لا يجد الكثير من المواطنين في بعض المناطق والأحياء السكنية، حلا لتنقلاتهم، في ظل قلة أو انعدام وسائل النقل الموصلة إلى أحيائهم، غير سيارات "الكلوندستان" أو "الفرود" التي تبقى الوحيدة المتوفرة أمامهم، خاصة للذين قد لا يتمكنون من قطع مسافات طويلة من المحطات التي تتوقف بها الحافلات التي يأتون فيها، مشيا إلى منازلهم، الأمر الذي يجعلهم مجبرين على استقلال سيارات "الكلوندستان" في كل الأحوال، وتختلف التسعيرات من منطقة إلى أخرى ولكنها تتراوح أحيانا ما بين 20 إلى 30 دج، فيما قد تصل في مناطق أخرى إلى حوالي 100 دج، وهذا ما هو حاصل على مستوى حي عين النعجة مثلا، حيث لا يجد سكان عين المالحة سواء القاطنون بالحي الفوضوي أو بحي عدل، غير "الكلوندستان" لتنقلهم، خاصة وان حافلات النقل الجماعي غير متوفرة إلى الحيين المذكورين. تقول إحدى السيدات وهي تقطن بحي "عدل" منذ نحو السنة، أن السكنات مريحة، وأن المكان مستقبلا قد يتحول إلى حي من أرقى الأحياء بالعاصمة، ولكن المشكل الوحيد الذي يعانون منه هو مشكل النقل من وإلى أحيائهم، إذ أنهم يستغرقون حوالي النصف ساعة وأحيانا أكثر لمن لا يقدرون على المشي في الخروج والعودة من والى الحي، خاصة وان الأشغال لم تنته به بعد، ولم يتم إدراج بعض وسائل النقل منه وإليه، ولذلك فإن الحل الوحيد الذي صار متاحا أمامهم، هو سيارات "الكلوندسيتان" التي تفطنت لهذه الفكرة، وقام البعض بالتخصص في النقل من وإلى الحي المذكور، في مقابل 20 إلى 30 دج للمكان الواحد، وهو مبلغ ضئيل يريح هؤلاء السكان من مشاق ومعاناة التنقل إلى حيهم. أما بالمقابل فان سكان الحي الفوضوي، ليست لديهم نفس الفرصة، وإنما هم مضطرون إلى قطع المسافة على أقدامهم بشكل يومي تقريبا، إلا بالنسبة لمن كانوا يحملون أغراضا ثقيلة، أو عادوا لتوهم من السوق، فهم مجبرون على استقلال سيارة "كلوندستان" أيضا ولكن في مقابل مرتفع عن جيرانهم في سكنات "عدل"، إذ يقارب المبلغ 100 دج، ويصل لدى بعض سيارات "الكلونديستان" الآخرين إلى 150 دج، ولا يجد الكثيرون بدا من دفعه بغية الوصول إلى منازلهم، وتجنب كل تلك المشقة والتعب في السير على أقدامهم لما يقارب الأربعين دقيقة كاملة أحيانا، وهو يحملون كل تلك الأغراض. ويأمل السكان سواء القاطنون في سكنات عدل أو في الحي الفوضوي، أن ينتبه بعض ملاك حافلات النقل الجماعي إلى هذه الوضعية ويستثمروا في خطوط النقل إلى تلك الأحياء في مقابل معقول، خصوصا وأنهما يعرفان كثافة سكانية عالية ومن شانهما أن يدرا أرباحا معقولة على أصحاب تلك الحافلات، وهي فكرة تبقى تدور في رؤوس الكثيرين، علها تتجسد لهم يوما على ارض الواقع.