تسجيل 220 ملم من الأمطار هذا الموسم مقابل 400 ملم العام الماضي إستحدثت مديرية المصالح الفلاحية لولاية وهران مؤخرا لجانا خاصة لتحديد المساحة المتضررة من ظاهرة الجفاف التي مست بلديات الولاية على غرار الجهة الغربية من الوطن هذا العام وذلك في ظل شح السماء، بالرغم من تساقط كميات معتبرة في أواخر شهر أفريل المنصرم وبداية شهر ماي الجاري، بحيث بلغت كمية الأمطار المتساقطة خلال هذه الفترة الممتدة من 24 أفريل الى غاية 3 ماي 60 ملم وهو ما يصل الى 220 ملم من كمية الأمطار المتساقطة خلال هذا الموسم. ومن جهته أكد مدير المصالح الفلاحية لولاية وهران السيد ميدون محمد بأنّ النسبة الحقيقية لتأكيد ظاهرة الجفاف في أي بلدية ينبغي أن تساوي أو تفوق نسبة 60٪ ومن هذا المنطلق يتم الإعلان عن الجفاف. وفي ذات السياق تجدر الإشارة الى أنّ مديرية المصالح الفلاحية لولاية وهران قامت مؤخرا بمراسلة جميع البلديات لا سيما منها ذات الطابع الفلاحي وذلك لتحديد نسبة الجفاف بها، وفي ذات الشأن أكدّ المسؤول الأول عن القطاع بالولاية بأنّ المعدل السنوي للأمطار قليل هذا العام مقارنة بالموسم الفلاحي في الماضي، أين تمّ تسجيل كمية معتبرة من الأمطار تتراوح ما بين 350 ملم و400 ملم، كما أبرز مصدرنا بأنّ الإستخلاص الأولي يدل على موسم فلاحي ضعيف، لكن بالنسبة للحبوب فقط، وذلك لأنّ عملية سقي الخضر لا تعتمد على مياه الأمطار فقط وإنّما تستنجد في حالة الجفاف بمياه الآبار والينابيع، وحسب محدثنا فإن الأمطار الأخيرة أتلفت بعض الحبوب مثل الشعير وكذلك مادة القمح بنوعيه، كون هذه الأخيرة لم تكن بحاجة الى أمطار، فيما كان بعض أنواعها بحاجة الى عملية من الأمطار أثناء عملية زرعها، وفي ذات الصدد أضاف محدثنا بأنّ هناك أنواعا كثيرة من الخضر إستفادت من كمية الأمطار المتساقطة مؤخرا من بينها مادة الجلبانة، الفلفل الأخضر الزيتون، أشجار الفواكه، الحبوب الجافة بما فيها الحمص، الفاصولياء، العدس، الى غير ذلك من الحبوب، وكل ماهو أخضر بالنسبة للخضار. ... الكارثة وبالتالي فظاهرة الجفاف تعتبر من أخطر التغيرات المناخية والذي يعدّ تحديا كبيرا للإنسان والحيوان على حد سواء، إذ يتمثل في قلة الأمطار وغزارة الينابيع وتعدّ هذه الظاهرة التي تحدث بشكل متكرر في معظم أنحاء العالم، والتي سجلها التاريخ في العديد من الأحداث المرتقبة في كل عام. إنّ موجه الجفاف ناتجة عن تراجع معدلات الهطول المطري والذي يؤدي بدوره الى إنخفاض نسبة مياه الري، بما في ذلك مستوى مياه الآبار، علما أنّ إستمرار الجفاف لا يبشر بإنتاج جيد من حيث المحاصيل المزروعة، مما يؤدي الى إنعدام المراعي وتدهور غطائها النباتي، وبالتالي حرمان الأغنام من تأمين كفايتها من المراعي الطبيعية، ممّا يؤثر أيضا على إنتاج مادة الحليب ومشتقاته. فإنحباس الأمطار يؤدي بطبيعة الحال الى إنخفاض معدلات مياه الري وكذا إنخفاض مستوى المياه بالآبار، وبالتالي يمكن القول بأن إستمرار ظاهرة الجفاف يؤثر على الإنتاج النباتي والحيواني كثيرا ولا يبشر بإنتاج جيد من المحاصيل المزروعة ما ينعكس سلبا على دخل المزارع والحياة الإجتماعية، كما يؤدي إستمرار إنحباس الجفاف الى إنعدام المراعي وتدهور غطائها النباتي وبالتالي حرمان الأغنام من تأمين كفايتها من المراعي الطبيعية، فهذه الظروف دفعت بالمربين الى زيادة طلبهم على المواد العلفية المركزة للحفاظ على حياة الثروة الحيوانية ممّا أدّى الى إرتفاع أسعارها في السوق، وهو ما أثر على عدد الثروة الغنمية نتيجة إقدام بعض المربين وخاصة الذين يملكون أعدادا قليلة الى التخلص من أغنامهم عن طريق بيعها بأسعار منخفضة جدا عن أسعارها الحقيقية، وبالتالي تراجع أعداد المربين في البوادي والقرى والأرياف. كما أشرنا آنفا فإنّ هذه الظاهرة التي تمس العالم أجمع تؤدي الى صعوبة تأمين المواد الغذائية، علما أن هذا قد سبق وحدث في بعض مناطق العالم، كما تؤدي الظاهرة أيضا الى تراجع أحوال الأسر المعتمدة في معيشتها على القطاع الزراعي والحيواني. فأزمة الجفاف وأيا كانت المنطقة التي مستها بحاجة الى وجود إستراتيجية وخطط طويلة الأمد تساعد على مواجهة الجفاف وتدعيم البنى التحتية، وتتمثل هذه الخطط في توعية المجتمعات المعنية بخطر الجفاف وتأثيره الكبير والمباشر، فضلا عن التحسيس بأهمية المياه المتوفرة حاليا وكيفية الحفاظ عليها، زيادة على إستخدام تقنية الري الحديثة في سقي المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، هذا بالإضافة الى الحفاظ على مياه الآبار وعدم إستخدامها عشوائيا، وتجميع مياه الأمطار خلال فصل الشتاء وإستخدامها في فصل الصيف وذلك بغية الإستفادة منها في ري المحاصيل والأشجار المثمرة. وفي ذات الشأن أبرز مدير المصالح الفلاحية لولاية وهران أنّه من المرتقب أن تنخفض أسعار الأعلاف هذا العام، وذلك لأن هناك من الفلاحين من تخوّفوا من مصير إنتاج حبوبهم بما فيها الشعير والقمح بنوعيه فقاموا بتحويلها الى أعلاف. - الماشية باهظة رغم.... وفي ذات السياق أفاد أحد الفلاحين بولاية وهران أنّ أسعار الأعلاف قد عرفت إنخفاضا محسوسا مؤخرا، بحيث كانت تبلغ خلال أشهر قليلة فقط 500دج للغرمة الواحدة هذه الأخيرة التي يبلغ وزنها 20 كيلوغراما، أما هذه الأيام فقد وصل ثمنها الى ما بين 300دج و350دج لكن وبالرغم من تحجج الموالين في كلّ مرّة من غلاء أسعار الأعلاف التي ينتج عنها إرتفاع أسعار الماشية. إلا أنّ إنخفاض أسعار الماشية مرتفعة لأنّه وبطبيعة الحال سيبحث الموالون عن سيناريو آخر لتبرير إرتفاع أسعار رؤوس الماشية لاسيما مع اقتراب عيد الأضحى المبارك. وما تجدر الإشارة إليه أنّ الموسم الفلاحي 2008-2007 تميّز بجفافه، على عكس الموسم 2010-2009 الذي كان جيّدا لتترقب المصالح المعنية تسجيل جفاف نسبي خلال الموسم الفلاحي 2011-2010 علما أنّ الموسم الفلاحي يبدأ من شهر أكتوبر من كلّ سنة، لينتهي خلال نفس الفترة وخلال نفس الشهر. وفي ذات الشأن أفادت مصادر مسؤولة من مديرية المصالح الفلاحية لولاية وهران أنّه تم إنتاج 550.943.00 قنطار من الحبوب خلال الموسم الفلاحي الفارط 2010-2009 وهو ما فاق الإنتاج الذي كان مسجلا على عقد النجاعة فيما بلغ انتاج الأعلاف 260.482 قنطار أما الحبوب الجافة فقد بلغ إنتاجها 5800 قنطار مقارنة ب 5600 قنطار كانت مسجلة بعقد النجاعة، فيما وصل انتاج مادة البطاطا خلال ذات الموسم الى 51.240 قنطار، أما عن البصل فقد بلغ إنتاجه 15.500 قنطار ليصل إنتاج مادة الكروم 35.000 قنطار مقارنة بما جاء في عقد النجاعة أي تسجيل إنتاج 24.000 من مادة الكروم، أما عن إنتاج مادة الزيتون فقد فاق كلّ التوقعات خلال الموسم الفلاحي الفارط ب 68.000 قنطار مقارنة بما جاء في عقد النجاعة 46 ألف قنطار أما إنتاج اللحوم الحمراء فقد وصل الى 24.000 قنطار و67.800 قنطار من اللحوم البيضاء، وكذا إنتاج 22.885 لتر من مادة الحليب مقارنة بما تم تحصيله بعقد النجاعة أي 18.941 لتر. - ماذا عن الموسم الجاري؟! بالإضافة الى إنتاج قرابة 62 مليون وحدة البيض، وإنتاج 137 قنطارا من مادة العسل بحيث تم تسجيل بعقد النجاعة إنتاج 100 قنطار فقط من مادة العسل، أما عن مادة الصوف فقد تم إحصاء انتاج 1527 قنطار وبالتالي نستطيع القول بأنّ الموسم الفلاحي الفارط كان ناجحا مقارنة بالذي قبله أي 2009-2008 بحيث تم إنتاج خلاله 669.063 قنطار من الحبوب، و211.735 قنطار من الأعلاف و1020 قنطار من الحبوب الجافة بالاضافة الى 55.500 قنطار من مادة البطاطا، وكذا إنتاج 8000 قنطار من مادة البصل، الذي كان عقد النجاعة يترقب إنتاج 13.200 قنطار من مادة البصل فقط زيادة على تسجيل مردود ب 27.300 قنطار من مادة الكروم، و17.320 قنطار من الحمضيات، فضلا عن 25.400 قنطار من مادة الزيتون بينما كان من المتوقع أن يتم انتاج 36.400 قنطار من ذات إنتاج خلال ذات الموسم الفلاحي 20.400 قنطار من اللحوم الحمراء و48.100 قنطار من اللحوم البيضاء وكذا إنتاج 19.800 لتر من مادة الحليب، وتسجيل إنتاج 35 مليون وحدة من البيض و210 قنطار من العسل، زيادة على 1570 قنطار من مادة الصوف. وبالتالي يبقى من المرتقب أن يتم تسجيل إنخفاضا في الانتاج خلال الموسم الفلاحي 2011-2010 لاسيما اذا ما يتعلق الأمر بإنتاج الحبوب، بإعتبار ان الخضر تعتمد في عملية السقي على وسائل اخرى كالآبار مثلا لتبقى أسعار الخضر والفواكه مرتفعة سواء تعلّق الأمر بالموسمية أو غيرها، ولا نستطيع في هذه الحالة أن توجه أصابع الإتهام للفلاح، وإنّما غياب المراقبة من طرف المصالح الوصية هو العامل الرئيسي وراء إلتهاب أسعار بعض المواد وهذا راجع الى جشع التجار وتهافتهم وراء الرّبح السريع، ليبقى بالتالي المواطن هو ضحية تقاعس أعوان التفتيش الذين يمارسون مهامهم بسوق الأوراس (لاباستي) سابقا فقط بإعتباره الأقرب من مديرية التجارة!!! وليبقى في الأخير الجفاف الخطر الحقيقي القادم الذي ينبعي أن ننتبه إليه ونحافظ على كلّ قطرة ماء موجودة عندنا.