يعيش سكان أولاد احمد،التابع لإحدى المناطق المعزولة ببلدية توقريت بالشلف حياة بدائية ومعاناة يومية بكل ما تحمله الكلمة، من مأساة حقيقية في ظل غياب ابسط متطلبات ظروف العيش الكريم، السكان يتموقعون بمنحدرات متباعدة تفصلها مسافات بين بعضها البعض، ناهيك عن تميزها بطرق ترابية متحجرة زادت من تفاقم أوضاعها المعيشية،ومتاعبها اليومية إضافة إلى الأوحال التي تعرقل حركة القاطنين بتلك المنطقة لاسيما في فصل الشتاء. تتواجد بالمنطقة أزيد من 500 عائلة تجمعها معاناة واحدة، ويتخبطون في مشاكل يومية لا تعد ولا تحصى في مقدمتها انعدام الماء حيث .يعتمد معظم السكان على حفر بئر في كل بيت كما يعتمد آخرون على جلب الماء من المنابع الجبلية والتي تعد المصدر الوحيد لإمداد السكان بالماء منذ الأمد . وفي حديث السكان مع أخبار اليوم، قال هؤلاء أن حياتهم بدائية محضة جراء جملة النقائص وأنهم لحد الآن ونحن في 2011 لازالوا يمارسون نشاطاتهم اليومية وحياتهم بطريقة بدائية، والشيء المؤسف أن هؤلاء الأبرياء لا زالوا يستعملون الدواب لقضاء احتياجاتهم بحيث لا يستطعون، نقل أوعية الماء أو البراميل إلا على ظهورها ، نظرا لطبيعة الطرق الترابية الوعرة ،والتي أصبحت عبارة عن أتربة لا تصلح حتى للراجلين مما اجبر معظم الأطفال التوقف عن الالتحاق بمقاعد الدراسة نظرا للمسافة الطويلة ، فضلا عن انعدام وسائل النقل بكل أنواعها إلا سيارات الكلوندستان التي تفرض تسعيرتها. وحسب السكان، فانه رغم الاستغاثة والمراسلات المتعددة التي أودعوها لدى السلطات المحلية بهدف انتشالهم من العزلة وحياة الترييف المفروضة عليهم والتي يتخبطون فيها منذ قرون إلا أن انشغالاتهم لم تحظى بأي التفاتة تذكر من طرف هؤلاء المسؤولين الذي ينتهجون سياسة الصمت المطبق على حد تعبيرهم .والأدهى والأمر من ذلك أن المرضى في المنطقة يعانون الأمرين نظرا لعدم مركز صحي أو عيادة طبية، وأكد لنا السكان انه في حالة مداهمة المرض أو أي مكروه لأحد منا فليس عليه إلا الاستنجاد بسيارة "الكلوندستان" لإقالته إلى مستشفى الصبحة أو بوقادير، بتسعيرة باهظة جدا غالبا ما تصل إلى حدود 2000 3000 دينار جزائري أما عن النساء الحوامل فالعديد منهن يضعن مواليدهن على قارعة الطريق قبل الوصول إلى المستشفى المذكور ، وحسب شهادات السكان فان بعض الحوامل وضعن مواليدهن على قارعة الطريق والبعض والبعض منهن تعرضن لنزيف وفقدن على إثره موالهن بسبب بعد المسافة بالإضافة إلى الوضعية السيئة والطريقة التي تنتقل بها الحامل إلى الطريق الرئيسي من اجل امتطاء سيارة الكلونستان التي تكون في انتظارها نظرا للطرق الوعرة التي يصعب تنقل المركبات بها وأمام استمرار مثل هذه المعاناة وفي ظل حرمان السكان من الماء والطريق والعيادة، وأدنى ضروريات الحياة يطالب سكان أولاد احمد السلطات المحلية لبلدية المصدق و والي ولاية الشلف التدخل العاجل لانتشالهم من الحياة البدائية ومنحهم حقوقهم الشرعية والبسيطة كالطريق والمرافق الضرورية وهذا لرفع الغبن عنهم .