الجزء الثاني والأخير بلغاريا بعدما أصبحت المغازلة سائدة بين المراهقين في الأروقة، وملابس الفتيات تزداد قصرًا، أعادت المدارس البلغارية، في مستهل العام الدراسي الحالي 2011، فرض قواعد الحشمة مجددًا في المدارس· وأشارت صحيفة (24 آورز) إلى أن إحدى مدارس مدينة شومين، شمال غرب البلاد، قد نصت في نظامها منذ أول أيام الدراسة هذا العام على الآتي: (ينبغي ألا يقوم الطلاب بسلوك حميم لا في الصفوف ولا في المدرسة)· وفي عهد الشيوعية، كان النظام الصارم يفرض الزي الموحد الأبيض والأسود والشعر القصير، لكن مع انهيار الشيوعية، انهارت هذه النظم جميعها، وأصبحت الملابس الداخلية البارزة من تحت الثياب والمجوهرات الغريبة العجيبة والملابس غير المحتشمة من المشاهد المألوفة حتى في مدارس النخبة· وفي لقاء مع وكالة فرانس برس قال أحد المدرسين الداعين إلى (حد أدنى من الحشمة): (من الصعب استقطاب انتباه الصبيان عندما تكون الفتيات في الصف بلباس غير محتشم)· من أجل ذلك منعت مدرسة (فاسيل ليفسكي) الثانوية الفتيات من ارتداء (تنانير تعلو أكثر من 10 سنتيمترات عن الركبة، وكعوب أعلى من أربعة سنتيمترات، وقمصان تتبدى عن الخصر)· الفاتيكان ومنذ جويلية 2010، تفرض مدينة الفاتيكان على زوارها ارتداء ملابس محتشمة عند رغبتهم في زيارة المدينة المسوَّرة· وذكرت وكالة الأنباء الايطالية (انسا) أن (الحرس في الفاتيكان أوقفوا أشخاصًا لا يرتدون ملابس ملائمة بمدينة الفاتيكان والقوانين الجديدة، حيث تمت مطالبتهم بضرورة مراعاة الحشمة عند الدخول إلى المدينة)· من جهتها، بررت السلطات في مدينة الفاتيكان قرارها بالاحتشام عند التجوال في شوارع المدينة بقولها: (هذه مدينة الفاتيكان، ومن أجل احترامها لن يسمح بالظهور فيها بأكتاف مكشوفة أو ارتداء سراويل قصيرة)· وتبعًا لهذا القرار لم يعد يُسمح للسياح والزوار وسكان مدينة روما الدخول إلى المدينة بملابس صيفية غير محتشمة، ولا بأكتاف مكشوفة أو سراويل قصيرة تظهر أرجلهم· وكانت القوانين السابقة تفرض على زوار كنيسة القديس بطرس فقط ارتداء ملابس محتشمة، قبل أن يتم تعديلُها لتشمل جميع مناطق المدينة، وتم إبلاغ جميع الزوار وسكان مدينة روما الذين كانوا يتأهبون للذهاب إلى الفاتيكان بهذا القانون· أوغندا في شهر سبتمبر 2008 طالب وزير القيم في أوغندا،(نسابا بوتورو)، بمنع ارتداء الملابس القصيرة مثل الشورتات والتنانير القصيرة، لأن (النساء اللواتي يلبسنها يشتتن انتباه السائقين ويتسببن في حوادث سير وهن أشبه بالعاريات) وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)· وخاطب (بوتورو)، عددًا من الصحافيين في العاصمة الأوغندية كامبالا، قائلًا: (تسألون ما العيب في التنانير القصيرة؟ إنها قد تتسبب في حوادث، لأن بعض الناس هنا ضعفاء العقول)· إيطاليا وفي 25 أكتوبر 2010 اقترح عمدة مدينة (كاستيلا ماري دي ستابيا) الإيطالية الساحلية، (لويجي بوبيو)، فرض حظر على الملابس التي يمكن اعتبارها مستفزة، مستفيدًا من الصلاحيات الإضافية التي منحتها حكومة رئيس الوزراء (سيلفيو برلسكوني) لرؤساء البلديات بهدف مكافحة الجريمة والتصدي للسلوك الاجتماعي السيئ· ونقلت (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية عن العمدة عزمه على منع السيدات من ارتداء (الملابس الفاضحة)، مؤكدًا أن بعض الملابس سيتم السماح للسيدات بارتدائها، إلا أن تلك التي (تكشف الكثير من جسد النساء) ستُمنع تمامًا، متوعدًا بملاحقة الأشخاص (الغوغائيين والجامحين أو الذين يتصرفون بطريقة سيئة)، وملوحًا بغرامة مالية تصل إلى 696 دولارًا أمريكيًا· وتحت شعار: (لا لارتداء ما يكشف الكثير)، سيحظر القانون الجديد على زوار المدينة ارتداء التنانير القصيرة والجينز القصير، والتعرض لحمامات الشمس، ولعب كرة القدم في الأماكن العامة، والتجديف، بحسب مراسل (بي بي سي) في روما· من جانبه أيد القس دون باولو سيسيري هذا التوجه، واعتبره (القرار الصائب)، قائلًا: (إن القانون يعد وسيلة جيدة لمكافحة زيادة حالات التحرش الجنسي)· فوائد وبالإضافة إلى ارتفاع مستوى التحصيل العلمي الذي لاحظته المدارس بعد تطبيق الحظر، أظهر استطلاع رأي أعدته شركة (شيلاس ويلز) البريطانية للتأمين على السيارات، أن (الرجال أكثر عرضة لحوادث السيارات في الصيف نظرًا لانشغالهم بالنظر للنساء اللواتي يرتدين تنانير قصيرة عن الانتباه لمخاطر الطريق)· ووفقًا لعالمة النفس السلوكي، (دونا داوسون): (يلعب هرمون الذكورة (تِستوستيرون) دورًا، لأنه يجعل الرجال أكثر عدوانية، خاصة حينما يشعرون بالضيق داخل الأماكن المحدودة كالسيارة- وفي الطقس الحار، يصبح الرجال أسرع في إظهار هذا الشعور من النساء)· بعبارات أخرى، لا تعتبر توليفة (النساء شبه العاريات +الحرارة المرتفعة) وصفة جيدة لعقول الرجال التي يسهل تشتيتها· هذا كله يذكرنا بال (ميني مقال) الذي كتبه (سكوت فرامبتون) في مجلة (ماري كلاري) تحت عنوان (الصيف·· في عينيْ شاب)، وأشار فيه إلى أن (هذا الكم من اللحم يجعل الرجال يفقدون عقولهم!)· ومن المفارقات (المضحكة المبكية في آن) أن يحظر الغرب النقاب والحجاب، بينما هو يصطلي بويلات الميني جيب! ومن الفصام النكد أن ينظر بعض بني جلدتنا، المهووسين بكل ما هو غربي، لهذه الإجراءات الأخلاقية في بلدان غير المسلمين بعين الرضا، أو حتى يلتزمون حيالها الصمت، ثم ينظرون بعين السخط مثلاً ل (آداب الترفيه) التي فرضتها حركة حماس على مرتادي شواطئ غزة، أو ل(مدونة السلوك) التي تضبط بيع الملابس الداخلية النسائية، أو حتى لمطالبة بعض الحركات الإسلامية باحترام تقاليد المجتمع وتعاليم دينه· * في شهر سبتمبر 2008 طالب وزير القيم في أوغندا، (نسابا بوتورو)، بمنع ارتداء الملابس القصيرة مثل الشورتات والتنانير القصيرة، لأن (النساء اللواتي يلبسنها يشتتن انتباه السائقين ويتسببن في حوادث سير وهن أشبه بالعاريات) وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)·