يعرف بائعو الشاي إقبالا منقطع النظير عليهم من طرف أغلب الفئات مع بداية البرد لاسيما وأن عادة ارتشاف الشاي في الصباح الباكر هي عادة يلتزم بها الكثيرون سواء في أماكن العمل أو بالجامعات أو حتى على مستوى الشوارع كون أن الشاي الساخن يخفف عنهم الإحساس والشعور بالبرودة ويهدا أعصابهم في الصباح الباكر، مما انقلب بالإيجاب على ممتهني تلك الحرفة الذين نجدهم يتنقلون بأباريقهم النحاسية المثبتة على كوانين الجمر لتحفظ سخونة الشاي هنا وهناك وباتوا ينتشرون في العديد من الأزقة والشوارع على مستوى العاصمة واكتسبوا زبائن دائمين في لمح البصر بسبب النكهة الخاصة التي يتميز بها الشاي المحضر من طرفهم والمنبعث من صحرائنا الشاسعة التي استمد عبقه منها لاسيما وأن أغلب باعته ينحدرون من مناطق صحراوية عرف أهلها بجدارتهم واحترافيتهم في تحضير الشاي مما ضاعف الإقبال عليهم بالنظر إلى نكهته الخاصة· وأصبحت حرف بيع الشاي مهنة يمتهنها الكثير من الشبان في مقتبل العمر جاؤوا إلى العاصمة للبحث عن فرص العمل فاختاروا تلك الأباريق النحاسية وكوانين الجمر والمآزر البيضاء لكي ينطلقوا في رحلة البحث عن مصادر استرزاق وعائدات تفرج كربهم وكرب أهاليهم من ورائهم في أعماق الصحراء الذين تطبعهم حياة بسيطة تعتمد على الشاي والتمر ولحم الإبل· ونحن بساحة البريد المركزي التقينا ب (عبد الله) وهو شاب في الثالثة والعشرين ينحدر من ولاية ورقلة كان يحمل إبريقا ممتلئا بالشاي، وأرفقه بكمية من الفول السوداني كمادة حاضرة دوما مع الشاي، اقتربنا منه لمعرفة مدى إقبال الزبائن عليه مع افتتاح موسم البرد فقال إن الإقبال كبير عليه في أيام الشتاء على خلاف موسم الحر الذي لا تعرف فيه تجارته رواجا إلا في الفترة الليلية مع انبعاث نسمات الصيف ولا تكون على نفس الوتيرة التي يشهدها البرد كفصل يعرف فيه الإقبال الكبير للمواطنين على المشروبات الساخنة كالقهوة والشاي والحليب ويبتعدون عن المشروبات الباردة التي تزيد من إحساسهم بالبرد، ليضيف أنه في هذه الأيام حقق مداخيل لا بأس بها تكبر بكثير عن مداخيل موسم الصيف، التي تتراجع فيه تجارة الشاي بحكم طبيعة الموسم الحار، كما أنه عادة ما يحوم وسط المؤسسات والجامعات التي يقبل فيها العمال والطلبة على الشاي في الفترة الصباحية بكثرة لإراحة أعصابهم مع بداية اليوم بغض النظر عن الراجلين الذين يقومون هم الآخرون باقتناء الشاي من عنده خاصة وأن المسحوق المستعمل يجلبه من ولايته وهو مسحوق أصلي يضمن نكهة عالية للشاي الذي تزيد من طيبه وريقات النعناع المرفقة معه والتي لا معنى للشاي من دونها· وفي سؤالنا عن المبالغ اليومية المحصلة من تلك الحرفة قال إنه في فصل الشتاء تتفاوت من يوم إلى يوم لكي يكون المبلغ المتدني 800 دينار وقد يرتفع إلى 1200 دينار جزائري ويرى أنها مداخيل كافية والحمد لله فيما تتضاءل في موسم الصيف ليختم بالقول إن موسم الشتاء يطل في كل سنة ببركاته وخيراته على بائعي الشاي·