تذهب بعض الأسر ومع اقتراب العيد إلى خلق ألف سبب وسبب من اجل عدم تأدية سنة النحر كسنة مؤكدة على من استطاع من ميسوري الحال، وان كانت الأسر المتوسطة وحتى المعوزة تحن إلى استيفاء تلك المناسبة العظيمة فان أسرا أخرى تبتعد عنها وتتحجج بظروف وبأسباب واهية تحول دون إتيانها، وهناك من الأسر حتى من رأت أن نحر الأضاحي لا يعنيها البتة وترى فيه خرق كبير لبريستيجها بحيث دأبت على الامتناع عن النحر في كل سنة، حتى تحوم حول المرء شكوك حول الديانة المعتنقة من طرف هؤلاء كون أن الديانة الإسلامية توجب النحر على من استطاع بالنظر إلى اليسر الذي يتميز به ديننا الحنيف. نسيمة خباجة للأسف ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك تذهب بعض العائلات هداها الله إلى اختلاق الأسباب من اجل الامتناع عن نحر الأضاحي وترى في المبلغ الكبير الذي تقتنصه الأضحية في ظل الغلاء "تبذيرا"، وتروح إلى تبيين بعض الأولويات اللازمة التي تسبق العيد، وكلها أمور شكلية فهذه تتعذر باقتناء سيارة تريحها وأخرى بالبناء ومشروع السكن.. إلى غيرها من الأسباب الأخرى التي لا تظهر إلا مع اقتراب العيد على الرغم من الحالة الميسورة لأغلب الأسر التي تتذرع بتلك الحجج والأسباب الواهية بغية الابتعاد عن سنة النحر كسنة مؤكدة تُفرض على من استطاع، بل إن بعضها ينفق أمواله في كماليات كثيرة طوال العالم ولا يطبق سنة النحر مرة في السنة. الأمر الذي يتعجب له الكل فحتى الأمور الدينية أضحت تكتنفها الحيل والملابسات والغموض في الوقت الذي تحن فيه اغلب العائلات ولحسن الحظ إلى النحر في عيد الأضحى المبارك، وعلى العكس نرى أن العائلات المتوسطة الحال وحتى المعوزة هي من تتسارع إلى تأدية السنة المؤكدة وتتغلب بكل ما أوتيت من قوة على ظروفها القاهرة من اجل تأديتها وإدخال الغبطة والسرور على العائلة بغية التقرب إلى الله تعالى. عن هذا قالت السيدة "س" أنها تتعجب للبعض من أقاربها رجالا ونساء الذين يذهبون إلى التخطيط لمشاريع شتى كل سنة قبيل العيد، ويكون القصد الامتناع عن نحر الكباش بحيث تكون الأولوية لتلك المشاريع التافهة ويرون أن نحر كبش سوف يزيدهم عبئا من الناحية المادية ويحرمون أطفالهم من كبش العيد على الرغم من شغفهم به، ويعتمدون في الأصل على كبير العائلة الذي يجتمعون عنده لنحر الكبش جماعة، وتُلقى المهمة في كل سنة عليه وفسرت ذلك من باب الانتهازية واحتارت أن تربط تلك المناسبات الدينية العظيمة بتلك الأفاعيل والخطط الجهنمية في وقت انعدمت فيه النية الحسنة واحتلت محلها النوايا السيئة. نفس ما راحت إليه سيدة أخرى التي قالت أن ما تراه في عائلتها يؤكد أن من يسارع إلى النحر هي العائلات المتوسطة أما الميسورة فهي من تتهرب من أداء تلك السنة، وتُلقي بعبئها على كبار العائلة لتشاركهم في عملية النحر وتذهب إلى التحجج بالكثير من الحجج الواهية التي لا أساس لها من الصحة، الهدف الأساسي منها هو توفير مبلغ الكبش لا اقل ولا أكثر وختمت بالقول أنها تدهش لذلك كونها تحن إلى النحر كل سنة ولو كان بوسعها لأقدمت على التصدق بكبش لمن ليس له القدرة الحقيقية على النحر وليس التظاهر بانعدامها من اجل انتهاز الفرص وتوفير الأموال بدل إنفاقها كرمانا وقربانا لله سبحانه وتعالى. هي إذن تلك السلوكات التي باتت تطبع البعض من باب التقشف تارة ومن باب الطمع تارة بحيث يعاب كثيرا على العائلات الميسورة التي لا تقدم على النحر وتتحجج في ذلك بأسباب لا أساس لها من الصحة ولا تظهر إلا مع اقتراب العيد.