أريد أن أسجل شهادتي لوجه الله كمواطن مصري شاركت ولازلت أشارك في التظاهرات المطالبة برحيل مبارك وتغيير النظام. لقد تأكدت يقيناً أننا بصدد دولة قمعية بكل معنى الكلمة، تقمع حرية التعبير بكل ما أوتيت من قوة، وعلى استعداد أن تحرق مصر بالكامل في سبيل إبقاء كراسي صدئة، ومصالح ملوثة بالفساد والظلم والبلطجة. والأدهى أنهم يقومون الآن بزرع الشقاق بين المصريين، منتهزين "التلاشي" الأمني الذي على أقل تقدير هم على علم به إن لم يكونوا ضالعين في تدبيره. أنا فعلاً في منتهى العجب ممن تتعالى أصواتهم الآن بأن "نلم الدور" و "كفاية كده عشان مصر ما تخربش" و "المظاهرات هي السبب".. وكأن المُطالب بحقه في حياة كريمة والصادح بكلمة الحق هو السبب في التخريب الذي حدث ولا يزال يحدث، سأكتفي ببعض النقاط التي أود أن أذكِّركم بها. حقائق هامة وقف شرفاء مصر يطالبون بحريتهم، وهو مطلبٌ شرعي بموجب كل الدساتير في العالم، وبشكل سلمي، فإذا بالأمن يقابلنا بالضرب والإهانة والسحل دون تفريق بين كبير وصغير.. وأظنكم شاهدتم صورة أ. محمد عبد القدوس وهو يُجذب على الأرض بشكل مهين..أظنكم علمتم واقعة ضرب المخرج عمرو سلامة.. فما بالكم بضرب واعتقال بل وقتل العشرات من الشباب العزّل الأبرياء. يوم الجمعة 28 يناير، فجأة تنسحب كل عناصر الشرطة بشكل كامل من كل أنحاء مصر. طيب إذا قال لي أحدكم بأنهم انسحبوا نظراً لضغط المتظاهرين عليهم.. إذا سلمنا جدلاً بهذه الفرضية وهي بالتأكيد هراء، فما رأيك بانسحاب الشرطة من السجون وفتحها بالكامل وإخراج كل المساجين.. علماً بأن أقرب سجن يبعد عن وسط القاهرة عشرات الكيلو مترات؟ تبدأ أحداث السلب والنهب بشكل منظم وغريب، طيب سيقول أحدهم إنهم البلطجية والحرامية الذين فعلوا هذه الأفعال وليس عناصر الأمن.. السؤال: وهل يستطيع هؤلاء المخربون إحداث هذه الأفعال في وجود الأمن؟... إن مجرد انسحاب الأمن- غير المبرر بأي حال من الأحوال- هو بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للمجرمين والبلطجية لإحراق مقدرات الأمّة. يظل المصريون قرابة الست ساعات يتابعون الأخبار في القنوات الإخبارية غير المصرية.. وتصريحات قيادات دول العالم.. وتعليقات الخبراء من كل الدول.. في حين يعرض التلفزيون المصري الأفلام الكوميدية وبرامج المسابقات.. ولا وجود لبيان من رئيس الدولة تعليقاً على ذلك اليوم الدامي الذي انتهى بأعمال النهب والسلب.. هل هذا سلوك يعبّر عن حكمة وسِعة الأفق لرئيس دولة بحجم مصر؟ يتم قطع شبكات الإتصال للتليفون المحمول عن المصريين لمدة يوم كامل وكأننا مجموعة من الخِراف لا تكترث بهم ولا بمرضاهم ولا باستغاثاتهم. يتم قطع شبكة الإنترنت قرابة الأسبوع ونعود بذلك إلى عصر الثمانينيات. يتم التضييق الأمني على الصحفيين والمصورين من كل وكالات الأنباء العالمية، وإغلاق مكتب قناة الجزيرة ومطاردة طاقمهم العربي والأجنبي.. طيب.. إذا تصدّق أنهم عملاء ويقومون بشحن المصريين وتسخينهم.. أستحلفك بالله أن تتابع أخبار البي بي سي، أو أية قناة إخبارية غير مصرية. كنت في ميدان التحرير يوم الإثنين، وسط 30 ألفاً على أقل تقدير نهتف بحقوقنا.. في حين يؤكد التلفزيون المصري أن الأمن مستتب وأن هناك على أقصى تقدير 3000 متظاهر! لن أسرد كمَّ الكذب والخداع الذي قام ولا يزال يقوم به التلفزيون المصري بقطاعيه الخاص والعام.. لأنني أظن أنه لا يخفى ذلك عن أحد. تعرّض شرفاء مصر لأبشع عمليات الترهيب والترويع والقتل من مجموعات منظمة من البلطجية والذين يساندون الرئيس مبارك بالسكاكين والعصيّ والمطاوي والأحصنة بل والجمال.. في حين هؤلاء الشرفاء عزّل لا يحملون حتى قلم رصاص.. ثم تخرج التصريحات بأن الذي يحدث هو "اشتباكات ومعارك بين طرفين"، كيف لكم أن تقارنوا بين شباب من الأطباء والمهندسين والشيوخ والنساء والأطفال وأساتذة الجامعات والصحفيين، وبين عصابات مسلحة من مناطق عشوائية؟ ثم أخيراً ينجح النظام أن يقسم الرأي العام المصري، إلى درجة أن أسمع بعض الناس يصفوننا بالعملاء والخونة ودعاة التخريب! القائمة البيضاء أخيراً سأذكر أسماء بعض من رأيتهم في ميدان التحرير وبعض من أعلن تضامنه معنا ولم يكن في الميدان.. من تصفوهم بالعملاء والخونة: الإمام العلامة يوسف القرضاوي، الدكتور أحمد زويل، الدكتور سليم العوا، الشاعر أحمد فؤاد نجم، الشاعر فاروق جويدة، الكاتب بلال فضل، الكاتب علاء الأسواني، الصحفي إبراهيم عيسي، الفنان عمار الشريعي، الفنان خالد أبو النجا، الإعلامي محمود سعد، الإعلامي حمدي قنديل، الإعلامية منى الشاذلي، المخرج خالد دياب، الفنان عمرو واكد، الفنان خالد الصاوي، الفنان خالد صالح، المخرج محمد دياب، الشاعر عبد الرحمن يوسف، الدكتور محمد البرادعي، الداعية عمرو خالد، العديد من علماء الأزهر بزيّهم الرسمي ومنهم الشيخ جمال قطب، جورج إسحاق، الكاتب محمد المخزنجي والعديد والعديد لا أستطيع أن أحصيهم فعلاً.. هذا بجانب الآلاف من الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والصحفيين والقضاة والمحامين الشرفاء.. آسف.. سأظل أعتبر من في الميدان هم أشرف الناس في مصر، هم من سيقومون باسترجاع حقوقكم المنهوبة، هم من سيحررون مصر.. مصر المخطوفة من أكثر من ثلاثين عاماً. "الناس من خوف الذل في ذل، ومن خوف الفقر في فقر". * تعرّض شرفاء مصر لأبشع عمليات الترهيب والترويع والقتل من مجموعات منظمة من البلطجية والذين يساندون الرئيس مبارك بالسكاكين والعصيّ والمطاوي والأحصنة بل والجمال.. في حين هؤلاء الشرفاء عزّل لا يحملون حتى قلم رصاص.. ثم تخرج التصريحات بأن الذي يحدث هو "اشتباكات ومعارك بين طرفين"، كيف لكم أن تقارنوا بين شباب من الأطباء والمهندسين والشيوخ والنساء والأطفال وأساتذة الجامعات والصحفيين، وبين عصابات مسلحة من مناطق عشوائية؟