من الصعب جدا تنقية المحيط الكروي من الجراثيم التي باتت تشكل خطرا على مستقبل الكرة الجزائرية، ولكن بالمقابل من الضروري عدم التهرب من الحقيقة المرة والاعتراف بوجود أعضاء ضمن مختلف الرابطات المعنية يستغلون مناصبهم لدخول معركة (بزنسة المباريات) والعمل لمصلحة الفرق التي تملك (الشكارة) مما يتوجب إعادة النظر في طريقة تعيين الأعضاء المعنيين بغرض التقليل من هاته الظاهرة الخطيرة التي ستزيد من انحطاط مستوى كرتنا بشكل كبير· وعليه فالكرة أضحت في مرمى أعلى السلطات بفتح تحقيقات معمقة لكشف المستوى وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، لأن تجسيد الاحتراف زاد من تفشي ظاهرة إرشاء الحكام بإيعاز من طرف الأعضاء الذين كانوا بالأمس القريب يحدون نتائج المباريات بالشكارة وليس العكس، مما جعل الحكام الشبان يدخلون في الخط بدون مقدمات والتفاوض على مبلغ معين نظير تحديد نتيجة أية مباراة مهما كانت المعطيات· والاكيد أن الاكتفاء بالتفرج من بعيد وعدم اللوج في صلب قضية الرشوة سيفتح المجال لأكبر عدد من الأطراف التي تعبد طريق دخول هاته المعركة التي تتطلب حسن التفاوض في الخفاء وعدم التعامل بالعاطفة لأن أصحاب هاته المهنة الخبيثة لا يملكون في مفكرتهم العاطفة فحسب وإنما العكس، مما يتوجب الإسراع في تنقية المحيط الكروي من هاته الجراثيم التي أضحت تمثل خطرا على مستقبل كرتنا المسكينة·