب المؤسسات الصحية بالمسيلة، التي يقدر عدد المتعاقدين المؤقتين في قطاع الصحة بها بحوالي 1000 متعاقد يعملون منذ أكثر من 10 سنوات، ويضطلعون بعدة مهام ويؤدون خدمات جليلة للقطاع، مثلهم مثل الإطارات الطبية وشبه الطبية في مجالات الحراسة والنظافة ويعملون كأعوان مصالح، لكن الأمر الذي يثير الدهشة ويطرح العديد من التساؤلات هو مراسلة من وزارتي الصحة والمالية والتي تشير إلى تسوية الوضعية إلى غاية 31 - 12 - 2009 ولكنها لم تشر في مضمونها إلى التسريح من قريب أو من بعيد، مما أدى إلى بروز إشكال أدى بوزارة الصحة إلى الاجتماع بمدراء المؤسسات الصحية حول ذات الإشكال، وعلى إثرها أطلعت الوزارة المدراء بأنها راسلت وزارة المالية ورئاسة الحكومة حول المتعاقدين الذين يعملون منذ سنة 2008 من أجل تسوية وضعيتهم، لكن دون جدوى، لتدخل بعدها وزارة المالية على الخط وتصدر تعليمة في21 - 01 - 2009 تقضي بأن يتلقى المتعاقدون المؤقتون الملتحقون قبل سنة 2008 رواتبهم عن طريق مناصب مالية دون أن يتم فتح أي منصب. ديوان رئاسة الحكومة راسل هو الآخر مديريات الصحة، أين رخص بصرف رواتب 31608 عون مستخلف من الذين تم توظيفهم، زيادة على المناصب المالية المتوفرة على مستوى مديريات الصحة الولائية، ومؤسسات التكوين الشبة الطبي والمؤسسات الصحية، إلا أن هذا الإجراء كان استثنائيا إلى غاية 31 - 12 - 2009 على أن يتكفل بالرواتب من الاعتمادات المالية المتوفرة على مستوى الهياكل السالفة الذكر، إلى هنا الأمر عادي لكن أن تقوم خزينة المؤسسة الاستشفائية العمومية ببوسعادة - بخطوة في غير محلها - وترفض صرف رواتب الأعوان المستخلفين، بسبب عدم وجود مناصب مالية جديدة، بالرغم من وجود اعتمادات مالية تسمح بذلك، وهي أصلا مخصصة لهذه الفئة، في حين نظرائهم في مؤسسات صحية أخرى يتلقون رواتبهم دون أي عائق. المحتجون وفي حديثهم ل »أخبار اليوم« طالبوا بإعادتهم إلى مناصب عملهم مع تعويض عما لحقهم من ضرر، وطالبوا بالإدماج كذلك مستحضرين قضية العمال الثلاثة الذين وظفوا بطريقة أثارت جدلا واسعا ولم تحرك لها السلطات الوصية ساكنا، وطالبوا بصرف رواتب 06 أشهر التي لا تزال معلقة، وما تجدر الإشارة إلى أن هذا الاحتجاج، يأتي على خلفية رسائل وجهتها النقابة إلى الجهات المعنية ولم تتوصل حتى الآن بأية حلول لحل هذا المشكل.