ألف معظم المواطنين أثناء تنقلاتهم التزود ببعض الشاي الصحراوي من الباعة المتنقلين عبر الشوارع خاصة وان هيئتهم تدل على أن الشاي الذي تخصصوا في بيعه هو من النوع الرفيع بالنظر إلى الطريقة الخاصة التي يحضر بها فهو غالبا ما يتم تحضيره على الجمر الموصل بتلك الأباريق النحاسية الصفراء، وعرفت تلك التجارة في الآونة الأخيرة ومع بداية موسم البرد رواجا كبيرا من طرف المواطنين وكثر الإقبال على هؤلاء الباعة المتنقلين الذين ينحدر اغلبهم من مناطق صحرائنا الشاسعة على غرار ورقلة، وادي سوف، تمنراست وتقرت. وما زاد من تعلق الكثيرين بهم هو معاملتهم الحسنة مع المواطنين والمستوحاة من بساطتهم بساطة البيئة الصحراوية التي انحدروا منها مما أدى إلى تعلق الكثيرين بهم من اجل تذوق ذلك الشاي الخاص الذي تبدعه أياديهم ومع بداية فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة كثر الإقبال على هؤلاء خاصة وأنهم انتشروا بأغلب النواحي في العاصمة على غرار الجزائر الوسطى، وبن عكنون، والمرادية، والمدنية... فلا تعدو أن تخلو أي مقاطعة منهم، وهم يتنقلون عبرها ويعرضون خدماتهم على الزبائن من اجل الاسترزاق حلالاً وعادة ما يرفقون الشاي ببيع الفول السوداني المحمّص هو الآخر على الجمر بطريقة فنية. وسرُّ انجذاب الكل نحوهم هو المذاق الخاص الذي يضفونه على الشاي تبعاً للطريقة المتبعة في تحضيره، والتي لا يعلمونها إلا هم كما أنهم يلتزمون بجلب بعض الأنواع الرفيعة من مناطقهم الأصلية التي ذاع فيها شرب الشاي خاصة وان اغلب الصحراويين يلتزمون بشرب الشاي على مر الوقت وارتبط باستهلاكهم وعيشهم اليومي، ومن ثمة كسب هؤلاء الباعة المتنقلون ثقة الجميع في فترة وجيزة للاستمتاع بمذاق ذلك الشاي المحضر على الجمر. انتقلنا عبر بعض المقاطعات واقتربنا من بعض هؤلاء الباعة فأكدوا لنا ازدهار تجارتهم أكثر في فصل الشتاء بالنظر إلى الإقبال الكبير للمواطنين على الشاي الذي يخفف من إحساسهم بالبرودة، قال سعد الوافد من ولاية ورقلة أن الإقبال عليه في فصل الشتاء هو أحسن بكثير من فصل الصيف ويصل إلى إعداد إبريقين من الحجم الكبير في اليوم في موسم البرد بالنظر إلى التهافت الكبير عليه من طرف الزبائن في الفترة الصباحية خاصة، ويستمر الإقبال إلى ساعات متأخرة من الليل الذي يشهد هو الأخر انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة والسبيل الوحيد الذي يخفف من الإحساس بالبرودة هو شربات الشاي الذي يختار الكثيرون شربه في موسم البرد، وقال انه يزاول حرفته عبر الشوارع ويختار بين الفينة والأخرى الدق بأبواب بعض المؤسسات العمومية في الصباح الباكر حيث يجد إقبالا من طرف الموظفين فيتخلص من كمية معتبرة تجبره أحيانا على معاودة تحضير إبريق آخر من الحجم الكبير لمواصلة عمله في اليوم ويستمر إلى ساعات متأخرة.