لماذا يقع فنانون مصريون في مصيدة البلطجية؟ هل الأمر مقصود أم أنه مجرد مصادفة بسبب الانفلات الأمني الذي تشهده مصر في أعقاب ثورة 25 يناير؟.. دينا فؤاد، الإعلامية منى سلمان المذيعة في قناة «الجزيرة»، ميار الغيطي وغيرهن من فنانات تعرضن للضرب والسرقة وما زلن يعانين آثار ذلك من دون أن يبادر أحد إلى إرجاع حقهن إليهن. كانت ميار الغيطي تسير مرتديةً ملابس محتشمة في منتصف النهار في طريقها إلى الجامعة حيث تستكمل دراستها، عندما فوجئت بثلاثة بلطجيّة اعتدوا عليها وسرقوا السيارة والمصوغات الذهبية التي كانت بحوزتها. تستغرب ميار تعرضها لمثل هذا الحادث، فهي كانت في الطريق إلى الجامعة في منتصف النهار، إضافة إلى أن المكان الذي تقوم فيه الجامعة مليء بمنشآت مهمة تفرض حضوراً أمنياً دائماً، ومع ذلك لم يساعدها أي من رجال الأمن. لم تجد ميار مبرراً للعنف الذي ظهر من البلطجية تجاهها، خصوصاً أنها استجابت لمطالبهم وتركت لهم السيارة والمصوغات الذهبية. انتابها بعد هذه الحادثة شعور بالخوف وبالحاجة إلى راحة طويلة لتخرج مجدداً من منزلها. تؤكد ميار أنها لم تكن مقصودة شخصياً لأن البلطجية لم يتعرفوا إليها، إنما الحادث هو صورة عن الفلتان الأمني الذي يسيطر على الشارع المصري. سطو مسلح ليلا في الأيام الأولى لثورة 25 يناير، اقتحم فارّون من السجن منزل الفنانة دينا فؤاد بهدف السرقة، وكادوا أن يعتدوا عليها مستغلين الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد، إلا أن الجيران أنقذوها من أيديهم وتمكنوا من إلقاء القبض على بعضهم. لن تنسى دينا الموقف الذي تعرضت له، خصوصاً أنها كانت تؤيد الثورة وتشعر بأن الشعب بدأ يعرف حقوقه جيداً، لكن هذه التجربة أثارت في قلبها الخوف على نفسها وعلى أسرتها إلى درجة أنها أصبحت تخشى السير ليلا بمفردها. الجميلة والوحوش هاجم ثلاثة من البلطجية الفنانة بسمة في نهاية شهر رمضان الماضي، أثناء قيادة سيارتها ليلاً وبرفقتها الناشط السياسي عمرو حمزاوي في طريقهما للقاء ناشطين حزبيين، فسرقوا هاتفيهما المحمولين وكومبيوتراً محمولاً. لم يستطع البلطجية قيادة السيارة كونها حديثة فأجبروا بسمة على قيادتها وتعليمهم طريقة التعامل معها قبل أن يتركوها وحمزاوي في منطقة مهجورة من دون التعرض لهما. أصيبت بسمة بصدمة عصبية وبقيت أياماً لا تقوى على الخروج من منزلها. الطريف أن البلطجية لم يتعرفوا إلى شخصية بسمة أو عمرو حمزاوي وتعاملوا معهما كمواطنين عاديين، وكشفت الحادثة قصة الحب التي تجمع بين بسمة وحمزاوي. تعرّفت بسمة إلى الجناة بعدما تمكن رجال الشرطة من ضبطهم، لكنها لم تستعد سيارتها التي غيروا لونها وباعوها، ويفترض أن تتسلمها بعد انتهاء القضية مع الجناة المسجونين احتياطياً على ذمة التحقيق. حادث مدبر طارد بعض البلطجية الإعلامية منى سلمان أثناء خروجها بالسيارة برفقة زوجها من استوديوهات قناة «الجزيرة مباشر من مصر»، في مدينة الإنتاج الإعلامي في منطقة 6 أكتوبر، وسرقوا السيارة. حررت سلمان محضراً في قسم الشرطة، لكنها لم تستعد سيارتها لغاية اليوم ولم يُلقَ القبض على الجناة الذين فروا، ما دفع البعض إلى اعتبار الحادث مدبراً، خصوصاً أنه وقع قبل أيام من قرار السلطات المصرية إغلاق مكتب قناة «الجزيرة». كذلك تعرّضت الفنانة الشابة إيمان العاصي لبلطجة من نوع آخر، إذ خطف طليقها ابنتهما الوحيدة، فأبلغت الشرطة التي لم تصل إلى نتيجة مع زوجها وانتهى الأمر بحل ودّي بعد تدخل الأصدقاء المشتركين بينهما.