''لن نسمح بتحويل الجزائريين عن دينهم'' كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، عن تشكيل لجنة وزارية مشتركة تضم مختلف القطاعات الوزارية، أوكلت لها مهمة متابعة عمل الوكالات السياحية التي تكفلت بخدمة ونقل الحجاج إلى البقاع المقدسة هذا الموسم. وأكد أن الوكالات التي ستثبت اللجنة تقصيرها في عملها ''ستمنع مستقبلا من التكفل بالحجاج''، فيما سيتم تشجيع الوكالات التي قامت بمهمتها بشكل جيد، ويتم منحها مسؤولية التكفل بعدد أكبر من الحجاج خلال موسم الحج المقبل. وأرجع غلام الله هذا التوجه إلى رغبة الوزارة في رفع الضغط عن ديوان الحج، حيث سيكتفي الأخير بالتنظيم فقط. كما استبعد الوزير متابعة الوكالات المقصرة في حق الحجيج قضائيا، إذ ستكتفي اللجنة الوزارية المختلطة بمنع هذه الوكالات من المشاركة في نقل الحجاج خلال المواسم القادمة. وفي تقييمه لموسم الحج، قدر الوزير غلام الله، في لقاء صحفي نشطه أمس بيومية ''المجاهد''، أن الحج هذه السنة مر في ظروف جيدة، قائلا: ''لا يوجد أحد من الحجاج افترش الكرتون في الحج''. وتم فقدان حاجين لم ترد عنهما أية معلومات لحد الآن، وتسجيل 32 حالة وفاة، أغلبهم من كبار السن تجاوزت أعمارهم ال70 سنة ومصابون بأمراض مزمنة، محملا مسؤولية تدهور صحة بعض الحجاج الجزائريين لبعض الأطباء ''الذين منحوهم شهادات طبية تسمح لهم بالسفر لأداء مناسك الحج''. وشدد الوزير على ضرورة إخضاع الحجاج مستقبلا لفحوصات طبية معمقة حتى يتم تفادي تسجيل مثل هذه الأرقام ''المرتفعة''، مشيرا إلى أن 29 حاجا تمت إعادتهم إلى الوطن بسبب المرض قبل إنهائهم مناسك الحج، كما أن أغلبية الحجاج عادوا إلى أرض الوطن وأنه لم يتبق سوى 14 رحلة من أصل 141 رحلة توجهت إلى البقاع المقدسة. من جهة أخرى، أبدى الوزير امتعاضا من انتقادات كان قد وجهها أسقف الجزائر عبر وسائل الإعلام مرسوم ممارسة الشعائر الدينية في الجزائر الصادر في ,2006 وقال الوزير إن الجزائر ''حرة في تشريعاتها على غرار باقي دول العالم وليس لأحد الحق في التدخل في القوانين والتشريعات التي تسنها''. وأوضح أن هذا المرسوم يرمي ''إلى تقنين ممارسة الشعائر الدينية في دولة الأغلبية الساحقة من سكانها مسلمون، إلى جانب حماية الأقليات الدينية''، مؤكد بأن السلطات الجزائرية ''تمنع الحملات التبشيرية ولن تسمح بتحويل الجزائريين عن دينهم''، مشيرا إلى أن الدعوة لتغيير الدين هي ''دعوة محرمة في كامل الدول''. وفي ملف الزكاة، أفاد غلام الله بأن الجزائريين دفعوا لصندوق الزكاة لسنة 2011 مبلغ مليار و141 مليون دينار على المستوى الوطني، واصفا هذا المبلغ ''بالمحترم''، مسجلا ارتفاع مداخيل صندوق الزكاة عبر السنوات ''بفضل هبات المحسنين''، لكنه اعتبر المبلغ في غير طموحات الوزارة. وردا على سؤال حول مشكل الأخطاء التي يعثر عليها في المصاحف منقوصة من السور والآيات، فأرجع السبب إلى أخطاء تقنية أثناء الطبع، ونفى وجود سوء نية وراء ذلك. ولتفادي تسجيل حالات مماثلة، أعلن الوزير أنه تقرر منع استيراد هذه المصاحف من الخارج. وبخصوص الأئمة الثلاثة الذين رفضوا الوقوف أثناء عزف النشيد الوطني قبل أسبوع بمدينة سعيدة، فقال عن الحادثة: ''هنالك نقص في التوعية لديهم... وهم لم يكونوا يدركون ذلك، لكنهم اعتذروا على ما بدر منهم لدى مدير الشؤون الدينية لولاية بجاية، وآمل أن يعفي عنهم المجلس العلمي الذي يتدارس ملفاتهم حتى يواصلوا التكوين ليتخرجوا كأئمة''.