قدّم الكاتب والمخرج المسرحي عمر فطموش أوّل أمس، نتائج دراسة أطلقها عام 2005 تخصّ ''مسرح الشباب'' شملت ثلاثمائة فرقة مسرحية تنتمي إلى ''مسرح الهواة'' أو ما يحبّذ تسميته ب''المسرح اللامحترف''، حاول من خلالها طرح تساؤلات وجمع الإحصائيات حول هذا النوع المسرحي، فانطلق من اللقاءات المسرحية الوطنية على غرار تصفيات مهرجان مستغانم لمسرح الهواة ومهرجان المسرح الأمازيغي بباتنة. وهو يقدّم النتائج التي توصّل إليها ضمن ''موعد مع الكلمة'' بقاعة ''الأطلس''، أكّد فطموش انّه لم يلبس عباءة الباحث الأكاديمي، بل انطلق من صفته فاعلا في المشهد المسرحي الجزائري ومعايشا لما يحدث فيه من تغيّرات وحدّد الفترة بخمس سنوات تمتدّ من 2005 إلى .2010 وأضاف أنّ ما توصّل إليه هو بمثابة عمل أوّلي ينطلق من مبادرة شخصية. واستعرض ضيف الديوان الوطني للثقافة والإعلام، نتائج دراسته، حيث أكّد أنّه من مجموع الفرق الناشطة الثلاثمائة هناك، 7 بالمائة من أعضائها ينتمون إلى المرحلة الابتدائية، 12 بالمائة للمتوسّط و62 بالمائة من الجامعيين، ومقارنة بالدراسة التي قدّمها الأستاذ محمد جليد خلال سبعينيات القرن الماضي، أشار السيد فطموش إلى أنّ نسبة الجامعيين المهتمين بالمسرح انتقلت من 10 بالمائة خلال السبعينيات إلى 40 بالمائة خلال الثمانينيات لتصل إلى 60 بالمائة عام .2010 ومن حيث التنظيم المسرحي، أوضح صاحب ''يا رجال يا حلالف''، أنّ العيّنة الخاضعة للدراسة تنقسم إلى 35 فرقة على شكل تعاونية مسرحية، 200 فرقة تابعة للمؤسّسات التربوية والمراكز الثقافية، بينما تنتمي 50 فرقة إلى الأحياء والقرى، وهنا أشار إلى أنّه توجد في بجاية وحدها 17 فرقة مسرحية، ثمان منها تابعة للقرى والمداشر. وعدّد من بين التعاونيات المسرحية الخمس والثلاثين من تجاوزت 15 سنة من الوجود على غرار ''التاج'' لبرج بوعريريج و''البليري'' من قسنطينة. مؤكّدا أنّ هذه التعاونيات فرضت وجودها على الساحة المسرحية الوطنية والدولية، حيث أنّها دائمة المشاركة في المهرجانات المحلية والوطنية وتمكّنت من منافسة ''المسرح المحترف''. وعن مدى مشاركة المسرحيين الشباب في المسرح العام، أوضح فطموش أنّ 25 بالمائة من المتخرّجين من المعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري التحقوا كممثلين أو مخرجين بالمسارح الجهوية، فيما اختار الباقي الوظائف الإدارية أو أسّسوا تعاونيات مسرحية مستقلة. مشيرا إلى أنّ 70 بالمائة من المسرحيين المكوّنين في التعاونيات التحقوا بالمسارح الجهوية واستطاعوا تقديم أعمال بمستوى جيّد وفرضوا أنفسهم في الساحة. وتوقّف مدير المسرح الجهوي لبجاية عند معايير المشاركة وأشكال الممارسة، حيث أوضح أنّ 28 بالمائة من المسرحيين الشباب يمارسون مسرح الأطفال واختار أغلبيتهم المسرح البهلواني، فيما بلغت نسبة متعاطي المسرح التقليدي (إعادات مسرحية، إبداعات جديدة، ترجمات واقتباسات)، 36 بالمائة، فيما اختار 25 بالمائة المسرح الحديث و11 بالمائة المسرح التجريبي، واغلب من يمارس النوعين الآخرين هم من الجامعين، حسب فطموش. عمر الفرقة المسرحية الشابة في نظر المتحدّث، تتراوح بين سنتين إلى 10 سنوات ثمّ تتلاشى، ونادرا ما تعيش أكثر من عشر سنوات لكنّها تشهد تشقّقات وصراعات داخلية. وعدّد فطموش أسباب التلاشي في 45 بالمائة من الفرق عرفت ترك المنشّط الرئيسي للفرقة، 15 بالمائة لأسباب تنظيمية ومشاكل مادية، 20 بالمائة لصراعات مادية و20 بالمائة لأسباب قانونية. وعن أسباب ترك المنشّط الأساسي للفرقة، ذكر أنّ 6 بالمائة لأسباب احترافية، 10 بالمائة لالتحاق المنشّط بالخدمة الوطنية، 30 بالمائة بسبب مزاولة دراسات عليا و1 بالمائة لمشاكل صحية أو خاصة. وقد استخلص الباحث عمر فطموش من نتائج بحثه، أنّ مسرح الشباب يعدّ الذخيرة الأساسية للممارسة المسرحية الوطنية المحترفة إذا ما هيئت له ظروف معيّنة على غرار التقنين والهيكلة، توفير الإمكانات المالية والفضاءات المناسبة للممارسة المسرحية، التكوين واستحداث شهادات فنية، خلق هيئة عليا تحاول متابعة عمل الجمعيات المسرحية وفق دفتر شروط بهدف خلق ديناميكية مساعدة على الإنتاج. وفي هذا السياق أشاد المتحدّث بالعمل الجبّار الذي تقوم به وزارة الثقافة في استرجاع القاعات غير المستغلة على مستوى القطر الوطني لاستغلالها في النشاطات الثقافية والمسرحية والسينمائية. مهيبا بالقوانين الصادرة حديثا حول الموضوع. وعن المشاريع المستقبلية لمسرح بجاية، قال المتحدث أنّ له أربع مسرحيات أولهما بالأمازيغية تحت عنوان ''خمنطيش'' للأطفال ومسرحية بعنوان ''دار السلطان عاليا'' للمخرج المسرحي أحسن عزازني ومسرحية أخرى تحت عنوان ''الخندق'' للمؤلف يوسف تعوينت من الحركة المسرحية للقليعة وإخراج بلقاسم كعوان. وأضاف عمر فاطموش أنّه منعكف هو الآخر على مسرحية يتمنى تقديمها في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة ,''2011 تروي قصة العلامة مشدالي من ضواحي مشدالة بولاية البويرة الذي تتلمذ على علماء كبار في مدينة بجاية في القرن الرابع عشر، ثم انتقل إلى تلمسان وبعدها إلى الأزهر وليبيا وساهم بصفة كبيرة في تدريس مختلف العلوم منها علوم الإرث.