لازال مشكل الازدحام النقطة التي تحيِّر أغلب المواطنين وتؤدي بهم إلى التأخيرات المتكررة عن مواعيدهم وكذا دخولهم المتأخر إلى مناصب عملهم وكذا مقاعد دراستهم بالنسبة للطلبة وهي الأمور التي زادت من عصبية الكل مع بدء اليوم لاسيما وأن بعض المقاطعات تشهد ازدحاما كبيرا قد يطول إلى الساعة والساعتين من الزمن خاصة في أوقات الدوام في الفترة الصباحية والمسائية وهي الفترة المتعلقة بدخول العمال من وإلى مقرات عملهم· وعلى الرغم من الحلول المعتمدة إلا أن مشكل الازدحام يبقى قائما عبر أغلب الطرقات مما أزعج الكل وأضحى المشكل بمثابة الكابوس الذي يطارد المواطنين في كل وقت وحين وولد لديهم عادات جديدة لم يعهدوها في السابق على غرار قراءة الجرائد والانشغال بأي شيء آخر ينسيهم هم ازدحام الطرقات واكتظاظها والمكوث بها لوقت طويل بل أدى بهم إلى إثقال كاهلهم والزيادة في تعبهم بعد الاعتماد على أرجلهم في قطع مسافات طويلة كسبا للوقت فهم ينتهجون أخفّ الضررين وبذلك فضلوا مشقة المشي على الانتظار واختصار الطريق على المكوث لساعات بطوابير طويلة من السيارات، وهو السلوك الذي يلتزم به أغلبية المواطنين تفاديا منهم للتأخيرات المتكررة سواء للذهاب إلى مناصب عملهم أو مقاعد دراستهم أو مواعيد مهمة تربطهم لا تحتمل التأجيل كالمواعيد الطبية واستخراج الوثائق الإدارية في ظل الاكتظاظ الذي تشهده أغلب مصالحنا الإدارية· فازدحام الطرقات ولَّد مشاكلَ على جميع الأصعدة وكلف البعض بدل جهد بدني لتفادي المشاكل التي قد تنجر عن الازدحام في كل مرة واختار الكل استكمال مسافة المشوار مشيا على الأقدام بدل المكوث على الأعصاب بداخل الحافلات لساعات على مستوى بعض المقاطعات التي تشهد ازدحاما في كل وقت وحين سواء تعلق الأمر بساعات الدوام أو غيرها من ساعات اليوم على غرار مقاطعة لاكوت ببئر مراد رايس، تلك الجهة التي حيرت الجميع وجعلتهم يندبون حظهم بسبب الازدحام الطويل الذي تشهده والذي انعكس سلبا عليهم· اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم فبيَّنوا انزعاجهم من الاكتظاظ الحاصل والذي باتت تشهده كامل أيام الأسبوع ابتداء من يوم الأحد وحتى يوم الخميس كآخر يوم من العمل مما أثر بالسلب على جل العمال· قالت إحدى السيدات التي التقيناها ببئر خادم إنها تقطن ببابا علي وتعمل بالجزائر مما يفرض عليها قطع مسافة المشوار في كل يوم وكذا استعمال حافلات النقل الخاص التي تتجرع منها الأمرين، وما زاد الأمر سوء هو الازدحام الحاصل بصفة يومية في منطقة لاكوت ببئر مراد رايس مما يكلفها دوما قطع كيلومترات على الأقدام بعد أن تختار النزول قبل وصولها إلى المحطة بمسافة بعيدة لأنها لو فعلت وانتظرت لكلفها ذلك دخولها المتأخر يوميا إلى العمل، وبذلك فرض عليها الازدحام مشقة المشي، وتراها أنها أفضل من ضياع الوقت والمكوث بداخل الحافلة لفترة زمنية طويلة· هي الحيل التي ابتكرها وانتهجها الكثيرون بدليل ظهورهم جماعات وجماعات وهم يستقلون حواف الطرق السريعة التي تصطف بها السيارات في طوابير طويلة بحيث فضلوا مشقة المشي على ملل الازدحام·