إذا كان سائقو "الكلوندستان" في بعض المناطق، سببا لاستياء المواطنين واستنكارهم، وإزعاجهم في بعض الأحيان أيضا، فإنهم في مناطق أخرى يعتبرون هدايا مقدمة من السماء على أطباق من ذهب، بالنسبة لبعض المواطنين الذين يشتكون من قلة أو انعدام وسائل النقل على مستوى الأحياء التي يعشون فيها، أو المناطق التي يرغبون بالذهاب إليها، وعليه فإنهم يرون في "الكلوندستان"، لاسيما الذين يعملون بنظام المكان الواحد نعمة، لا يرجون زوالها، إلا في حالة واحدة، وهو تدعيم أحيائهم بخطوط نقل نظامية، ومتوفرة على مدار الساعة. فسكان حي عدل بعين المالحة مثلا، والذين منذ أن تم ترحيلهم إلى ذات المكان بعين النعجة، يضاف إليهم بقية العائلات التي تم ترحيلها خلال الفترة الأخيرة إلى السكنات الاجتماعية بذات الحي، يشتكون من الانعدام التام لوسائل النقل، التي قد تقلهم إلى أحيائهم المذكورة، لاسيما وأنها بعيدة عن مركز المدينة، ويحتاجون لمن لا يملكون سيارات خاصة إلى التنقل لعين النعجة لقضاء مختلف مصالحهم، أو التوجه إلى مدارسهم وأماكن عملهم، واستقلال بقية وسائل النقل، أو التوجه إلى البلدية والسوق والمسجد والمستوصف وغيرها من المصالح الأخرى، ولا يمكن لأي منهم أن يقوم بكل ذلك، سيرا على قديمه، نظرا للمسافة البعيدة. وعليه فان توفر سائقي سيارات "الكلوندستان" أمر عادي وطبيعي، ويتم أحيانا أمام مرأى السلطات المعنية وكذا قوات الأمن، حيث يعمل هؤلاء مقابل 20 دج للمكان الواحد، من عين النعجة إلى حي عين المالحة، فيما بدا بعض الخواص باستغلال حافلات نقل صغيرة جدا، تستوعب نحو 6 أماكن، بنفس السعر أيضا، ولذات الاتجاه. بالحراش أيضا، يقول بعض المواطنين الراغبين بالاتجاه إلى حي الجبل ببوروبة، من الحراش انه لا حل لهم إلا في سيارات "الكلوندستان" التي تعمل على ذات الخط ومقابل 20 دج أيضا، ولا يجدون إذا ما غابت حلا غيرها، ولذلك فهم يستاؤون جدا في حال ما تم إيقافها، أو حدثت بعض المشاكل لهؤلاء السائقين مع مصالح الأمن، نظرا لانعكاسات ذلك عليهم، في ظل عدم توفر وسائل نقل بديلة تقلهم إلى أحيائهم السكنية، أو تخرجهم منها إلى بقية المناطق الأخرى التي يريدونها. ولا يقتصر الأمر على الأحياء السكنية التي تنعدم بها وسائل النقل، بل إن كثيرا من المواطنين يجدون أن التعامل مع سيارات "الكلوندستان" التي تعمل وفق نظام المكان الواحد حلال مثاليا، حتى بأكثر المناطق والمدن الحضرية التي تتوفر بها وسائل النقل، إنما ونتيجة للاكتظاظ والاختناق المروري، اليومي، فان الحافلات لا تكفي ولا حتى سيارات الأجرة، ما يجعلهم مجبرين على الصعود مع "الكلوندستان" الذي يتوقف أمامهم عارضا خدماته عليهم، وبسعر مغر للغاية، عوض أن يقضوا الساعات الطوال في محطات الانتظار.