ما وقع بعد نهاية الداربي الخمسين بين فريقي شباب ومولودية قسنطينة من أحداث مأساوية ومؤسفة، يبرز بما لا يدع مجالا للشك أن مثل هذه اللقاءات صار وجودها من عدمها سيان، فشتان بين ما نشاهده في الملاعب الأوروبية وبين ما ينعت عندنا بالداربيات، فهناك جماليات الكرة، والروح الرياضية والتنافس الشريف وتقبل النتيجة مهما كانت وعندنا التراشق بالحجارة وغيرها وتحطيم الكراسي والاعتداء على الممتلكات وحتى على الأشخاص، رغم أن النتيجة كانت التعادل كما حدث في قسنطينة، فماذا كان سيحدث يا ترى لو انهزم الشباب لأن الجميع يحمل المسؤولية لأنصاره. هل من المعقول أن يقدم أنصار شباب قسنطينة على تكسير كراس وإحداث مجزرة في حقها، وهي الكراسي التي تم وضعها منذ أيام فقط بمبالغ مالية ضخمة، بعد أن كسرت لمرتين منذ أن تم وضعها خصيصا لفائدة الجماهير الذين كانوا يجلسون على الأسمنت، وربما يستحقونه أفضل من كراس أنيقة؟ المتتبعون من عشاق المستديرة الحقيقيين ونجوم كرويين سابقين ممن حضروا اللقاء خرجوا متذمرين نتيجة ما شاهدوه من فساد، ومناظر تبكي حقيقة، فالداربي القسنطيني تحول إلى غصة وصار يفقد من سنة لأخرى بريقه، ويا حسرتاه على داربيات السبعينات، داربيات ڤموح وحنشي وغيرهما، إننا فعلا نعود إلى الوراء بتخلفنا وطيش أشباه مناصرين لم ينتظروا مساء أول أمس نهاية اللقاء ليحولوا أرضية ملعب الشهيد حملاوي إلى مفرغة عمومية، بعد أن تطايرت الكراسي وقذفت قارورات وأشياء وأشياء.. ولا حديث عن السب والشتم والكلام الساقط. فبأي حق يجرؤ شبان مناصرون على تصرفات مشينة أمام مرأى أعين مصالح الأمن، كما بأي حق يسبون ويشتمون حارسا دوليا بحجم شاوشي جاءهم ضيفا وبدعوة ليشاهد داربي سمع عنه الكثير فخرج مكسور الجناحين كما يقال، إن ما حدث بقسنطينة في هذا الداربي شيء لا يسيء فقط لسمعة الكرة الجزائرية بقدر ما يسيء لمناصري عاصمة الشرق. ونقولها صراحة لمناصري شباب قسنطينة الذين صارت سمعتهم مخزية، وهم ينتظرون عقوبة جديدة لفريقهم.