اتجه أغلب بائعي الشاي الصحراوي والذين نجدهم يتنقلون من زقاق إلى آخر عبر العاصمة إلى عرض خدماتهم على العائلات المقبلة على أعراس وبذلك كانت وجهاتهم الأفراح في هذه الصائفة خاصة وأن الشاي الصحراوي الأصيل هو مطلوب كثيرا من طرف المواطنين بدليل تنقلهم بتلك الأقداح على مستوى الشوارع في كل وقت، بالنظر إلى النكهة الخاصة للشاي الصحراوي والتي يضفيها عليه الفحم وكذا نوعية الشاي الرفيعة المستعملة في طهيه دون أن ننسى وريقات النعناع التي تعطره، بحيث يشم رائحته الوافد من بعيد على مستوى الأزقة والشوارع· وما راح إليه بعض مروجي الشاي عبر العاصمة هو سلوك إيجابي تجاوب معه الكل سيما وأنهم عرضوا خدماتهم في الأعراس والمناسبات السعيدة للتكفل بجانب طهي الشاي، وحسب العرف الجزائري الشاي هو من بين المشروبات الساخنة التي تختتم بها الأفراح الجزائرية ويقدم ساخنا مع حلوى (معسلة) على غرار المقروط أو القريوش أو البقلاوة إلى غيرها من الأنواع، وهي في مجملها حلويات لا تكتمل نكهتها إلا بعد غطسها في العسل قبل تقديمها· وتختلف نكهة الشاي من بيت لآخر تبعا للطريقة المعتمدة في تحضيره لذلك كانت بعض العائلات تختار على مستوى الأعراس المرأة المتفوقة في إعداد الشاي لكي يكون تحضير شاي العرس على يدها، لكن يبدو أن نقل الباعة الصحراويين خدماتهم إلى الأعراس سيجده فيها الكل حلا لحيرتهم الدائمة، وسوف تفوت فرصة إعداد الشاي عن الكثير من النسوة بعد أن راحت أغلب العائلات إلى الاستنجاد بهؤلاء الباعة لضمان شاي جيد يتم تقديمه للمدعوين ومن ثمة تفادي تعليقاتهم التي لا تسلم منها الأعراس مثلما يؤكده الكل في كل مرة· ذلك ما لاحظناه على مستوى العاصمة أين كان أحد الباعة يرفق عربته المتنقلة بلافتة كتب عليها (شاي تيميمون متنقل في الأعراس والأفراح) وتفاعل معها كل من عبر من هناك وأعجبتهم الفكرة كثيرا، وهناك حتى من راح يتقدم منه لأخذ المعلومات الشخصية قصد جلبه في الأعراس، ومنحه ثقة إعداد الشاي للمدعوين، انتهزنا الفرصة واقتربنا من ذلك الجمع من النسوة لرصد آرائهم حول تلك الخدمة الجديدة التي أبى باعة الشاي الصحراوي إلا تقديمها في هذا الصيف فقالت إحدى السيدات إن طريقة إعداد الشاي تختلف من امرأة إلى أخرى، فهناك من تقوم بتحضير شاي خفيف وأخرى ثقيل، وهناك حتى من تعد شايا لا يشبه الشاي في شيء وتكون نصف كميته ماء بدليل انعدام نكهته، ومن شأن تنقل هؤلاء الباعة المختصين بين الأعراس أن يضمن لأصحاب العرس توزيع شاي جيد النكهة على المدعويين، وقالت إنها سوف لن تتوانى عن جلب أحدهم في عرس ابنتها وتكلفه بإعداد الشاي على طريقته الخاصة لتضمن إرضاء المدعويين الذين لا يسلم أصحاب العرس من ألسنة بعضهم وتعليقاتهم عن كل شيء·