أفادت مصادر من مديرية الفلاحة بولاية تيزي وزو، أن مصالحها قد سجلت خلال الموسم الجاري انخفاظا محسوسا في إنتاج العسل عبر إقليم الولاية حيث قدرت ذات المصادر هذا الانخفاض بما يقارب 57بالمائة، و ذلك بجني 1352 قنطارا فقط مقابل 2109 قنطار سجل إنتاجها الموسم المنصرم، وذلك لأسباب عديدة سبق لمربي النحل وان رفعوها للجهات المعنية لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار . الانخفاض المحسوس في إنتاج مادة العسل عمل على التهاب أسعارها حيث بلغ الكلغ الواحد عتبة 3 إلى 4 الا دج في بعض المناطق التي يرتفع فيها الإقبال على طلب هذه المادة الصحية والكثيرة الاستعمال لمواجهة الأمراض الموسمية المنتشرة خاصة في فصل الشتاء على غرار الأنفلونزا الموسمية، التهاب اللوزتين و بعض الأمراض الصدرية التي لا يزال علاجها محليا بالطرق التقليدية جاريا وكثير الاعتماد، والى جانب بعض النقائص نجد أن الظروف الطبيعية أثرت كثيرا على تربية النحل على غرار تسجيل ارتفاع كبير لدرجة الحرارة خلال شهري مارس وافريل تلاه تذبذب سقوط الأمطار، حيث تميز الفصل بالتساقط الطوفاني للأمطار أو غيابها و حلول حرارة مرتفعة محلها، الظروف التي أثرت سلبا على عملية الازهرار وبالتالي صعوبة وانعدام إمكانية جمع الرحيق. وأرجعت كذلك نفس المصادر السبب في تعرض هكتارات من الغابات التي تكثر تربية النحل بالقرب منها لعمليات الحرق والتلف ، ما أتى على مصادر تغذيتها وجمع الرحيق لصنع العسل، و بالرغم من انخفاض المردودية المسجلة خلال الموسم الجاري بسبب ظروف طبيعية بحتة، تجدر الإشارة إلى أن تربية النحل بولاية تيزي وزو تعرف اهتماما كبيرا من طرف الجهات الوصية، وإقبالا واسعا من طرف الفلاحين حيث تتميز تيزي وزو بإنتاج العسل بتربية النحل المنتج وكذا تتخصص في تربية النحل لإنتاج قفيره أو الأسراب التي تباع إلى الولايات المجاورة من اجل إنتاج العسل، حيث تتوفر الولاية على 21 نقطة إنتاج لهذا الشأن و تشهد هذه العملية تحسنا ملحوظا من سنة لأخرى، حيث بلغ الإنتاج خلال السنة الجارية 65 الف قفير فيما كانت لا تتعدى 45 ألف قفير في المواسم الماضية ويذكر أن سعر القفير الواحد للنحل يبلغ 1600دج. و قد تم خلال السنة الجارية توزيع عدد معتبر من الخلايا على الفلاحين والمربين المستفيدين منها على وجه الخصوص، في إطار برنامج التنمية الريفية المدمجة، و برغم هذه المجهودات التي تبذلها الدولة في سبيل التحسين والرفع من مردودية إنتاج مادة العسل على مستوى ولاية تيزي وزو التي تحتل المراتب الأولى وطنيا، من حيث كمية الإنتاج، تبقى الآثار السلبية للطبيعة مطروحة وبشدة ما دفع بالسلطات المعنية لاتخاذ تدابير واحتياطات من شانها الحفاظ وحماية اكبر قدر ممكن من خلايا النحل التي تحويها الولاية، وذلك من اجل إبقاء ارتفاع نسبة الإنتاج، حيث تتوقع هذا الموسم إنتاج ما يزيد عن 2220 قنطار من العسل. من جهة أخرى يبلغ عدد الخلايا النحلية التي تحويها الولاية 100الف خلية، من شانها الارتفاع بعد استخراج ما لا يقل عن 45 ألف قفير من الخلايا الحالية، ولتطوير عملية إنتاج العسل، وما تعلق به تسعى سلطات قطاع الفلاحة، إلى إنتاج الهلام الملكي الذي يعد ذو أهمية صحية بالغة .