لازالت فئة المختلين عقليا من بين الفئات المنبوذة في مجتمعنا بدليل حالة التشرد التي تتجرعها فوق الأرصفة ومختلف المساحات والأماكن العمومية بكل ما يتربص المواطنين من خطورة على مستواها لاسيما من طرف من تطبع سلوكاتهم تصرفات عدوانية وهو ما تعيشه بلدية الحطاطبة بولاية تيبازة في الآونة الأخيرة على وقع مطاردة عنيفة ولا يزال حديث الشارع الحطاطبي في الوقت الراهن، أحدثها شابان مصابين بانهيار عصبي في حق المواطنين والمارة من الأطفال والشيوخ حسبما أكده مصدر موثوق من الحماية المدنية بوحدة الحطاطبة على مستوى الطريق الوطني رقم 67 بحيث ينتمي المختل الأول إلى عائلة "ب" وهو في مقتبل العمر، أحيل إلى مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى فرانس فانون بالبليدة منذ بضعة أيام، لتلقي العلاج الضروري بعد أن صنع زرع الرعب والخوف في النفوس باعتدائه على المواطنين و المارة في ظل الشكاوي المقدمة لدى رئيس البلدية ومصالح الأمن من قبل الضحايا، قبل أن يفر نحو وجهة مجهولة في الوقت الذي لا يزال أفراد عائلته بالحطاطبة بصدد البحث عنه لإعادته إلى مستشفى البليدة. أما الثاني فيتعلق الأمر بالمدعو "ا. م" البالغ من العمر38 سنة والذي تطبعه سلوكات عدوانية أعلنها ضد المواطنين وحتى العائلة بحيث رفض تماما نقله إلى مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، رغم أن رئيس البلدية عمل المستحيل تحت ضغط شقيقه "ع م" الذي أوصى بضرورة وضع حل لشقيقه بسبب سلوكاته العدوانية التي بات يطلقها في الشارع ضد المارة والسكان المجاورين للحي الغربي بالحطاطبة بعد إصابته بانهيار عصبي، فحسب شقيقه الأكبر فان أخاه المصاب بانهيار عصبي حاد والذي تكفل به بعد وفاة والديهما لم يكن كذلك وان مشكل عدم نقله إلى مستشفى فرانس فانون بالبليدة زاد من تأزيم حالته النفسية بعد أن رفض مدير وحدة الحماية المدنية بالحطاطبة نقله، بدعوى أن المريض عنيف جدا تحت تأثير المخدرات والأقراص المهلوسة وبإمكانه أن يلحق الضرر بأعوان الحماية المدنية من جهة، ولان المدير سالف الذكر ليست له الصلاحيات كاملة لنقل المريض إلى المستشفى، على حد قول عون الحماية المدنية المكلف بنقل المصابين بالأمراض العقلية والمنهارين عصبيا إلى المستشفى، رغم أن شقيقه الأكبر بحوزته قرار تحويل من والي ولاية تيبازة موجه مباشرة إلى رئيس دائرة القليعة و رئيس بلدية الحطاطبة الذي أعاد مراسلة يسخر فيها مديرة وحدة الحماية المدنية بغرض نقل المريض إلى مستشفى البليدة، غير أن مدير وحدة الحماية المدنية بالحطاطبة رفض الانصياع لأمر رئيس البلدية لأسباب تتمحور كلها حول الطبيعة الهيجانية والخطورة الكبيرة التي تميز المريض.Bas du formulaiHaut du formulaire في حين تمسك المير، بان نقل المنهار عصبيا من صلاحيات وحدة الحماية المدنية لان البلدية لا تتوفر على سيارات لنقل المصابين بالأمراض العقلية حسبما أكده شقيق المريض في هذا الصدد و بالمناسبة، مرجعا سبب انهيار شقيقه بشكل جعله عنيفا في مواجهة المارة وسكان الحي، إلى تعرضه لضربة موجعة على مستوى الراس عندما كان يؤدي واجب الخدمة الوطنية ليس إلا، وان إدمانه على المخدرات والأقراص المهلوسة راجع إلى مداومة العلاج الدوري. ويبقى شقيق المريض يعاني الأمرين هو وأخته الصغرى، لاسيما وأن مصير شقيقته الصغرى في اللعب والتي كانت تقطن بمنزل الوالدين المتوفين رفقة شقيقها الأكبر المنهار عصبيا، في بداية الأمر، على حد قول محدثنا، الذي أكد من جهة ثانية، أن رفض شقيقه الالتحاق بمستشفى البليدة لا أساس له من الصحة، مضيفا أن مكوث شقيقه خارج مصحة عقلية بات يهدد حياتهم في البيت العائلي ويهدد المواطنين على مستوى الحي الذي يقطنون به خاصة وانه سبق وان تعرضت أخته الصغرى إلى اعتداء من طرفه. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو إلى متى تبقى بيروقراطية الإدارات سببا في تبرئة المصحات من مسؤوليتها اتجاه المختلين عقليا باعتبارها الموضع الأصلي والآمن لهؤلاء وفي آن واحد تراهن بسلامة الآخرين. نسيمة خباجة