احتضن المسرح الجهوي (كاتب ياسين) بتيزي وزو مطلع الأسبوع الجاري عرض العمل المسرحي المنجز بمسرح بجاية ضمن الأعمال الجهوية لفعاليات (تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية) المسرحية حملت عنوان (مشدالي الزواوي في تلمسان) للمخرج المسرحي (عمر فطموش) وقام بأداء الأدوار المختلفة التي مثلت الأوجه المجسدة من خلال هذا العمل جملة من المسرحيين المحترفين والهواة العاملين بمسرح بجاية· جمهور تيزي وزو الذي بدز شيئا فشيئا يهتم بالفن الرابع ويتذوق مختلف الأعمال الصادرة عن مؤسساتها باللغتين القبائلية والعربية أقبل على مشاهدة العرض المسرحي لبجاية· العرض تناول ثلاث محطات تاريخية مقتبسة من حياة وسيرة وأعمال العالم "أبو الفضل المشدالي الزواوي) في فترة (1419 و1965)، الذي غادر مسقط رأسه لمتابعة دروسه في أحد محاصن الإشعاع العلمي حينها (بجاية التي لقبت بالشمعة نظرا لما تشع به وتنير درب العلماء المتعطشين لتلقي العلم والمعرفة في كافة المجالات الحيوية والتي كان تلقيها محدودا حينها· وحظي المشدالي بتبني أهل العلم والمعرفة ببجاية نظرا لحكمته وتمكنه من أصول العلم والرياضيات وكفاءته من حيث الاستيعاب تعلم المشدالي في مسجد الأعظم علوم الرياضيات عن طريق كتاب (التلخيص) للعالم الرياضي المغربي ابن البناء (الذي عاش في فترة (1256 -1312) والذي نبغ في الهندسة والجبر، ثم كتاب (التلمسانية) في علم الفرائض لإبراهيم التلمساني الذي عاش في فترة (1212 و1292) ما أعطى للمشدالي حسب المشهد الثاني للمسرحية الفرصة للتفوق في الحساب وإتقانه كيفية استعمال الأرقام الغبارية، ما ولد في نفسه عدة أسئلة محيرة، دفعته لاقتراح الرمزية الرياضية في المغرب التى أكد أنها متداولة بأروبا عن طريق الرياضي(ليوناردو فيبوناشي) في فترة (1170 و1240)، شغفه لحب الاطلاع والتعلم المتواصل دفعه بالتنقل بين منابر العلم المعروفة في وقته· وسافر ممثلو العرض المسرحي بالجمهور الغفير عبر عقود تاريخية عاشها العالم الذي انتقل من بجاية إلى تلمسان والتحق بمدرسة اليعقوبية، لتلقي العلم على يد أبرز علمائها أمثال (ابن زاغوا) و(ابن مرزوق) تعلق المشدالي بالعلم لم يتوقف عند طلبه فقط عبر القطر الوطني وإنما امتد للبحث عنه في الدول العربية والأوربية والفارسية التي اشتهرت حينها بالعلوم والمعرفة وامتدت قدراته من استقاء العلم إلى نشره ومن الجوانب التي بقيت خفية ومجهولة لدى العامة هو اهتمامه بتفسير القرآن الكريم· وانتهت المسرحية بالجدل الكبير حول هذا العالم ومكانته بين علماء العرب خلال رحلته عبر البلدان العربية كتونس، وقبرص، لبنان، القدس، القاهرة أين نشر ما تلقاه من العلوم بالمغرب، ووضع قواعد جديدة لفهم وتفسير القرآن الكريم بجامع الأزهر، وركز مخرج المسرحية على إبراز الدور الفعال لهذا العالم المنحدر من بجاية ومكانته العلمية بين العلماء العرب·