أكدت مصادر إعلامية عالمية سعي مسلّحين ليبيين إلى تهريب أسلحة مختلفة، منها صواريخ أرض-جوّ، نحو البلدان المجاورة لليبيا، وفي مقدّمتها الجزائر وتونس ومصر، وذلك بهدف الحصول على مكاسب مادية دون مبالاة بمصير تلك الأسلحة ولا حرص على أرواح الأبرياء الذين سيصبحون مهدّدين بسببها نتيجة وقوعها بين أيدي عناصر إرهابية في غالب الأحيان· وتزداد مخاوف الجزائر من فوضى السلاح بليبيا التي عبّرت عنها أكثر من مرّة، وعلى لسان أكثر من مسؤول، يقينا، وتؤكد معلومات جديدة أن تلك المخاوف ليست أضغاث أحلام أو أباطيل وأوهام، بل حقيقة مؤكدة سببها وقوع عدد كبير من الأسلحة النظامية التي كانت ملكا لجيش نظام العقيد الهارب معمر القذافي بين أيدي جماعات مسلّحة بدأت تستعدّ من الآن لمرحلة ما بعد الفوضى من خلال محاولتها بيع ما لديها من أسلحة بواسطة تهريبها في اتجاه بلدان جارة، تتقدّمها الجزائر التي تملك شريطا حدوديا يقدر طوله بنحو 900 كيلومتر مع ليبيا، إضافة إلى مصر التي تعيش بدورها انفلاتا أمنيا ويؤكّد مسؤولوها إحباط عمليات لتهريب أسلحة ليبية نحوها· وفي هذا السياق، أوردت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية يوم الخميس عن مسؤول عسكري في القاهرة قوله إن مسؤولي الأمن المصريين نجحوا في إحباط أكثر من محاولة لتهريب صواريخ أرض-جوّ، يتم إطلاق معظمها من على الكتف، وهي في طريقها إلى سيناء، وفي أنفاق التهريب التي تربط مصر بقطاع غزة، بينما قال تجّار سلاح إن الأسلحة المتوافرة حاليا في السوق السرّية لسيناء تشتمل على صواريخ ومدافع مضادة للطائرات· جاءت تلك العمليات التي نجحت من خلالها السلطات المصرية في إحباط محاولات تهريب الأسلحة، لتثير مخاوف جديدة بشأن الناحية الأمنية في طول المنطقة الحساسة المتاخمة حدوديا لقطاع غزّة وإسرائيل، في وقت تؤكّد فيه أجواء عدم الاستقرار في المنطقة· ونقلت (واشنطن بوست) هنا عن سامح سيف اليزل، الجنرال المصري المتقاعد في المخابرات المصرية، قوله: (لا نرغب في أن نرى مصر كمسار لتهريب الأسلحة، وقد تمّ بالفعل إحباط أكثر من محاولة لتهريب صواريخ أرض-جوّ على الطريق الصحراوي بين ليبيا ومدينة الإسكندرية المصرية وشمالاً إلى قطاع غزّة، ونحن إذ نعتقد أن بعض الجماعات الفلسطينية قد أبرمت اتّفاقا مع ليبيين من أجل الحصول على أسلحة خاصّة، مثل تلك الصواريخ الأرض جوّ التي يتمّ إطلاقها من على كتف المقاتلين). ورغم تعزيزات قوّات الأمن إلاّ أنها ما تزال تواجه صعوبات في سبيل فرض هيمنتها على منطقة تحكمها الأعراف القبلية، ويقطنها في الأساس البدو الذين تنعدم لديهم الثقة في الحكومة ويدعون إلى إطلاق النّار· وقال مسؤول أمني وعميد مصري خدم أخيرا في سيناء إن المضبوطات اشتملت على ذخيرة ومتفجّرات وأسلحة آلية ومخابئ من الأسلحة الثقيلة، تشتمل على صواريخ مضادّة للطائرات تطلق من على الكتف من طراز (ستريلا 2) و(ستريلا 3). وأضاف هذا العميد، بعد رفضه الكشف عن هويته: (أحبطنا كذلك تهريب مزيد من الأسلحة المتطوّرة، وتلك الأسلحة غير مألوفة بالنّسبة إلى سوق السلاح المصرية، فهي أسلحة حرب). في غضون ذلك، أبدى مسؤولون أمريكيون تخوفهم من أن تقع الصواريخ المضادّة للطائرات الآتية من ليبيا في أيدي إرهابيين، في نهاية المطاف، حيث يحتمل أن يستخدموها في استهداف طائرات مدنية· وللإشارة، فقد شدّدت السلطات الجزائرية الإجراءات الأمنية على الحدود مع ليبيا للوقوف في وجه أيّ محاولة لتهريب الأسلحة نحو الدمويين الباحثين عن متنفّس خارجي بعد أن شدّدت قوّات الجيش ومختلف أجهزة الأمن حصارها·