مما لا شك فيه أن قدوم مولود جديد إلى العائلة، حدث يدخل البهجة والفرحة في قلوب جميع أفرادها، كبيرهم وصغيرهم، حيث يصبح ذلك الرضيع، محور اهتمام الجميع، ممن يرغبون في إحاطته بعطفهم وحبهم وحنانهم، ولأن العناية بالمولود الجديد تتطلب كثيرا من الصبر والدقة والحذر في التعامل، نظرا لخصوصية حالته، وإمكانية تعرضه للأذى من أشياء بسيطة، فإن أفراد العائلة غالبا ما يحاولون تجنب كل ما من شأنه أن يعرضه لأي أذى كان، لكن ما نلاحظه أن هنالك الكثير من عاداتنا وتقاليدنا فيما يتعلق بالتعامل مع المواليد الجدد، تسبب لهم نوعا من الأذية، وإن كان ذلك عن غير قصد· وهي إن كانت تبدو للأجيال الجديدة، مجرد عادات خاطئة، وخزعبلات، وخرافات لا أسسا لها، فإنها بالنسبة للجدات وكبيرات السن في العائلة طقوس لا ينبغي تفويتها، وعادات لا يمكن التخلي عنها، وتعتبر واحدة من أهم أساسيات تنشئة الطفل الرضيع، ولعل من ذلك استعمال الكحل، حيث يوضع في العين أو على الحواجب أو في السرة اعتقادا بأن العين والحواجب تكون ثقيلة مستقبلا، رغم أنه من المحتمل أن يمتص الجسم مضاعفات مادة الرصاص الموجودة بأغلب أنواع الكحل التجاري ما قد يصيب الأطفال بالتسمم· ومن العادات الخاطئة الأخرى التي يحذر الكثير من الخبراء منها هي عادات حزام البطن الذي يستعمل لمنع الخلع عند حمل المولود، إذ لا يتطلب الأمر إلا حمله بالطريقة الصحيحة، أما عن قماط الطفل فإن كثيرا من الأطباء أيضا يحذرون منه لأنه يمنع حرية تحرك مفصل الورك ويفضل عدم استخدامه، خاصة وأنه يصعِّب الحركة والتنفس لاسيما في فصل الصيف· ومن تلك العادات أيضا تدليك جلد الطفل بالملح اعتقاداً بأن ذلك يزيل الأوساخ ولكنه خطير وقد يؤدى إلى جفاف الأطفال، ويضر ضررا بالغا بالطفل وقد يسبب الصوديوم الموجود بالملح نزيفا دماغيا ومضارا أخرى كثيرة· وتقوم بعض الأمهات بإعطاء المسهلات لأطفالهن بين فترة وأخرى لتنظيف البطن وهذا خطأ فادح وقد يؤدى إلى جفاف الطفل وتعرضه للخطر أو إعطائه بعض أنواع السوائل الخاصة بمساعدته على النوم وهو ما قد يعرض الجهاز العصبي للطفل لأخطار شديدة· والغريب كذلك أن هنالك من يقوم، وهي حركات نراها مرارا مع المواليد الجدد، بعصر ثدي الطفل لأنه منتفخ وهو ما يسبب أوراما وتعفنات، لذا يجب تركه وسيختفي عند الأسبوع الثامن· أما فيما يخص العناية بسرة الرضيع أو المولود الجديد فإنه على الأم مسحها بالقطن المشبع بالكحول مرة واحدة يوميا أما فتق السرة فينتهي عند السنة الثانية وإن لم يختفِ يجب مراجعة الطبيب· ومن العادات السيئة كثرة تقبيل الأطفال، مما قد ينقل إليهم العدوى سواء عن طريق الجلد أو الجهاز التنفسي· ولعل هذه بعض الأخطاء الشائعة الكثيرة في التعامل مع المواليد الجدد التي ترتكبها الكثير من الأمهات إما عن جهل أو لأنهن يكن مضطرات لقبولها لأنها تتم من طرف جدات الطفل ولا يمكنهن منعُهن من ذلك، ومع ذلك فإن بعضا منها قد شكل فعلا خطورة حقيقية على الطفل، حسب آراء الأطباء والخبراء والمختصين في هذا الإطار، وإن كانت بعض الأمهات أو الجدات، يخالفننا الرأي، ويؤكدن أنهن قد ربين أبناءهن جميعا انطلاقا من هذه العادات، دون أن يحصل لهم أي مكروه يذكر·