في الوقت الذي كانت فيه أعين الملايين من الجزائريين مشرئبة إلى ملعب 5 جويلية بمناسبة احتضانه ل (الكلاسيكو) الجزائري بين الاتحاد والمولودية، كانت أعين المغاربة مصوّبة صوب ملعب طنجة لاحتضانه مواجهة المغرب ونيجيريا في افتتاح البطولة الإفريقية الأولى لأقلّ من 23 سنة، المؤهّلة إلى أولمبياد لندن 2012· فحتى وإن اختلفت طبيعة المبارتين إلاّ أن القاسم المشترك بين الفريقين هو اهتمام كلّ طرف بمباراته، لكن الاختلاف الوحيد هي أرضية الميدان، فشتّان بين الأرضيتين· فأرضية ميدان ملعب 5 جويلية كلّ من تابع (الداربي) العاصمي يكون قد بقي مشدوها لنوعيتها التي تصلح لكلّ شيء إلاّ لمباريات كرة القدم، الأمر الذي أثّر سلبا على أداء اللاّعبين فجاء (الداربي) العاصمي أشبه بمباريات ما بين الأحياء، وذكّرتني صراحة بتلك المباريات التي كنت أخوضها وأنا صغير في إحدى الحقول الزراعية في عزّ تساقط أمطار (الخير). اللّقاء الآخر بين المغرب ونيجيريا حتى وإن لم يبلغ المستوى، إلاّ أن جمال أرضية ملعب طنجة أنسى الكثيرين تردّي المستوى، إلى درجة أنني كنت أفضّل متابعة هذه المواجهة على مواجهة (الداربي) العاصمي، لا لشيء إلاّ لأتمتّع بجمال أرضية هذا الملعب، فجمالها والحقّ يقال يفوق جمال الملاعب العالمية الكبير كالبرنابيو وسان سيرو وماركانا ووامبلي وانفيلد وجيوزيبي ميازا· نعم أرضية ملعب طنجة، بل الملعب ككلّ، هو تحفة فنّية رائعة يجعل المشاهد من وراء الشاشة وما بالك من داخله يتمتّع برونقه وجمال هذا الملعب، فأين ملاعبنا من هذا الملعب، بل أين أرضية ملاعبنا من ملاعب المغرب؟ فشتّان بين الثراء والثرية.