اعترف جيل دي كيرشوف، أحد كبار المسؤولين عن مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي، بأن الانتفاضات العربية وفرت فرصة لإعادة تنشيط تنظيم القاعدة، محذرا من إمكانية تزويدها بصواريخ أرض وجو من مخازن السلاح الليبي وهو ما يشكل تهديدا على حركة الطيران بالمنطقة، وهي ذات المواقف التي أبدتها العديد من القوى في مقدمتها الجزائر على ضوء مجريات الأحداث بليبيا منذ بداياتها. وأبرز المسؤول العسكري أن مقتل بن لادن أدى إلى إضعاف القاعدة لكن لا يعني هذا عدم قدرتها على شن هجمات مماثلة لهجمات 11 سبتمبر 2011. وقال جيل دي كيرشوف في مؤتمر صحفي أمس، إن الانتفاضات التي تعرفها بعض العواصم العربية بقدر ما هي إيجابية، إلا أنها تدعو لقلق أمني يتمثل حسب مانقلته وكالة “رويترز” في توفير الفرصة لإعادة نشاط القاعدة للواجهة. وقال نفس المسؤول “رغم غياب شعارات القاعدة ولهجتها في تظاهرات الشارع العربي، إلا أن ذلك وفر فرصة كبيرة للقاعدة كي تعيد تنشيط نفسها من جديد”. وأضاف المسؤول العسكري للاتحاد الأوروبي بشأن هذه التهديدات “هناك خطر من إمكانية حصول تنظيم القاعدة على أسلحة وذخيرة متطورة نهبت في النزاع الليبي منها صواريخ أرض وجو تهدد حركة الطيران في المنطقة”، وأردف بهذا الخصوص بأن “القاعدة لديها إمكانية الوصول إلى تلك الأسلحة بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والمدافع الآلية أو صواريخ أرض جو معينة وهي خطيرة للغاية، وهو الوضع الذي يدعو أوروبا إلى تقديم يد المساعدة للحيلولة دون حدوث فراغ في السلطة في دول مثل مصر وتونس وليبيا التي عرفت انتفاضات شعبية أطاحت بحكامها”، حسب ماجاء في تصريحات نفس المتحدث الذي أكد أن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن مؤخرا وعدد من أتباعه أدى إلى إضعاف القيادة المركزية للقاعدة لكن ذلك لا يعني أنه ليس من المحتمل أن تكون قادرة على شن هجمات متطورة مثل هجمات 11 سبتمبر 2001 على مستوى محدود وهو أمر محتمل. ومن المخاوف التي عبر عنها نفس المتحدث تفكك الأجهزة الأمنية بهذه الدول وفي مقدمتها تونس ومصر، هذه المخاوف كانت قد عبرت عنها الجزائر منذ اندلاع الأزمة الليبية وهو الموقف الذي شاطرتها فيه العديد من القوى بل حتى من المجلس الانتقالي الليبي الذي يتخوف من تحكم القاعدة في الوضع الليبي ما بعد القذافي، وذلك عكس تطمينات الوزير الفرنسي الذي تقوده بلاده مهام قوات الناتو في المنطقة، وعلى المستقبل السياسي لهذه البلدان وعلاقته بالمسائل الأمنية، قال المتحدث “إن توفر أكثر قدر من الديمقراطية وحقوق الإنسان وتراجع الفساد يبدد هو الآخر الحجج التي تغذي الإرهاب”.