موجة الأمطار التي عرفتها العاصمة وضواحيها في أوائل هذا الأسبوع أدت إلى الزيادة من مشكل اكتظاظ وازدحام الطرقات وغلق جميع المنافذ المؤدية إلى العاصمة، وهو الحال الذي يتجرعه السائقون وكذا المسافرون ما يؤدي بهم إلى الدخول المتأخر إلى مناصب عملهم لاسيما في اليوم الأول من الأسبوع وهي الوضعية التي لم يحتملها الكثيرون وزادت من قلقهم بعد مصادفتهم لذلك الازدحام في أول يوم من الأسبوع· نسيمة خباجة وغالبا ما تكون الفترة المقترنة بذلك المشكل العويص هي أوقات الذروة على الساعة الثامنة صباحا والرابعة مساء وهي الفترة المرتبطة بأوقات الدوام مما يؤدي إلى تأخر العمال عن مناصب عملهم والطلبة عن مقاعد دراستهم، وهو الوضع الذي عرفته العاصمة أول أمس، حيث عرف الطقس تساقط مليمترات قليلة من الأمطار لم تكن غزيرة إلا أنها كانت ثقيلة على السائقين، وعلى غالبية المواطنين والسبب يعود إلى اختناق الطرقات الذي أصبح جزء لا يتجزأ من يوميات المواطنين مما أدى بهم إلى استعمال الكثير من الحيل حتى ولو عادت عليهم بالمشقة على غرار اختصار المسافة مشيا على الأقدام، وكذا استعمال بعض المنافذ والمناطق المعزولة في مشوارهم حتى ولو كانت طرقا متهرئة غير مهيأة تماما المهم هو الهروب من شبح الازدحام وعدم الاكتراث بسلبياته التي تسبب النرفزة وارتفاع السكر والضغط لاسيما لذوي الأمراض المزمنة فيما تؤدي إلى الملل والشعور بالنعاس في الساعات الأولى من بداية اليوم الأمر الذي ينقلب بالسلب على نفسية المواطنين، بحيث يلتحقون بمناصب عملهم وملامح التعب والاستياء بادية على وجوههم· في جولة لنا عبر بعض نقاط العاصمة على غرار بئر مراد ريس منطقة (لاكوت) ببئر خادم باعتبارها نقاطا سوداء على مستوى العاصمة كون أن أغلبها منافذها تؤدي إلى داخل العاصمة من أغلب الولايات على غرار البليدة المدية··· قابلتنا تلك الطوابير المزدحمة التي كانت تملأها السيارات وكان السائقون في حالة لا يحسدون عليها، ناهيك عن حافلات نقل المسافرين التي كان المواطنون على متنها على أعصابهم حالهم كحال السائقين أو أكثر منهم أحيانا، ففر البعض إلى قراءة الجرائد وفضل الآخرون مصاحف لقراءة القرآن، إلى جانب كتيبات (حصن المسلم) لنسيان الازدحام، فيما ملأ وجوه الآخرين الغضب وراحوا إلى التثاؤب من شدة التأثير السلبي للازدحام على نفسيتهم والتسبب في إحباط معنوياتهم مع افتتاح الأسبوع· اقتربنا من بعض السائقين على مستوى (لاكوت) بالعاصمة الذين أبان جلهم غيظهم من ذلك السيناريو المتكرر كل يوم والذي أدى إلى كرههم للسياقة وهي من بين المخلفات السلبية للازدحام الذي بات يطارد السائقين والمواطنين ككل خاصة الذين يبعد مقر سكناهم عن أماكن عملهم· في هذا الصدد قال السيد (ك· أمين) إنه يعمل بالجزائر الوسطى ويقطن بمنطقة بابا علي مما يجعل الازدحام والاختناق سيناريو متكررا يصادفه في كل يوم وما يزيد من تأزم المشكل هو تساقط الأمطار الذي تكلفه الساعتين على الأقل قبل الوصول إلى عمله وكأنه أتى من ولاية بعيدة، ليضيف أنه متخوف جدا من قدوم فصل الشتاء باعتباره مقترنا بتساقط الأمطار بصفة شبه يومية مما يؤدي إلى زيادة اختناق الطرقات، وأرجع السبب مثله مثل أغلبية المواطنين إلى الحواجز الأمنية التي باتت تملأ طرقاتنا السريعة والتي وضعت لدواعي سلامة وأمن المواطنين على مستوى الطرقات وحماية مستعمليها، إلا أنه أعاب عليها تسببها في اتساع رقعة اختناق الطرقات لاسيما في أوقات الذروة الأمر الذي يستدعي اتخاذ تدابير من أجل الإسراع في عملية التفتيش والرقابة بدون أي تثاقل لفك غبن وأزمة الاختناق عن المواطنين التي أضحت بمثابة الكابوس الذي يؤرقهم في كل وقت وحين عبر الكثير من النقاط السوداء على مستوى العاصمة· ومن بين الحلول التي اتخذها المواطنون استكمال المسافة مشيا على الأقدام لكسب الوقت بدل إضاعته على مستوى الطرقات السريعة التي باتت تبدو بطيئة مع مشكل الاختناق، أما السائقون ولدفع النرفزة والغضب فعادة ما يلهون بتصفح الجرائد لاسيما مع باعة الجرائد الذين باتوا يملأون الطرقات وتحولت نقمة الازدحام التي يتجرعها المواطنون والسائقون إلى نعمة عليهم، ناهيك عن المتسولين· وما رصدناه على أفواه الكثيرين أن المتهم الأول في خلق مشكل الازدحام أو الزيادة فيه هي الحواجز الأمنية المنتشرة عبر الطرقات السريعة بدليل أن رقعة الازدحام تزداد أكثر عند اللحاق إلى تلك النقاط الأمنية على غرار منطقة بئر مراد رايس، بئر خادم، القبة وكذا منطقة (لاكوت)··· باعتبارها مقاطعات تقع بمفترق الطرق لاسيما في أوقات الدوام وأحيانا حتى عبر كامل ساعات اليوم وعلى الرغم من تيقن الكل أن تلك الحواجز وضعت بغرض التفتيش والرقابة وضمان سلامة المواطنين عبر الطرقات إلا أن كل تلك الإيجابيات تتقاطع مع أزمة الاختناق الحاصلة، بحيث بين المواطنون في كم من مرة امتعاضهم من بعض الحواجز التي زادت من تعطيل مشاغلهم وتأخراتهم المتكررة للحاق بمناصب عملهم· في الوقت الذي بين فيه البعض الآخر أن ضمان سلامة المواطنين أثناء تنقلاتهم أولى من كل ذلك وفيما تساءلت فئات أخرى عن الجدوى من إدخال تلك التقنيات والتكنولوجيات المتطورة الكاشفة عن الإجرام عبر الطرقات في ظل استمرار مشكل الازدحام، وفي نفس الوقت بين البعض حيرتهم من المشاريع الكبيرة المسطرة للقضاء على أزمة الازدحام والتي تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار المشكل الذي رمى الكل بمسؤوليته على الحواجز التي تنتشر عبر طرقاتنا السريعة وطالبوا بإيجاد حلول مجدية لفك الغبن الذي يتعرض إليه المواطنون الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة الازدحام وسندان التأخر المتكرر عن مشاغلهم وانقلاب حياتهم رأسا على عقب·