يشتكي المرضى المتوافدون على مستوصف بوشنافة الجواري بالجزائر الوسطى من الظلم الذي يتعرضون إليه من طرف بعض أعوان المصحة الذين يلجأون إلى استعمال (المعارف) في إدخال المرضى وعدم الالتزام بالأدوار الممنوحة لباقي المرضى الذين قد يكون من بينهم من هم في حالة خطيرة تستدعي الفحص العاجل من طرف الطبيب الذي يقوم بتحديد درجة الخطورة إما بمنحه بعض العلاج الأولي أو بإرساله مباشرة إلى أقرب مستشفى مختصة في علاج علته·· إلا أن هذا الأمر قد يطول في بعض الأحيان ولا وجود لحل آخر أمام سكان المنطقة، فهذه العيادة الطبية هي الوحيدة من بين 3 عيادات طبية في كل الجزائر الوسطى التي تعيش اكتظاظا سكانيا رهيبا يزداد كل عام، ففي عيادة بوشنافة التي تستقبل المرضى حتى من خارج البلدية لأن مثل هذه الخدمات العمومية تعرف نقصا فادحا في المناطق الشعبية، إلا أن المرضى يلقون استقبالا سيئا في الغالب وعليهم الانتظار لساعات طويلة حتى يأتي دورهم في الدخول للطبيب العام المعالج، ولا يخلو الأمر من مناوشات وتنديدات من طرف المرضى الذين يلحظون بأعينهم كيف يدخل أعوان الصحة بعض أصدقائهم فور وصولهم إلى المستوصف رغم أن الكثيرين قبلهم لا زالوا على لائحة الانتظار، ورغم كل التنديدات إلا أن كل ذلك لا ينفع ولا دور أبدا لرئيس المصلحة الغائب تماما عن هذا المشهد، ويستمر الأمر هكذا على طول اليوم وحتى لو كانت هناك حالة مستعجلة فإنها تنتظر كغيرها في قاعة الانتظار وربما سبقها العديد من أصدقاء السلك الطبي بهذه المؤسسة دون اكتراث بوضعية هذا المريض، بل إن بعض المرضى الآتين في حالات مستعجلة تستدعي تقديم الإسعافات الأولية إلا أنهم لا يتلقون أية مساعدات بل يوجهون مباشرة إلى أقرب مستشفى دون حتى نقلهم في سيارة الإسعاف مخافة اضطراب وضعه أو تعرضه للإغماء والسقوط في الطريق فهذا لا يهمهم أبدا، فخلاء مسؤوليتهم من حالة المريض هو الأهم أما الحفاظ على صحته وسلامته الذي هو من اختصاصاهم فذلك شيء بعيد عن يومياتهم·· ولقد اشتكى لنا عدد كبير من المرضى الوافدين على هذه المؤسسة الصحية العمومية من هذه المعاملة خاصة منهم كبار السن بدعوى أنهم كثيرا ما يترددون على المستوصف لكثرة عللهم فلا يحترمونهم ولا يأخذون مرضهم بعين الاعتبار، وحتى قياس الضغط والسكر في الدم اللذين هما من المفروض خدمتان متوفرتان في هذا المستوصف المفتقر لكل الإمكانيات بخلاف المستوصفات الجوارية الكائنة بالمنطقة، فبعد أن يتوجه كبير السن إلى هذا المستوصف من أجل الانتفاع من هذه الخدمة إلا أنه يجبر على العودة أدراجه والبحث عن أقرب صيدلية لإجراء هذا الفحص وهذا بعد أن يخبر في مستوصف بوشنافة بأن كل الأجهزة معطلة، قد تكون معطلة فعلا لأن هذه المؤسسة العمومية تعيش نقصا فادحا في الإمكانيات المادية والبشرية المختصة، إلا أن البعض من جهة أخرى يؤكدون أن الأجهزة أحيانا تكون في حالة جيدة إلا أن العاملين في هذه المؤسسة الصحية يواجهون بعض المرضى بهذه الإجابة من أجل تخفيف الضغط عليهم وإنقاص عدد المرضى الوافدين عليهم·· لذا فإن سكان المنطقة يطالبون بالتدخل العاجل من مديرية الصحة والوزارة الوصية من أجل إيجاد حل عاجل لهذه المؤسسة من خلال ممارسة المراقبة وتزويدها من جهة أخرى بأطباء مختصين فهي إلى الآن وبعد مضي أكثر من عشر سنوات على افتتاحها لا تضم إلا أطباء عامين ومختص نفسي وطبيب أسنان فيما عدا هذا لا يوجد أية إمكانيات طبية مختصة تساهم في مساعدة السكان وتخفف عنهم تعب التنقل إلى المستشفيات كما هو حاصل في بعض المؤسسات الصحية الجوارية التي تضم العديد من الإمكانيات البشرية والمادية، فهل بلدية الجزائر الوسطى عاجزة عن توفير هذه الإمكانيات في هذه المؤسسة الصحية ؟أو السعي إلى فتح مؤسسة أخرى تلبي مختلف احتياجات المواطنين في المنطقة مع ضرورة إجراء المراقبة في المستوصف من أجل حماية المرضى من التعسف الواقع عليهم من طرف أعوان السلك شبه الطبي·