تتواصل محاكمة أكبر خلية إرهابية في المغرب بقيادة عبد القادر بلعيرج، وفي كل مرحلة يتم اكتشاف خيوط ومعلومات جديدة، ولا تزال قضية بلعيرج تلقي بظلالها بالمحاكم المغربية، نظرا لتشابك خيوط القضية وتشعباتها المعقدة، فقد أرجأت أول أمس غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في سلا المجاورة للرباط، المختصة بقضايا الإرهاب، الاستماع لمرافعات هيئة الدفاع في ملف »خلية بلعيرج« المتهمة بالإرهاب إلى الاثنين المقبل. وفي تطور جديد للقضية، قرر وكيل النيابة في المحكمة نفسها إحالة زوجة المعتقل عبد اللطيف بختي المتهم الثاني في ملف بلعيرج، إلى الشرطة في الدارالبيضاء للتحقيق معها، بعد اعتقالها بداية هذا الأسبوع من طرف السلطات الأمنية في مطار محمد الخامس في الدارالبيضاء. وكانت زوجة بختي قد أحيلت إلى قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في سلا، الذي قضى بعدم الاختصاص، لأن الأفعال التي اعتقلت من أجلها لا تدخل في خانة جرائم الإرهاب. ولم يتسن معرفة التهمة التي وجهت إلى زوجة بختي. وعرفت جلسة أول أمس غياب هيئة الدفاع عن المتهمين للترافع أمام المحكمة، ليتزامن هذا الغياب، مع انسحاب أغلب المتهمين، مما دفع رئيس المحكمة إلى رفع الجلسة إلى بعد الظهر، التي شهدت ترافع المحامي محمد هلال عن محمد الشعباوي عميد شرطة المتابَع في هذا الملف، لتقرر هيئة الحكم تأجيل انعقاد الجلسات إلى الاثنين المقبل. وقال هلال خلال مرافعته مدافعا عن الشعباوي، الذي تتهمه السلطات المغربية بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي يحاول قلب النظام وحيازة الأسلحة، إن النيابة العامة لم تستطع إثبات الجرائم المتابَع من أجلها موكله بالحجة والدليل وإن محاضر الشرطة القضائية سقطت في تناقض كبير، إذ لم تحترم منطق الزمان والمكان في التهم المنسوبة لموكله، بحكم أن هذا الشعباوي تقلد الكثير من المهام في الأمن، آخرها منصب عميد شرطة، حيث لا يجوز له أن يغادر طنجة إلى المحمديةوالدارالبيضاء للقيام بأعمال تخريبية، لأن انتقال المسؤولين الأمنيين من مدينة لأخرى يتطلب منهم القيام بمجموعة من الإجراءات الإدارية، مؤكدا أن معيار المكان والزمان لعب دورا أساسيا في نسف هذه التهم الملفقة وكشف براءة الشعباوي. وتم توقيف عبد القادر بلعيرج (50 عاما) في المغرب مع عدة أشخاص آخرين وبحوزتهم ترسانة كبيرة من الأسلحة النارية، وتشتبه السلطات المغربية في كونه زعيم شبكة إرهابية وفي ارتكابه عمليات اغتيال في بلجيكا نهاية ثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي، فيما أكدت التحقيقات أن خلية بلعيرج كانت لها صلات كبيرة بالجماعات الإرهابية في الجزائر، وكان ينقل لها الأسلحة بدعم من مسؤولين أمنيين مغربيين، وقالت المصادر نفسها إن بلعيرج قدم في التسعينيات إلى المعاقل الجزائرية، وتعرف عليها عن كثب، استنادا إلى معلومات أمنية وقضائية، وأشارت إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية استعانت ببلعيرج لاختراق الجماعة السلفية للدعوة والقتال القريبة من تنظيم القاعدة.