* غلام اللّه يردّ بقوّة على أسقف الجزائر كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيّد أبو عبد اللّه غلام اللّه أمس الأحد بالجزائر العاصمة أنه تمّ خلال هذه السنة جمع مبلغ مليار و141 مليون دينار، أي ما يتجاوز 100 مليار سنتيم، على المستوى الوطني في إطار صندوق الزكاة. وقال الوزير من جانب آخر إن 32 حاجّا جزائريا اِلتحقوا بالرّفيق الأعلى في البقاع المقدّسة· وصف الوزير في ندوة صحفية هذا المبلغ الذي وضعه الجزائريون في صناديق الزكاة (بالمحترم)، مسجّلا ارتفاع مداخيل صندوق الزكاة عبر السنوات (بفضل هبات المحسنين)· وأكّد السيّد غلام اللّه أن أموال صندوق الزكاة موجّهة (لخدمة أفراد المجتمع من المحتاجين)، مشيرا إلى تكفّل الصندوق السنة المنصرمة بتمويل مشاريع أعداد معتبرة من الشباب العاطل عن العمل والرّاغب في إنجاز مشاريع خاصّة به· وأضاف ذات المسؤول في ذات السياق: (الزكاة هي القاعدة المالية للمجتمع المسلم)، داعيا المواطنين إلى عدم التردّد في التزكّي بأموالهم· وخلال تطرّقه إلى مشروع (بنك صندوق الزكاة) أكّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن الوزارة طلبت المساعدة من مختصّين في مجال الاقتصاد لتسيير أموال هذا الصندوق حتى (يستفيد منه أكبر عدد ممكن من المحتاجين بشكل مدروس)· كما شدّد السيّد غلام اللّه على تكثيف حملات التوعية والتعريف بمهام صندوق الزكاة حتى يكتسب ثقة المواطنين· ويذكر أن نصاب الزكاة لهذه السنة 2011 - 2012 قد حدّد ب 467.500.00 دينار يكون قد دار عليه الحول (العام)، وفقا لما أفادت به مؤخّرا وزارة الشؤون الدينية والأوقاف· من جهة أخرى، قال غلام اللّه إن موسم حجّ 2011 شهد تسجيل وفاة 32 شخصا وفقدان شخصين في البقاع المقدّسة، وذكر أن أغلب الحجّاج الذين توفّوا هم من كبار السنّ الذين تجاوزت أعمارهم ال 70 سنة ومصابون بأمراض مزمنة، محمّلا مسؤولية تدهور صحّة بعض الحجّاج الجزائريين لبعض الأطبّاء (الذين منحوهم شهادات طبّية تسمح لهم بالسفر لأداء مناسك الحجّ)· وشدّد الوزير على ضرورة إخضاع الحجّاج مستقبلا لفحوص طبّية معمّقة حتى يتمّ تفادي تسجيل مثل هذه الأرقام (المرتفعة)، مع العلم أن المدير العام للديوان الوطني للحجّ والعمرة السيّد الشيخ بربارة كان قد صرّح في وقت سابق بأنه تمّ إقصاء 43 شخصا من الحجّاج بسبب حالتهم الصحّية غير المستقرّة· كما أشار السيّد غلام اللّه إلى الجهود الحثيثة التي باشرتها السلطات الجزائرية للعثور على الحاجّين المفقودين في البقاع المقدسة وهما السيّدين حواسنية العيّاشي وصبايحي محمود· كما وصف الوزير موسم الحجّ لسنة 2011 (بالمميّز) بفضل الإصلاحات التي باشرتها الوزارة، إلى جانب تدارك الأخطاء التي تمّ تسجيلها خلال مواسم الحجّ المنصرمة، مؤكّدا أن أغلبية الحجّاج الجزائريين تمّ التكفّل بهم (بالشكل المطلوب)، غير أنه لم يخف (تذمّر) عدد (قليل جدّا) منهم على حدّ تعبيره· وأضاف ذات المسؤول: (لم يفترش أيّ حاج جزائري الأرض، حيث وفّرنا أكثر من 36 ألف فرش إلى جانب تخصيص حافلات خاصّة بنقل الحجّاج، ممّا ساهم في التخفيف من عناء تنقّلهم خاصّة كبار السنّ)، مع العلم أن متوسط عمر الحجّاج الجزائريين يفوق 65 سنة· وخلال تطرّقه إلى موضوع وكالات السفر كشف السيّد غلام اللّه عن تشكيل لجنة وزارية مشتركة تضمّ مختلف القطاعات الوزارية أوكلت لها مهمّة متابعة عمل الوكالات السياحية التي تكفّلت بخدمة ونقل الحجّاج، وأكّد أن الوكالات التي ستثبت اللّجنة تقصيرها في عملها (ستمنع مستقبلا من التكفّل بالحجّاج)، فيما سيتمّ تشجيع الوكالات التي قامت بمهمّتها بشكل جيّد ويتمّ منحها مسؤولية التكفّل بأعداد أكبر من الحجّاج خلال موسم الحجّ المقبل· يذكر أن عدد ضيوف الرحمن الجزائريين لهذه السنة قدّر ب 36 ألف، مع العلم أن التكلفة الإجمالية للحجّ قدّرت هذه السنة ب 321.000 دينار· وفي سياق آخر، أكّد السيّد غلام اللّه - في ردّه على أسقف الجزائر عبد اللّه غالب بدر الذي انتقد عبر وسائل الإعلام مرسوم ممارسة الشعائر الدينية في الجزائر الصادر في 2006 - أن الجزائر (حرّة في تشريعاتها على غرار باقي دول العالم وليس لأحد الحقّ في التدخّل في القوانين والتشريعات التي تسنّها)، موضّحا أن هذا المرسوم يرمي (إلى تقنين ممارسة الشعائر الدينية في دولة الأغلبية الساحقة من سكانها مسلمون، إلى جانب حماية الأقلّيات الدينية)، وأكّد أن السلطات الجزائرية (تمنع الحملات التبشيرية ولن تسمح بتحويل الجزائريين عن دينهم)، مشيرا إلى أن الدعوة لتغيير الدين هي (دعوة محرّمة في كامل الدول)·