بات الشبان البطالون يهبون في كل مرة إلى اغتنام المواسم الدينية وحتى الوطنية من أجل الاستثمار في بعض المهن الموسمية التي لها علاقة مباشرة بممارسة التجارة وترويج أغراض تستلزمها طبيعة المناسبة الدينية، فبعد رمضان وعيد الفطر المبارك، هاهو عيد الأضحى يلوح بقدومه من جديد بعد أيام قلائل، وفيما اختار البعض التجارة في العلف باعتباره المادة الأساسية الأولى في غذاء الكباش اختار البعض الآخر بيع وترويج مستلزمات النحر من سكاكين مختلفة الأحجام وسواطير وحتى أواني عكفت المرأة الجزائرية على استعمالها في مناسبة عيد الأضحى المبارك من كل سنة· نسيمة خباجة في هذا الصدد عقدنا جولة إلى بعض أسواق العاصمة من أجل رصد الأجواء عن قرب فوجدنا أن أغلب العائلات قد هبت إلى اقتناء مستلزمات العيد والتحضير له باعتباره مناسبة عظيمة تعتز بها كل أسرة جزائرية وتعد العدة لاستقبالها في أحسن الأحوال، لاسيما مع الانتشار الكبير لطاولات بيع مستلزمات العيد، والتي نشط فيها الشبان في هذه الأيام مادام أن فئات واسعة منهم باتت تتحين فرص المناسبات والأعياد قصد الاستثمار في تلك الحرف الموسمية والخروج قليلا من قوقعة البطالة الخانقة· اقتربنا من بعض النسوة للوقوف على آخر استعداداتهن وتحضيراتهن للعيد المبارك الذي هو على بعد أيام من الآن فوجدناهن على قدم وساق من أجل التحضير لتلك المناسبة الخاصة سواء من حيث أدوات النحر، أو من حيث مستلزمات الطبخ وما يحتاجه الكبش من عقاقير وتوابل متنوعة بعد نحره تبعا للكيفيات العديدة التي تتفنن فيها النسوة في أيام العيد· تقول السيدة كلثوم، 49 عاما، إنها دأبت سنويا على القيام بتلك الجولات قبل عيد الأضحى المبارك وذلك لجلب بعض المستلزمات التي تحتاجها عملية النحر وكذا التزود ببعض الأواني وحتى التوابل التي يحتاجها طهي بعض الأطباق في العيد لتضيف أنها قد اشترت بعض السكاكين كون أن عملية النحر تستلزم حضور العديد منها إلى جانب اقتناء ساطور بعد تلف ساطورها الأول، وعن الأسعار قالت إن هناك ارتفاع نوعا ما عبر بعض الطاولات وخففت عبئها الأسعار المعقولة المتداولة عبر طاولات أخرى· اقتربنا من بعض تجار أدوات النحر للوقوف على الإقبال وكذا مستوى الأسعار فأخبرنا السيد موسى من باب الوادي الذي كان يعرض مجموعة هائلة من أدوات النحر تنوعت بين سكاكين وسواطير وغيرها من الأدوات الأخرى وقال إن الإقبال يتزايد مع العد التنازلي لاقتراب العيد، وكان الإقبال أكثر من النسوة اللواتي يقبلن على جلب بعض السكاكين ذات النوعية الجيدة لاستعمالها في اليوم الأول بالنظر إلى حاجتهن الماسة لها للفراغ من عملية النحر التي تكون متعبة وتحتاج إلى تعاون النسوة الأمر الذي يتطلب توفر العديد من السكاكين· وقال إنه يعرض جل الأدوات التي تستلزمها عملية النحر حتى الآلة الحديدية المستعملة في تعليق الكبش بعد إفراغه من الأحشاء· وعن الأسعار قال إنها معقولة ومناسبة فالسكاكين تبدأ من 100 دينار للسكين الواحد ويرتفع سعر مجموعة من السكاكين الجيدة إلى 450 و 500 دج، أما السواطير فهي من 800 إلى 1200 دينار تبعا لنوعية الساطور· وبذلك استثمر العديد من الشبان في تلك الحرفة قبيل العيد ما جسده انتشار تلك الآلات والوسائل الحادة عبر كامل طرقاتنا وأسواقنا الشعبية، ونأمل أن لا تكون تلك التجارة سبباً في حدوث كوارث بشرية كونها تُباع على الهواء الطلق، وعصبية شباننا الزائدة أدت في الكثير من المرات إلى حدوث جرائم قتل بشعة شهدتها ساحات الأسواق في أيام المواسم بسبب مناوشات بسيطة، ووجود تلك المستلزمات في متناول البعض يسهل حدوث مثل تلك الجرائم الشنيعة التي عادة ما تفسد أجواء المناسبات الدينية·