عهدت العائلات الجزائرية على عرف المهيبة في المواسم وهي عبارة عن هدايا تقدم للعروس إكراما لها تجسد تذكرها من طرف العريس وأهله في تلك المناسبات السعيدة على غرار المواسم الدينية بحيث لا تتوانى عائلة العريس على الإسراع لتحضير الهدية قبيل الموسم لتستلمها العروس في اليوم الثاني من العيد على أن لا يتعدى اليوم الذي تقدم فيه الهدية الأسبوع الأول من العيد وتقدم في اليوم الثالث أو الرابع منه. وقد دخلت العديد من العائلات معترك تحضير هدية عيد الأضحى المبارك في ظل تلك الأسعار الملتهبة التي ظهرت عليها ملابس العروس كون أن اغلب التجار اغتنموا فرصة العيد من اجل الكسب والربح السريع. عرفت "زنيقة العرايس" بساحة الشهداء اقبالا منقطع النظير في هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك بغية تحضير هدية العروس، وفي جولة لنا إلى هناك رأينا أن اغلب العائلات قد احتارت في نوعية الهدية المقدمة سيما مع الارتفاع الذي تشهده مقتنيات ملابس العروس في هذه الأيام وعدم قدرة العائلات على استيفائها في ظل ما تستنزفه أضحية العيد. اقتربنا من بعض الزبائن لرصد الأجواء عن قرب والوقوف على مدى تفاوت الأسعار قبيل العيد فبين الكل اندهاشهم من إقدام أصحاب المحلات على الزيادة في الأسعار، وتحين فرص المناسبات كونهم على يقين أن عرف المهيبة هو عادة لا مفر منها كحق للعروس لا تتجرا العائلات على إلغائه لان في ذلك انتقاص من قيمة العروس. عن هذا قالت الحاجة زهرة أنها حامت لنصف يوم عبر اغلب المحلات إلا انه لم يرقها أي شيء ضف إلى ذلك الأسعار التي ظهرت عليها ملابس العروس مما يرهق كاهل المقبلين على الزواج بحيث أضحى مشروع مستبعد من طرف اغلب الشبان في ظل الظروف الصعبة المعاشة وأضافت أنها عولت على جلب جبة لكنتها وكذا بعض قنينات العطور وترى أن ذلك كاف في ظل التهاب الأسعار. السيد كمال وجدناه هو وخطيبته بحيث اختار أن يرافقها معه لاختيار هديتها من اجل الابتعاد عن أي لبس وكذا اختيار الأشياء التي تنقصها في الجهاز فهي اعلم من أهله بما ينقصها، إلا أنها اعترفت أن اللهيب مس اغلب المقتنيات المهمة والجيدة النوعية التي تحتاجها العروس ليتفاوت سعر الأشياء التافهة الأخرى التي لا حاجة للعروس لها أو تدخل في الكماليات في غالب الأحيان، وقالت أنها ستختار طقم تجده في جهازها وبينت أنها ستحترم قدرات زوجها من اجل تسهيل وتيسير الأمور. وتبقى تلك الأعراف شكليات فرض عليها الجانب الملزم المتعلق بتكريم العروس وتقديرها طابع الاستمرارية والانتشار في اغلب العائلات الجزائرية، التي لا تقوى عن الخروج عن عرف المهيبة كعادة ملزمة تضفي جوا حميما بين عائلة العروس والعريس في كل موسم ديني وتزيد من بهجته.