بهذا الصدد أعرب معظم سكان القرية، عن استيائهم الشديد من الجهات المعنية إزاء انتهاجها لسياسة ‘'اللامبالاة والتجاهل'' حيال انشغالاتهم، مؤكدين أنهم قاموا بتقديم عدة شكاوي إلى المسؤولين من أجل التدخل وتسجيلهم ضمن المناطق المعزولة والتي هي بجاحة ماسة إلى مشاريع تنموية لكن دون جدوى، فالوضع يزداد تدهورا يوما عن آخر في ظل افتقارها إلى أدنى متطلبات الحياة، حيث مازالوا يعيشون حياة شبيهة ‘'بالحياة البدائية'' لا تمت بصلة إلى الوقت الراهن الذي نعيشه اليوم. وعلى الرغم أنها تشهد كثافة سكانية معتبرة غير أنها بعيدة كل البعد عن اهتمام المسؤولين الذين لم يجدوا سوى الصمت كرد على انشغالات هؤلاء السكان على حد تعبيرهم. اهتراء طرقات القرية أولى المشاكل... أصعب المشاكل التي يتخبط فيها سكان قرية « تولموث « ببني عمران حسب تصريحاتهم هي الوضعية الكارثية التي آلت إليها معظم طرقاتها، حيث أصبحت تشهد حالة جد مهترئة أين يجد هؤلاء صعوبة كبيرة في السير بها، خاصة خلال فصل الشتاء أين يزداد الوضع تعقيدا، حيث تتحول معظم الشوارع والطرقات إلى أوحال وبرك مائية تعرقل حركة السير بالنسبة للراجلين وحتى أصحاب المركبات الذين عبروا بدورهم عن تذمرهم من الوضعية التي أصبحت تشكل خطورة بالغة على مركباتهم التي كثيرا ما تصاب بأعطاب تكلفهم الكثير. الانقطاعات المتكررة للمياه يؤرق السكان مشكل آخر لا يقل حدة عن سابقه أرهق كاهل العائلات القاطنة بالمنطقة وزاد في حجم معاناتهم، تمثل في الانقطاعات المتكررة للمياه والتي تزداد حدتها في فصل الصيف، لتبدأ بذلك رحلة التنقل إلى المناطق المجاورة والأماكن العمومية بقطع مسافات بعيدة لجلب هذه المادة الحيوية وسد حاجتهم اليومية، ومنهم من يلجأ إلى شراء صهاريج مائية بأثمان باهظة. فيما تلجا العائلات المعوزة الى اتباع الطرق البدائية لجلب المياه و ذلك عن طريق اظهر الحمير حيث إنهم يجلبون مياها لا يعرفون مصدرها و التي في الكثير ما تكون عكرة و لا تصلح للاستعمال سواء للطهي آو للشرب.. ...و انعدام غاز المدينة القطرة التي أفاضت الكأس بالإضافة إلى مشكلة غياب غاز المدينة المعروف بغاز ‘'دوفيل''، هذا الأخير يشكل معاناة حقيقية لدى السكان لاسيما في الموسم الشتوي أين يزداد الطلب على غاز ‘'البوتان''، باعتبار أن المنطقة تشهد برودة شديدة خلال الشتاء، ومشاكل السكان لا تتوقف عند هذا الحد فانتشار الأوساخ والنفايات على مستوى أزقة وشوارع المنطقة والتي تكون متراكمة حينا ومتناثرة حينا آخر ضايقت السكان بشكل كبير، حيث أبدى السكان في هذا الصدد قلقهم وانزعاجهم من هذه الوضعية التي أصبحت من أهم مميزات القرية ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة والحيوانات الضالة التي أصبحت مصدر إزعاج لهؤلاء. مشكلة انتشار النفايات بأزقة وشوارع القرية، ضايقت السكان ودفعت بهم إلى مطالبة السلطات بتوفير مفرغة عمومية تمكنهم من رمي نفايتهم المنزلية بطريقة منظمة أو بتوفير حاويات أمام تجمعاتهم السكنية، بالإضافة إلى توفير أعوان النظافة حتى تتمكن المنطقة من استرجاع وجهها الجمالي الذي فقدته منذ سنوات خلت. ونظرا لهذه المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها سكان قرية « تولموث « ببلدية بني عمران جنوب شرق ولاية بومرداس يناشد هؤلاء السلطات البلدية والولائية إدراج هذه المنطقة في البرنامج التنموي الذي من شأنه تحسين مستواهم المعيشي وفك العزلة التي يعيشونها منذ سنوات طويلة، على الرغم من قرب المنطقة من عاصمة البلاد. رامي. ح