تعتبر المناسبات والأعياد الدينية فرصة للعروس المقبلة على الزواج للظفر بهدية من أهل الزوج ”الخطيب”، ليس بسبب قيمتها وإنما نظرا لرمزيتها التي تعبر عن المحبة المودة، وتوطيد العلاقة بين العائلتين في حين تعتبر في الوقت ذاته عبئا إضافيا يتحمله الشباب لإرضاء الخطيبة وتعميق العلاقة التي تربطهما، حيث كثيرا ما تكون المناسبة لدى بعض الأسر والفتيات امتحانا يعكس إمكانيات الشخص المادية، وقيمة العروس أمام أهلها. تختلف أنواع الهدايا باختلاف ذوق وإمكانيات كل شخص، ولمعرفة الكثير حول هذا الموضوع، قمنا بجولة استطلاعية إلى أحد الأسواق بالعاصمة لمعرفة مدى إقبال العائلات على اقتناء مهيبة العيد، فكان لنا حديث مع العديد من النسوة اللواتي أوكلت لهن مهمة شراء الهدية من طرف الخطيب ظنا منه أن النساء هن الأحسن للقيام بهذه المهمة. أكدت لنا إحدى السيدات اللواتي تحدثت إليهن ”الفجر” بشارع ديدوش مراد بالعاصمة، بأنها بصدد شراء مهيبة العيد لعروس ابنها، إلا أنها حائرة في اختيار الهدية المناسبة، خاصة وأن المعروضات فيها تنوع كبير، يصعب معه انتقاء الأحسن والأجدر بالعروسة، وبالتعبير عن علاقة العائلة بالعروس. من جهتها قالت سيدة أخرى بأن ابنها طلب منها شراء هدية العيد وحدد لها الشيء الذي عليها شراؤه بناءا على طلب من العروس لتكملة جهازها. ولم تقتصر مهمة شراء مهيبة العيد فقط على ذهاب أهل العريس لشرائها، بل هناك من الخطيبات من يفضلن الذهاب مع الخطيب لاختيار الهدية بناء على ذوقها، وهو رأي سميرة، المقبلة على الزواج، التقيناها رفقة خطيبها بأحد محلات بيع الألبسة بشارع حسيبة بن بوعلي، التي أكدت لنا بأنها تفضل الخروج بنفسها لشراء ما يلزمها. وفي السياق ذاته، قالت سيدة ربة منزل بأن العروس في الماضي لم تكن لديها الحرية في اختيار هديتها بنفسها، فالأمر اختلف الآن فالعروس الحديثة بإمكانها الاختيار والخروج لشراء ما أرادت، وهي أدرى بالأشياء الضرورية التي تنقصها في جهازها كالعطور والملابس والأفرشة، حيث تتنوع هدايا العيد على حسب إمكانية الخطيب. وهناك من يفضل من الخطيبات تقديم هدايا من ذهب، حيث تقوم بعض محلات بيع الحلي والمجوهرات بخفض أسعارها في الأيام القلائل من شهر رمضان بهدف مساعدة الزبائن المقبلين على الزواج. وفي حديثنا مع صاحب محل بيع المجوهرات بشارع محمد بلوزداد، أشار لنا بأنه يقوم بخصم الأسعار للعرسان الجدد بغية إرضائهم ومساعدتهم، فالمناسبات والأعياد على حسب قوله ”هي غرامات مالية يدفعها العريس”. من جهة أخرى، تحدثنا مع بعض الشباب المقبلين على الزواج، حيث عبر أغلبهم بأنهم لا يرفضون فكرة شراء هدية العيد لخطيباتهم، بل غلاء المعيشة والإمكانيات المادية المحدودة جعلتهم عاجزين عن اختيار الهدايا القيمة التي ترفع من شأنهم أمام أهل العروس وتعكس كرمهم. محمد، شاب مقبل على الزواج، قال ”إن قيمة الهدية قيمة معنوية وليست مادية، وكل واحد يتصرف على حسب مقدوره، وللأسف فهناك من العائلات من لا تحترم ظروف العريس وتحط من قيمته، لأنه لم يستطع إهداء ابنتهم هدية فاخرة”. وتقدم المهيبة في ثاني أيام العيد أو في نهاية أسبوع العيد، أين تذهب عائلة الزوج في زيارة لبيت العروس وتقدم الهدية المختارة، وتجد في استقبالها أهل العروس في أحسن استقبال، وتعتبر هدية العيد فرصة للتعارف بين العائلتين وتعميق علاقتهما.